أهالي «الزرايب».. «ملوك» يعملون بالنظافة

الثلاثاء 30 يونية 2015 | 11:24 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

رغم ما يظهر على أهالي منطقة الزرايب بمنشأة ناصر، الذين يعملون بجمع القمامة وتصنيفها وبيعها، من "ضيق الحال وقلة الرزق"، إلا أن أغلبهم يمتلكون عمارات سكنية، ويعيشون في منازل تتسم بـ"الطابع الملوكي"، وهذا هو الوجه الآخر للعاملين بجمع القمامة بالمنطقة.حياة غير آدمية فى البداية ومن مدخل الحى، وجدنا أتلال من القمامة على جانبى الطريق الملتوى الذى يمنع أى وسيلة مواصلات من الدخول إليها ، الأمر الذى يجعل حياة قاطنيها فى خطر دائم حال إندلاع حرائق أو حالة الموت المفاجى فلايستيطعون الإستغاثة . كما أستنشقنا روائح كريهة تشمئز منها الأنوف ، كما رصدنا عدد كبير من الكلاب والقططة يلعبون فى برك الصرف الصحى وبجوارهم الأطفال ينظرون إليهم ويمزحون غير عابرين ذويهم بمخاطر الأمراض التى تداهمهم أطفالهم من تجاورهم لهذة البرك . أما بشأن المنازل فوجدنا البعض منها مبنية من الأخشاب والبعض الآخر من الطوب الأحمرمشققة الجدران ، كما وجدنا عدد كبير من المنازل منهار الأسقف . يقول سعيد السيد، من أهل المنطقة: « أقيم حاليا مع زوجتي وأولادي في عشة من القماش وسط مقلب القمامة ، مضيفاً أنه مضطر إلى قبول الوضع لأنه عاجز عن إيجاد البديل نظرا لفقره، مضيفا أن المنطقة لا يوجد بها صرف صحى الأمر الذي جعلهم يشاركون الحيوانات في مأواهم لقضاء حاجاتهم». مصدر الدخل ويستكمل سعيد حديثة قائلاً : سكان" الزبالين "هنا مصدر دخلهم الوحيد هو العمل في فرز القمامة وبيع البلاستيك والكرتون والصفيح، حيث يجمعونه ويقومون ببيعه لإعادة تدويره من جديد، والرزق يوم بيوم ، وإذا مرضنا فهذا يعنى أننا سنموت جوعا ، فليس لنا مصدر دخل آخر سوى فرز القمامة . ومن سعيد لـ"صابر عبد المنعم " الذي يبلغ من العمر 43 عاماً، ولديه من الأولاد 9، ويقول: « أعيش هنا منذ 20 عاماً، وكافة الحكومات رفضت كافة الطلبات التي تقدمنا بها لأننا منطقة عشوائية وتركتنا نعيش بدون صرف صحى أو مياه شرب أو كهرباء لكننا تأقلمنا مع كل هذا، فأنشأنا الطرنشات بالجهود الذاتية ، والكهرباء سرقناها ونقوم بتأجيرها بمبالغ شهرية من الجيران المحيطة بنا».فى السياق نفسة تقول " شادية السيد " ربة منزل، إن كثرة الشقوق التي تحاصر الحجرة المتواضعة التي تعيش فيها هي وأطفالها، جعلت هاجس الشعور بانهيار العشة فى أي لحظة يسيطر على شعورها، وتضيف: أنها تتمنى أن تعيش في مكان خالٍ من الأوبئة وتحمى أولادها من الأمراض ، مضيفة أنها تتمنى أن تعيش حياة كريمة لان للفقراء لهم حقوق على الدولة.فيرس سىفيما تؤكد" سميحة متولى " إحدى المقيمات بالحى ، أن الكثير من السكان مصابون ب "فيروس سي" نتيجة للمياه الملوثة، إضافة إلى مقالب الزبالة التي تحاصرهم، رافضة ما يردد دوما من أن العشوائيات هي بؤرة إجرامية ومصدر لتجارة المخدرات، مشيرة إلى أن البؤر الإجرامية وبيع المخدرات متواجدة في مصر كلها وليس في مناطق محددة، لافتة إلى أن من يتحدث تريد أن يلصق كل التهم بالعشوائيات غير مدرك بأن هناك جزء كبير من هؤلاء مواطنون صالحونخبراء يحللونتعليقا على ماسبق تؤكد د. سعاد عبد الرحيم الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية،‏أن مجموعة المؤشرات العمرانية والإسكانية في "حى الزبالين" تؤكد في محملها تدنى الظروف المعيشية وفقر البيئة العمرانية سواء داخل المسكن أو خارجه، مشيرة إلى افتقار أهل المنطقة إلى الخدمات الأساسية، الأمر الذي يجعل من المنطقة بأسرها كما تقول: وعاء للتهميشة الاجتماعية بأوضح صورة، ويجعلها مرشحة وبقوة لان تؤدى دور الإطار العمراني المناسب لاحتواء العديد من مظاهر التطرف والإنحراف، وتوفير البيئة المناسبة لمظاهر هذا الانحراف بما فيها الإدمان وتعاطي المخدرات والتجارة فيها، كما أضافت أن طبيعة التركيب المهني لسكان المنطقة تتميز بتركيبة قوامها المهن الحرفية والخدمية، إضافة إلى الأنشطة الهامشية وغير الرسمية .

اقرأ أيضا