"مسرح مصر" البداية.. هنيدي يبدع.. والفخراني يواصل الأمجاد

الجمعة 15 فبراير 2019 | 02:50 مساءً
كتب : إيناس رأفت

خيرية البشلاوى: سنشهد عودة كبيرة لنجوم الزمن الجميل.. ونتمنى رؤية الزعيم

وفاء كامل: لم يختف من الأساس.. والدعم الاقتصادى والتجديد الفيصل للنجاح

كان المسرح قديما هو البداية والوجهة لأى فنان منذ بداية انطلاقه؛ لتقديم نفسه للجمهور، وذلك لأن المسرح هو "أبو الفنون" وأولها منذ أيام الإغريق والرومان، لقدرته على المؤالفة بين عناصر فنية متعددة، حيث كانت المسارح هى الوسيلة الوحيدة للتعبير الفنى، بعد حلبات المصارعة والسباقات.

والعديد من النجوم الكبار حققوا شهرتهم من خلال المسرح، فلا تغيب عنا مسرحيات كانت وما زالت تعرض دائما فى الأعياد عبر القنوات المصرية والفضائيات العربية، حتى أصبحت فرحة العيد لا تكتمل إلا بمشاهدتها ومتابعة الإفيهات التى صنعها نجومها مثل عادل إمام وسعيد صالح ومحمد صبحى وسهير البابلى وعبد المنعم مدبولى، وفؤاد المهندس وسمير غانم وأحمد بدير، وغيرهم من نجومنا الذين أمتعونا بأعمالهم الخالدة، ومنها "ريا وسكينة" و"شاهد ماشفش حاجة"، و"العيال كبرت"، و"مدرسة المشاغبين"، وغيرها.

شاهد ما شفش حاجة

وما أن تطور الزمن وتغيرت أساليب الفن؛ لزم على الفنانين مواكبة هذا العصر، ليصعدوا أكثر وأكثر من خلال السينما والتليفزيون وليعبروا أكثر عن فنهم، حتى أصبح التليفزيون قبلتهم الأساسية للمشاهد، ومن ثم أثَّر ذلك على المسرح العربى وجعله يتراجع بقوة، ولكن سرعان ما أدرك الفنانون مدى تأثير المسرح على المشاهد، ليعود المسرح العربى مرة أخرى ببداية أكبر، وهو ما تجسد فى استمرار ونجاح التجربة الجديدة "مسرح مصر" للنجم أشرف عبد الباقى، وفريق عمله.

ومن هنا كانت الانطلاقة الأخرى للمسرح، ليشهد عودة الفنان القدير محمد صبحى، ومؤخرًا النجم الكبير محمد هنيدى بـ"3 أيام فى الساحل"، ولكن بعد كل هذا، هل سنشهد عودة فنانين أكثر إلى المسرح مجددا مثل الزعيم عادل أمام، وأحمد بدير، وغيرهم؟، وهو ما أوضحه عدد من النقاد السينمائيين عبر السطور التالية.

محمد هنيدى

الناقدة السينمائية خيرية البشلاوى، قالت إن المسرح سيشهد عودة الفنانين مرة أخرى؛ نظرًا لما فيه من إثراء للواقع الثقافى، وتجربة لاتجاه الناس إلى المسرح للتوعية إلى جانب الإعلام والتثقيف، والأهم من ذلك أن المسرح يتميز بإحياء الوعى لدى الجمهور.

وأشارت إلى أن المجتمع المصرى يحتاج إلى وسائل التواصل الجماهيرى المختلفة؛ من أجل أن يستعيد ذاته وروحه، بدلًا من الغرق فى التطرف والتعصب والتنكر لمنظومة القيم الأساسية التى عاش بها.

وتابعت البشلاوى، أن عودة أى وسيط جماهيرى مهم للغاية، ولكن المضمون أهم، ومن الممكن أن نسعد بعودة المسرح، وأن نسعد كذلك بعودة الفنانين للوقوف على خشبته مجددا، ولكن سنحاسبهم بقوة عن ما يقدمونه للشعب من أعمال قد تتعرض لهجمات من كل حدب وصوب، مثل التى شهدناها فى السينما، حيث أن هناك فئة فيها تعمل فى اتجاه معاكس للشعب المصرى، وتحاول خلق صورة ذهنية سلبية له.

وتساءلت الناقدة الفنية عن احتمالية تكرار المسرح لذلك الدور الردىء، أم أنه سيستعيد أمجاد المسرح المصرى الذى أثر بشكل كبير فى الإقليم العربى والشعب المصرى بكل فرقته.

وأشارت إلى احتمالية عودة النجوم الكبار للمسرح، والذين من حقهم ذلك فى أى وقت، ولكن لا بد من الابتكار، وظهور أجيال جديدة حتى لا نعيش على الجيل القديم ولا بد من ظهور أجيال أخرى حتى تستمر الحياة فى الواقع الثقافى، وتجد ما يغذيه فى كل مرحلة من مراحل تطوره.

وعلى صعيد آخر، قالت وفاء كامل الناقدة الفنية، إن المسرح موجود بالفعل ولم يختفِ، وهناك حالة متمثلة فى التجارب الجديدة، ويوجد تفاعل من الجمهور وأعمال جديدة.

أما عن عودة مسرح القطاع الخاص؛ فأوضحت أن الفترة الماضية شهدت حالة من الركود داخل المسرح ولم نشهد أى فعاليات للمسرح الخاص؛ لأن غيابه كان يثير التسؤلات، موضحة أنه حتى الآن هناك أكثر من تجربة تنتمى للقطاع الخاص، وحققت نجاحا بشكل كبير، مثل مسرحية "3 أيام فى الساحل" للمخرج مجدى الهوارى وبطولة محمد هنيدى.

وتابعت وفاء كامل أن هناك إقبالا جماهيريا عاليا على المسرح، كما أن هناك الفنان الكبير محمد صبحى الذى يقدم مسرحية "خيبتنا لما فارقتنا"، بالإضافة إلى الفنان أشرف عبد الباقى الذى يقدم الخط الجديد الذى تبناه بعد "مسرح مصر".

وأشارت إلى أن مسرح مصر كانت تجربة أثارت انتقادات كثيرة حولها، كان من أهمها أن هذه التجربة لا تنتمى للمسرح بشكله الحقيقى، وكانت مختزلة من جميع الاتجاهات وقائمة على الارتجال فقط، والارتجالات السريعة للغاية، مشيرة إلى أن هناك نجوما قدمهم أشرف عبد الباقى وحققوا النجاح، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذه التجربة ناقصة وأفسدت مفهوم المسرح الفعلى والحقيقى، لكن أشرف عبد الباقى حاليًا يقدم مسرحية "جريمة فى المعادى" وهى تجربة نقيضة لما حدث فى "مسرح مصر"، ومن خلالها يسعى إلى تقديم المسرح بشكل كامل، وأهم شىء أن الارتجال فيها ممنوع تمامًا، بالإضافة إلى التزام فريق العمل.

يحي الفخراني علي المسرح

ولفتت إلى احتمالية عودة النجوم الكبار إلى المسرح فى عمل مشترك، حيث إن عشق المسرح داخل كل ممثل أيا كان عمره، وبالرغم من ذلك إلا أن السن يعد عاملا من العوامل التى لها تأثير، مشيرة إلى أن هناك أنباء عن رجوع الفنان الكبير يحيى الفخرانى للمسرح مرة أخرى بـ"الملك لير" ويعتبر هذا مؤشرا مهما للمسرح لعودة تجربة القطاع الخاص له والتى حققت نجاحًا كبيرًا فى المسرح القومى المصرى.

وأوضحت أن هناك مشكلة اقتصادية بالنسبة للمسرح، لها تأثيرها عليه، كما أن هناك مشكلة جمهور؛ لأن القطاع الخاص يضع أسعارا مرتفعة للتذاكر، وهذا يعنى أنها لن تكون فى متناول الجميع، مؤكدة أن مسرح الدولة لديه إشكاليات كبيرة فى وضعه الاقتصادى، وهناك مؤشرات لعودة النجوم الكبار عليه؛ مما يعزز من الاستفادة تلك العودة بشكل كبير من جانب هؤلاء العمالقة؛ حتى تحدث عملية الثراء المسرحى.

وتابعت الناقدة السينمائية أن عودة أى وسيط جماهيرى، أمر مهم للغاية ولكن المضمون أهم، لافتة إلى كم السعادة الموجودة لعودة هؤلاء الفنانين ومنحهم قبلة الحاة لخشبة المسرح، إلى أن هذا لا يمنع من أننا سنحاسبهم بقوة على ما سيقدمونه للشعب.

واختتمت حديثها لافتة إلى أن المسرح عبارة عن وسيط، يتضمن تفاعل كل فئات المجتمع، ولا بد أن يأتى بمضمون ومستوى فنى يحيى أمجاد هذا الوسيط على المستوى العربى، مرحبة بعودة النجوم الكبار ولكن بشرط الابتكار، خاصة أننا فى انتظار أجيال أخرى مُجددة؛ حتى يستمر الواقع الثقافى، ويستمد قوته فى كل مرحلة من مراحل تطوره.