مجدي صابر فى حوار ساخن: «سلسال الدم» هو المسلسل الأول منذ 20 عامًا

الخميس 01 يناير 1970 | 02:00 صباحاً
كتب : حوار دينا جمال

من عمالقة كتاب السيناريو فى الدراما التليفزيونية، دائما ما يسعى ليقدم أعمالا تليق بالفن والدراما المصرية، من خلال أعمال اجتماعية وسياسية هادفة، رجل مثقف ذو رؤية واعية، يحمل هموم وطنه ويسعى لحلها من خلال كتاباته الهادفة، إنه الكاتب والسيناريست مجدى صابر، التقته "بلدنا اليوم" فى حوار شامل، هذا نصه.  - هل انتهيت من سلسال الدم، أم هناك أجزاء أخرى؟الجزء الرابع هو الجزء الأخير، لكن فوجئنا بقرار من قناة الـmbc بأنها سوف تذيع الجزء الرابع من سلسال الدم على جزأين فهو 60 حلقة، سوف يتم انتهاؤه الآن عند الحلقة الثلاثين، ويعرض بقية الجزء الرابع من المسلسل بعد الماراثون الرمضانى القادم، وهو ثلاثون حلقة أخرى.- ولكن تم الإعلان من قبل أن الجزء الرابع سوف يذاع فى رمضان؟هذا الكلام عار تمامًا من الصحة، وأنا غير مسئول عن أى جهة أعلنت ذلك، فأنا من الأساس أسعى لخلق موسم درامى جديد بعيدا عن رمضان، فلم يعد العرض فى رمضان مكافأة لأى عمل على الإطلاق.- هل إصرارك على عدم العرض فى رمضان هو خوفك من منافسة المسلسلات الأخرى؟لا أخأف من أى شىء مطلقًا، سلسال الدم هو الأول منذ بداية عرضه، نسبة مشاهدة سلسال الدم أعلى من أى عمل فى تاريخ الدراما، فى رمضان وغير رمضان، حجم الإعلانات التى تتخلل الحلقة تخطت الساعة وأكثر، لكن كلمة الخوف أنا لا أعرفها، سلسال الدم أصبح له جمهور ينتظره فى أى وقت، فحينما يذاع سلسال الدم فى أى وقت، فإنه قادر على جذب جميع المشاهدين وتحقيق أعلى نسب مشاهدة.- هل كنت تتوقع نجاح سلسال الدم بهذا الشكل؟نعم كنت متوقعًا ذلك، لكن ليس بهذا الشكل المذهل.- وما أسباب نجاح المسلسل من وجهة نظرك؟أولأ لأنه مسلسل احترم عقلية المشاهد، والعادات والتقاليد والقيم، لن تجد فيه مشهدا خارجا ولا لفظا بذيئا، اهتم بالقضايا الاجتماعية الموجودة فى مصر، وذلك أصبح عملة نادرة فلا يوجد مسلسل الآن يهتم بهذه القضايا، قدم نماذج إيجابية مثل شخصية "ناصرة"، قدم نموذجا للمرأة المصرية العظيمة التى تكد وتشقى من أجل أبنائها، ومن أجل لقمة العيش، قدم المرأة التى تقف أمام الظلم وتنتصر عليه مهما كان حجمه، بجانب الكتابة، فالسيناريو كان محبوبًا جدًا، وعلى الرغم من وصول الحلقات إلى 220 حلقة، لكن لا يوجد حلقة واحدة نستطيع أن نقول إنها مملة أو بها مط فى الأحداث، أو لا يوجد بها أحداث جديدة، والفنانون على درجة عالية جدا من الاحتراف، غير الإخراج المتميز الذى قدم السهل الممتنع، وإنتاجًا لم يبخل على المسلسل بأى شىء، كل هذه العوامل تضافرت من أجل نجاح سلسال الدم.- ما سبب تغيير بعض الشخصيات فى الجزء الرابع؟لم تتغير غير شخصية واحدة، وهى شخصية حمدان، التى كان يجسدها الفنان القدير أحمد سعيد عبدالغنى، لكنه يريد أن يلعب أدوارًا أخرى غير الدور الصعيدى، ويريد أن يشارك فى عمل فى الماراثون الرمضانى المقبل، وحدث ذلك وله كل الاحترام، وتم استبداله بالفنان أحمد سلامة، وهو قدير أيضًا، وهذا شىء وارد فى جميع المسلسلات.- هناك انتقاد موجه للمسلسل بأنه يقدم الصعيد على أنه ثرى وهو عكس ذلك، فما تعقيبك؟هذا الانتقاد غير صحيح، فالأسرة الثرية فى المسلسل هى أسرة "هارون" التى يجسدها الفنان رياض الخولى، وهى أسرة يتواجد مثلها فى الصعيد بالفعل، فهى أسرة رجل عضو بمجلس الشعب، واستغل نفوذه ليحصل على الملايين وهو فى الأساس رجل ثرى، فمن الطبيعى أن يظهر على الشاشة بهذا الشكل والمواصفات.وللعلم الأسر الثرية فى الصعيد كثيرة، فالصعيد ليس فقرًا فقط، فهناك فقراء وهناك أغنياء، والمسلسل عرض الجهتين، مثل شخصية "ناصرة" وغيرها الكثير من الأسر الفقيرة فى المسلسل، ناصرة فى بداية العمل كانت معدمة ولكنها كافحت.- هناك انتقاد آخر يخص الملابس والمكياج الصارخ للفنانات، وأن هذا لا يمت للمرأة الصعيدية بصلة، فما ردك؟ هذا الكلام غير متواجد فى الجزء الرابع، نستطيع أن نقول إنه كان متواجدا فى الأجزاء السابقة فى شخصية إخلاص التى كانت تجسدها الفنانة "علا غانم"، وطبيعى أن نجد فى الصعيد سيدة تهتم بملابسها وهيئتها، فلماذا تتخيلون الصعيد دائما بالفقر والسيدات المقهورات، الصعيد يوجد به أفضل السيدات اللائى يهتمن بأنفسهن، وبه أسر كثيرة ثرية، وشخصية "إخلاص" عندما جسدت لحظات الجنون، فكانت ترتدى ملابس قديمة وجسدت الدور ببراعة، وقدمت عكس الشخصية التى ظهرت بها، والفنانة علا غانم تستحق أوسكار فى هذه الشخصية، قدمت النقيض، وهذا أقوله لمن يوجه انتقادات من هذا النوع.- هل انتابك قلق من عزوف بعض المشاهدين عن الجزء الرابع بسبب تطرقه للمشكلات السياسية؟أنا أكتب للجمهور، وأنا فى الجزء الرابع أرصد فترة سياسية مهمة جدًا فى تاريخ مصر، من ثورة يناير إلى ثورة 30 يونيو، فكان من الطبيعى أننا نرصد وصول جماعة الإخوان للسلطة، وما فعلوه حينها وذلك من خلال شخصية الفنان أحمد بدير، فلو أن البعض لم يعجبه هذا الأمر، فهو له مطلق الحرية، ولكن أنا أقدم التنوير للجمهور، وأوجه لهم رسالة أقول فيها، هذا هو ما فعله الإخوان فى هذه الفترة.فمن واجبى وضميرى أن أقدم رصدًا لما حدث فى هذه الفترة، وما تم التطرق له فى المسلسل هذا هو ما حدث فى الواقع بالفعل، أنا لم أضف شيئا من عندى، ولم يتدخل فيه خيال المؤلف من قريب أو من بعيد، وأقصد هنا خط ومزج الدين فى السياسة، وخط استغلال الدين فى خداع البسطاء والركوب على السلطة والانفراد بها بشكل ديكتاتورى.- هل تم اختيار الفنان أحمد بدير لتجسيد هذا الدور بناءً على مواقفه السياسية؟ أم ماذا؟لا إطلاقا، تم اختيار الفنان القدير أحمد بدير بناءً على إجادته الفنية فقط.- هل لديك أعمال أخرى غير سلسال الدم حاليا؟بالفعل، أقوم بكتابة الجزء الثانى من مسلسل "أفراح إبليس"، وقد انتهيت من كتابة 70% منه، وعدد حلقات المسلسل هى 60 حلقة، وحاليا يتم تصويره.- هل اعتذار الفنانة عبلة كامل عن الجزء الثانى من مسلسل "أفراح إبليس" قد يؤثر سلبًا على المسلسل؟الفنانة عبلة كامل اعتذرت واعتذارها مقبول، ومفهوم بالطبع لأنها تريد أن تأخذ قسطا من الراحة، فهى تصور ستة أعوام فى مسلسل سلسال الدم وشخصية صعيدية، فهى بالتأكيد تحتاج إلى الرحة على الأقل سنة، ونحن لم نستطيع الانتظار عامًا كاملًا على تأجيل الجزء الثانى من أفراح إبليس، فمن هنا تم استبدالها بالفنانة صابرين، أما بالنسبة للمقارنة، فالفنانة عبلة كامل قديرة والفنانة صابرين أيضًا، وسوف تقدم دورًا رائعًا فى هذا الجزء.- وماذا عن موعد عرض المسلسل؟من المقرر عرضه بعد شهر رمضان المعظم، لكن لم يتم تحديد الموعد.- ما رأيك فى مشاهد العنف التى تتواجد فى الدراما حاليا؟أنا ضد هذه المشاهد تمامًا، لأنها ترسخ لثقافة العنف، وهذه المشاهد كانت متواجدة بكثرة بعد ثورة يناير، أعتقد أنها تراجعت الآن، أنا لا أحب مشاهد العنف ولا مشاهد الدماء والمخدرات والدعارة وغيرها، لأن ذلك أثره مدمر، لأن التليفزيون يدخل إلى كل البيوت، وأربعون فى المئة من الشعب المصرى أمى لا يقرأ ولا يكتب، فيأخذ جزءًا من ثقافته من الدراما التليفزيونية فأنا ضد أن أقدم مثل هذه الأشياء على الشاشة، لكى لا يلتقطها البعض أو يقلدها.- الدراما تنقل الواقع أم تصنعه؟ الدراما تقدم وجهة نظر فى الواقع، لكنها لا تقدمه كما هو، لأنها ليست صورة فوتو كوبى، ولا تصنع الدراما وإلا كانت تزيف الواقع، هى ترصد الواقع وتحاول أن تقول فيه وجهة نظر، فى قضايا هذا المجتمع ومشاكله.- ما رأيك فى الأعمال الدرامية التى تظهر المرأة بشكل سىء وتحصرها فى أدوار معينة؟أنا لذلك السبب قدمت سلسال الدم، وقدمت نموذج عبلة كامل "ناصرة"، النموذج الإيجابى والوطنى والمكافح وصفات المرأة المصرية الحقيقية، أنا رديت على ذلك بشكل عملى، لكى أواجه النماذج الأخرى المسيئة للمرأة المصرية التى تقدم منذ فترة على الشاشات. - هل ترى أن ما يقدم الآن فن هادف به رسالة أم هدفه الربح فقط؟أغلب الأعمال التى تقدم خلال الشهر الكريم "رمضان"، لا أجد فيها رسالة فصانعوها لم يتمتعوا بالوعى الكافى فى مجتمع يحتاج إلى تقديم نماذج إيجابية مضيئة، يحتاج تقديم حلول لمشاكله وليس عكس ذلك، فمعظمهم يلعب على الإثارة، وغابت الدراما الاجتماعية، لأن من كان يهتم بها أغلق أبوابه مثل قطاع الإنتاج، وصوت القاهرة، ومدينة الإنتاج الإعلامى، هؤلاء من كانوا يهتمون بالدراما الهادفة أو الدينية أو التاريخية الوطنية، فعندما أغلقت هذه القطاعات أبوابها، للأسف لم يوجد غير المنتج الخاص الذى يريد الربح فقط والنجاح والبروباجندا حتى لو من خلال مسلسلات الإثارة أو الإساءة بمعنى أدق، ولا يهتم بالمحتوى الذى يقدمه.- هل رأيت المسلسلات التى تم تقديمها فى الماراثون الرمضانى الماضى؟رأيت بعضها ولكن لم أتذكرها.- هل لو كان تم عرض سلسال الدم فى الماراثون الرمضانى الماضى كان سينافسه مسلسل الأسطورة للفنان محمد رمضان؟مسلسل الأسطورة قدم نماذج سلبية ونماذج للبلطجة والعنف، لكن المسلسل يمكن أن نقول إن سبب نجاحه الوحيد هو الفنان محمد رمضان، وكنت أتمنى أن تبحث أجهزة الدولة المعنية بالمجتمع وأساتذة علم النفس والاجتماع هذه الظاهرة، لماذا كان قطاع كبير من الجمهور وأغلبهم الشباب يشاهدون هذا المسلسل بكل ما يحمله من نماذج سيئة وبلطجة وغيرها، لماذا البعض اتخذ من بطل المسلسل قدوة فى هذه الشخصية حتى جعلهم يرتدون ملابس عليها صورته، هذه مسألة خطيرة، وكان يجب أن ندرسها جيدا ونسعى للإجابة عن هذه الأسئلة، لكن للأسف الشديد لم يهتم أحد بالبحث عن إجابة لهذه الظاهرة الخطيرة.- ولماذا تقبله جمهور عريض خاصة من الشباب واعتبروه قدوة لهم، فهذه كارثة كان يجب بحث أسبابها؟سلسال الدم لم تتم مقارنته بأى عمل آخر، فهو كان مثل عصا موسى التى تحولت لحية ابتلعت من حولها، المسلسل حقق أعلى نسبة مشاهدة فى تاريخ الدراما، وهو أطول مسلسل فى تاريخ الدراما، وحصل على أعلى نسبة إعلانات فى تاريخ الدراما.ولا يوجد مسلسل اليوم ينافس سلسال الدم، بل لا يوجد مسلسل من عشرين عاما مضى ينافس سلسال الدم.- ما القضايا التى تؤرقك وتريد تحويلها الى عمل فنى؟قضية الإرهاب المتواجد فى سيناء، وأتمنى ان أقدم مسلسل عن هذه القضية، وعن حياة رجال الجيش والشرطة فى سيناء، أعتقد أنها مهمة جدا، بل أهم قضية وأنا أناقشها جزئيا فى الجزء الثانى من مسلسل أفراح إبليس.وأمنيتى ان أقدم عملا يخص هذه القضية، لكنى أعلم أن هذا العمل لا يتحمس له منتج قطاع خاص، لأنه سوف يكون عملًا مكلفًا جدًا، وهو عمل من المفروض أن تقوم به الدولة.- ما رأيك فى الأحداث السياسية الحالية؟ أنا وكثير من زملائى كانت لدينا أمنية، وعبرنا عنها خلال لقاءاتنا مع الرئيس السيسى، قبل أن يتم انتخابه رئيسًا للجمهورية، ألا وهى أن الجيش يتدخل ليزيح الإخوان عن السلطة، وبفضل الله قد كان، وأنا أرى أن الرئيس السيسى منذ توليه منصب رئيس الجمهورية وهو لم يرتح يوما، هذه الحقيقة وله إنجازات عظيمة جدا.والسيسى فعل ما لم يجرؤ رئيس سابق أن يفعله، هو أول من اقتحم مشكلة العشوائيات، وهى مشكلة مؤرقة لمصر منذ أيام السادات، حاليا يتم بناء مساكن آدمية لهم فى أماكن محترمة، ويتم تسكينهم بدون دفع نقود مطلقًا.ثانيا: السيسى جعل معاش التكافل الاجتماعى يغطى احتياجات مليون وخمسمائة ألف أسرة مصرية، وهذا كان غير موجود من قبل.ثالثا: شبكة الطرق تتجاوز خمسة آلاف كيلومتر، طرق بهذا الحجم أى بمعنى شرايين تمتد فى الجسد المصرى من أجل سهولة وتوفير للوقت والنفقات وزيادة التجارة وما إلى ذلك. رابعا: الرئيس السيسى هو الرئيس الوحيد الذى اهتم بتعمير سيناء، وتم عمل أنفاق سوف يتم افتتاحها قريبا من أجل سهولة الوصول لسيناء. السيسى هو من أعاد الأمن للشارع المصرى بعد الانفلات الأمنى والجرائم المروعة والإرهاب المتواجد فى مصر عقب ثورة يناير.السيسى قام بعمل مشروع المليون ونصف فدان، السيسى يعوض ما قد تم إتلافه خلال ثلاثين عامًا.السيسى رئيس عظيم وله إنجازات عظيمة، هو المنقذ أو المخلص والبطل الهمام هو الذى أتى ليخلص مصر من عنكبوت سرطانى، كان يريد هلاكها.الرئيس السيسى رجل يعمل بكل إخلاص لبناء مصر، والإخوان يعملون بإخلاص لهدم مصر والتشويه لإنجازات السيسى، البعض قد يشتكى من الغلاء، لكن لا حيلة لنا بذلك، لكن السيسى يحاول الآن أن يظبط هذه المعادلة، فهو رجل حكيم ونحن جميعا نثق به وفى قراراته ومن أجل الشفاء لا بد من أخذ الدواء المر مذاقه لكى نشفى.- ما رأيك فى السوشيال الميديا؟ وما علاقتك بها؟لا أحبها، ولم يوجد لدى أى حساب عليها، لأننى أكرهها بشدة، فهى آفة سيئة، فهى جعلت 90 مليون مصرى زعيم سياسى، كل من يمتلك فيسبوك أصبح مفكرا، ومحللا سياسيًا، وناقدًا، وما أسهل أن تنقل الشائعات من خلال السوشيال ميديا، ومع تكرارها تتحول إلى حقائق، وهى معظمها كاذبة ومغلوطة، ما أكثر الوقت الذى يضيعه الشباب على صفحات السوشيال ميديا فيما لا طائل له، فهى وجدت من أجل التواصل الإنسانى وليس من أجل نشر الشائعات والصيد فى الماء العكر، وتشويه سمعة الآخرين فهى لم تكن لهذا الغرض على الإطلاق، نحن من أساء استخدامها، وحولها لتحقيق أغراض خاصة، وأمراض نفيسة حولناها لكارثة بكل المقاييس.- ما رأيك فى تقديم الراقصة سما المصرى لبرنامج دينى؟نحن دولة ديمقراطية وكل شخص يفعل ما يشاء ما لم يضر الآخرين، وإذا كانت سما تريد تقديم برنامج دينى، فلننتظر فى الحكم عليها بعد تقديمها للبرنامج، وأنا أثق إذا فشلت فى التجربة الجمهور سيجبرها على الاعتزال، ندع سما المصرى تقدم ما تريد، ودعينا نرى ردود الأفعال، فالقناة التى تدعمها تريد جذب إعلانات، فنحن من المتفرجين ولن نحكم على الأشياء قبل حدوثها.