الرمال السوداء كنز مصر.. البرلمان يوافق على قانونها.. وخبراء: وقود نووي

الخميس 14 فبراير 2019 | 09:56 مساءً
كتب : مصطفى الخطيب

سامح حبيب: قانون استخدامها تأخر كثيرًا.. وتوجد بكثافة فى محافظة كفر الشيخ

محمد خليفة: الدولة تسعى لاستغلال الموارد الطبيعية بها.. والبرلمان يدعمها بالتشريع

متحدث الكهرباء: نتعاون مع الشركة الجديدة للبحث عنها واستكشاف المعادن الاقتصادية بها

حافظ سلماوى: عناصرها تدخل فى صناعات حيوية واستراتيجية.. وتصديرها يحقق عوائد مهولة

ماهر عزيز: ستوفر وقود المحطات النووية بعد استخراج اليورانيوم.. ومصدر مهم للدخل القومى

عزت عبد العزيز: مورد جديد لطاقة نظيفة تساهم فى مستقبل أفضل للبلاد

«طاقة النواب»: تدخل فى صناعة هياكل الطائرات والصواريخ.. وسواحل مصر غنية بكميات كبيرة منها

وافق مجلس النواب على قانون بشأن الترخيص لوزير الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاقد مع هيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء فى شأن البحث واستكشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية والمنتجات الثانوية من الرمال السوداء واستغلالها فى جمهورية مصر العربية.

وأكد تقرير لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن الرمال السوداء من أهم المصادر الأساسية لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية مثل المونازيت واليورانيوم المشع والزريكون ومعادن أخرى كثيرة تدخل فى صناعات كثيرة ومهمة مثل صناعة الصواريخ والطائرات وهياكل السيارات والسيراميك والبويات ومواد الإشعاع النووى، بالإضافة إلى المواد الخام التى تستخدم فى الصناعات الحديثة.

طبيعتها

الرمال السوداء هى رواسب شاطئية ثقيلة تتراكم عند بعض الشواطئ ومصبات الأنهار، وهى خليط من المعادن الثقيلة المهمة، كمعدنى الماجنتيت والألمنيت، إلى جانب المعادن المشعة كالموزانيت، وتحوى نحو 41 عنصرًا معدنيًا، وترجع تسمية "الرمال السوداء" بهذا الاسم حيث أنه يغلب عليها اللون الداكن لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة كخامات الحديد، كما تحتوى على نسبة صغيرة من المعادن المشعة، فيما تحتوى على نسبة عالية من عنصر "التيتانيوم" الداخل فى صناعة هياكل الصواريخ والطائرات ذات الارتفاعات العالية لمقاومة الظروف الكونية، كما يستخرج منه "الإلمنيت" عالى الجودة والمستخدم فى صناعات الأصباغ وتغليف أنابيب البترول تحت سطح الأرض وتبطين الأفران، بالإضافة إلى استخدامه فى المفاعلات النووية لكبح جماح التدفق النيترونى داخلها.

أهميتها

تكمن الأهمية الاقتصادية للرمال السوداء، من خلال استغلال مكوناتها وتحويلها إلى منتجات اقتصادية مهمة بتكاليف مادية وتكنولوجية زهيدة، عبر استخدام جرافات تعمل على فصل الرواسب الثقيلة الموجودة بها من دون نقلها من أماكنها لتجنب حدوث آثار بيئية.

استخداماتها

تستخدم فى المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة، حيث تحتوى على "أكسيد الثوريم" المستخدم كـ"مراقد" فى المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة، وتدخل فى صناعة هياكل الصواريخ والطائرات؛ كما تحتوى أيضا على مادتى الـ"كاسيتريت الألمنيت"، و"روتيل الألمنيت" اللتان تدخلان فى صناعة العربات المصفحة، والحربية، كما تستخدم فى الصناعات التقنية؛ كـ"الإلكترونيات".

أماكنها

تتواجد عند منطقة الرأس السوداء، فى فرع رشيد عند مصب نهر النيل، حيث كشف آخر مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية المصرية، عن امتلاك مصر نحو 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد وحتى رفح والعريش الحدوديتين، بطول ساحل 400 كيلو متر.

ويقدر الاحتياطى الجيولوجى لرواسب الرمال السوداء المصرية بنحو مليار و100 مليون متر مكعب من الرمال الجافة، تكفى لتشغيل مصنع لاستخراج المعادن الاقتصادية لمدة 150 عاما بطاقة استهلاك للخام مقدارها ألف متر مكعب فى الساعة على مدى 24 ساعة فى اليوم‏،‏ أى 24 ألف متر مكعب يوميا‏،‏ وعلى مدار ‏300‏ يوم تشغيل فى السنة.

وتملك منطقة رشيد أكبر احتياطى من الرمال السوداء، إذ يوجد بها 500‏ مليون متر مكعب، ويوجد فى منطقة دمياط 300‏ مليون متر مكعب فيما تملك منطقة بلطيم احتياطى يقدر بنحو 200‏ مليون متر مكعب، بالإضافة إلى 100‏ مليون متر مكعب فى منطقة شمال سيناء، وتترتب هذه المواقع حسب الإمكانات والمميزات التصنيعية، حيث تتقدمها منطقة بلطيم، تليها منطقة رشيد، ثم دمياط، ثم شمال سيناء‏.‏

مصدر أساسى

وبحسب تقرير لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، تعد الرمال السوداء من أهم المصادر الأساسية لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية مثل المونازيت واليورانيوم المشع والزريكون، ومعادن أخرى كثيرة تدخل فى صناعات كثيرة ومهمة، مثل صناعة الصواريخ والطائرات وهياكل السيارات والسيراميك والبويات ومواد الإشعاع النووى، بالإضافة إلى المواد الخام التى تستخدم فى الصناعات الحديثة، لكن هذه العوامل لم تمنع لجنة البيئة من التحذير من استغلالها من دون الرجوع إلى الأساليب العلمية، بالنسب التى تقبلها الطبيعة الجيولوجية للمناطق المتمركزة بها.

النائب سامح حبيب، وكيل لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، قال إن مشروع قانون استخدام الرمال السوداء تأخر كثيرا، وكنا كلجنة طاقة بمجلس النواب ننتظره كثيرا، مشيرا إلى أنه يتكون من 3 مواد وتم عرضه من قبل الحكومة ومناقشة القانون داخل اللجنة المشكلة من لجنتى "الطاقة والبيئة والشئون التشريعية" فى عدة جلسات، والموافقة عليه وإقراراه يوم 28 يناير الماضى، وأُرسل إلى مجلس الدولة لإبداء الرأى فيه، تمهيدا لعرضه على رئيس الجمهورية للتصديق عليه تمهيدا لبدء العمل به بعد نشره فى الجريدة الرسمية.

صناعاتها

وأضاف وكيل لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن إعادة استغلال الرمال السوداء باعتبارها موردا مهما سيوفر عائدا كبيرا للدولة، حيث تدخل المواد المعدنية التى يتم استخلاصها فى كثير من الصناعات منها الصواريخ، وهياكل الطائرات والعديد من المنتجات الحربية.

وأوضح عضو مجلس النواب، أن الرمال السوداء تتواجد فى المناطق الصحراوية والجبلية وتوجد بكثافة فى محافظة كفر الشيخ، مشيرا إلى أن الشركة التى تعمل فى مجال استغلال واستخدام الرمال السوداء هى شركة مصرية 100% ولن يكون هناك أى تدخل أجنبى فى عملها.

ثروة قومية

ومن جانبه، قال النائب محمد خليفة عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن الدولة تحاول بقدر كبير استغلال الموارد الطبيعية التى تمتلكها، وليس مجرد أن يكون لدينا رمال سوداء نستخدمها فى صناعة البترول أو الصناعات المختلفة، ولكن يجب استغلالها الاستغلال الأمثل لأنها تعتبر ثروة قومية طبيعية يجب أن نستفيد منها بشكل كبير لأنها تعود بالنفع على الاقتصاد المصرى.

وأوضح أن مجلس النواب ولجنة الطاقة والبيئة بالمجلس كسلطة تشريعية تسعى لإصدار مثل هذه القوانين التى تعود بالنفع على الدولة والمواطن بشكل كبير.

التعاون

قال أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء، إنه كان هناك بروتوكول تعاون بين وزارة الكهرباء متمثلة فى هيئة المواد النووية، وبين الشركة المصرية للرمال السوداء، وذلك للبحث واستكشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية والمنتجات الثانوية من ركاز الرمال السوداء وإعادة استغلال المعادن الموجودة بها.

وأضاف متحدث الكهرباء، أن المعادن المستخلصة من الرمال السوداء، لها فوائد عديدة وتدخل فى صناعات كثيرة وتفتح المجال لصناعات جديدة بعد زيادة تركيزها، بعد عملية التنقيب عليها فى أماكن تواجد هذه الرمال.

وأكد حمزة أن مجلس النواب وافق على مشروع قانون بإعادة استخدام الرمال السوداء، لتفعيل البروتوكول المبرم بين هيئة المواد النووية والشركة التى تعمل فى مجال استغلالها.

عناصر نووية

ومن جانبه، أشار الدكتور حافظ سلماوى، رئيس مرفق الكهرباء الأسبق، إلى أن البرلمان وافق على مشروع قانون لاستخدام الرمال السوداء فى صناعة هياكل الطائرات وصناعة السيراميك والأدوات الحربية، مشيرا إلى أن تلك الرمال تعتبر عناصر نادرة ذات قيمة، كان يتم استخدامها فى البداية باعتبارها عناصر نووية، ولكن وجدوا أن بها عناصر نادرة ذات قيمة من الممكن استخدامها فى صناعة هياكل الطائرات والصواريخ، بالإضافة إلى صناعة السيراميك.

وأضاف سلماوى أن الرمال السوداء تتواجد بكثافة فى شمال الدلتا عند منطقة بلطيم ورشيد، حيث تحتوى على عدد كبير من العناصر النادرة التى تستخدم فى صناعة الإلكترونيات والشبكات المعدنية لتحسين جودتها، كما تستخدم فى صناعة العوازل الكهربائية نظرا لتركيز هذه العناصر.

صناعة وطنية

وأكد رئيس مرفق الكهرباء الأسبق، أن هيئة الطاقة النووية التابعة لوزارة الكهرباء، وجدت أن هذه العناصر النادرة يمكن استغلالها الاستغلال الأمثل، من خلال إنشاء شركة مصرية لاستخدامها، وتصديرها؛ بما ستحققه من عوائد مهولة للدولة، مشيرا إلى أن المشروع كان قد بدأ التفكير به منذ أكثر من 30 عاما ولكن لم يكتب له الاكتمال حتى نهاية يناير المنقضى- بعد أن وافق البرلمان على دراسة مشروع قانون لاستخدام هذه الرمال (يوم 27 يناير)- وإقراراه من قبل البرلمان، وسيبدأ تفعيله حال صدوره فى الجريدة الرسمية.

وقود المحطات

قال الدكتور ماهر عزيز مستشار وزير الكهرباء السابق، عضو مجلس الطاقة العالمى، إنه توجد 3 هيئات نووية فى قطاع الطاقة، "هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء" وهى التى تتعاقد على محطة الضبعة مع الجانب الروسى، وتوجد "هيئة الطاقة الذرية" والتى تملك مفاعل أنشاص، و"هيئة المواد النووية"، مشيرا إلى أن القانون الذى وافق عليه مجلس النواب سيجعل هيئة المواد النووية تمارس نشاطها فى استخدام المعادن الثمينة الموجودة بالرمال السوداء، وهى مهمة جدا، خاصة أنها تحتوى على نسبة من اليورانيوم وهى مهمة جدا يمكن استخلاصها، وخاصة أن اليورانيوم يعتبر وقودا للمحطات النووية، وبالتالى للمرة الأولى يكون لدى هيئة المواد النووية أن تُنقِّب وتستخلص المواد النووية من الرمال السوداء.

وأكد "عزيز" أن الرمال السوداء يوجد بها مجموعة كبيرة من المعادن النادرة والثقيلة، أهمها اليورانيوم الذى يتم استخلاص الوقود النووى منه، مشيرا إلى أن أهميتها الاقتصادية كمصدر للموارد الطبيعية النادرة تتوافر فى خامة الرمال السوداء ويقلل تكاليف استيراد الوقود النووى، حيث سيتم استخراج المواد الخام وتصنيعها فى روسيا، ثم تعود إلى مصر؛ وهذا يقلل من تكلفة الوقود النووى.

وقال إن الرمال السوداء تحتوى على "أكسيد الثوريم" المستخدم كـ"مراقد" فى المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة.

قيمتها

وأوضح عضو مجلس الطاقة العالمى، أن عملية التعدين فى الرمال السوداء بالشراكة مع هيئة المواد النووية، دليل واضح على تقدم مصر فى مجال الطاقة والكهرباء، مشيرًا إلى أن تلك الرمال تمثل قيمة اقتصادية كبرى.

طاقة متجددة ونظيفة

ومن جانبه قال الدكتور عزت عبد العزيز، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، إن مصر غنية بموارد الرمال سوداء ولها قيمة اقتصادية هائلة، خاصة أنها تستخدم فى الطاقة المتجددة والنووية، ويتم استخلاصها ومعالجتها حتى يتم توليد الطاقة المتجددة والنظيفة، لافتا إلى أن مصر تمتلك أنواعا كثيرة من الطاقة المتجددة والمستخلصة من الطبيعة مثل "الطاقة الشمسية، والرمال السوداء، وطاقة الاندماج النووى" وهى المادة المشعة "اليورانيوم" التى تستخرج من الجبال.

المستقبل

وأوضح "عبد العزيز" أن هذه الرمال هى طاقة المستقبل ومصر تمتلك مساحات كبيرة غير محدودة منها على سواحل البحر الأحمر والمتوسط، وتستخدم فى صناعات كثيرة جدا أهمها توليد الطاقة والطاقة النووية، وصناعة الصواريخ والطائرات، لافتا إلى أن الرمال السوداء تستخدم أيضا فى صناعة مفاعلات الاندماج النووى والزجاج.

فيما أشار الدكتور محمد فؤاد عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إلى أن مصر من الدول التى تمتلك أكثر من موقع للرمال السوداء على سواحلها الشمالية من رشيد وحتى العريش، وهى مصدر كبير للمواد المشعة التى تدخل فى صناعات مكملة، كما تحتوى على عناصر مهمة جدا مثل اليورانيوم والذى يدخل فى صناعات مهمة، وكثير منها السيراميك والدهانات، كما تدخل فى صناعة هياكل الطائرات والصواريخ.

وأكد أن الرمال السوداء هى رواسب شواطئية تتراكم عند السواحل، ومكوناتها تتحول إلى منتجات اقتصادية عند فصل الرواسب الثقيلة، وتحويله إلى مواد مشعة.

اقرأ أيضا