أمريكا تضغط على فلسطين ”اقتصاديًا” للانصياع لـ”صفقة القرن”

الاربعاء 29 اغسطس 2018 | 05:00 صباحاً
كتب : آية محمد

تقوم واشنطن حاليًا بتصويب منظار عقوباتها على "فلسطين"؛ وذلك من أجل انصياعها لتنفيذ مخطط أمريكا في حل الأزمة الفلسطينية مع الاحتلال - من وجهة نظرها فقط - وهي تنفيذ مخطط "صفقة القرن"، والذي تسعى له أمريكا منذ فترة طويلة، ومن ضمن هذا المخطط، جعل منطقة "أبو ديس" عاصمة لفلسطين بدلا من "القدس العربية"، وجعل الأخيرة عاصمة رسمية للاحتلال الإسرائيلي، وهذه هي طريقة أمريكا المعتادة، فرض وصيتها للضغط على فلسطين للانصياع لأوامرها. 

وقد اتخذت واشنطن خطوة من خطواط ضغطها على فلسطين، بحرمانها من مساعدات تصل إلى (200 مليون دولار)، كانت مخصصة لأبناء غزة؛ بحجة أنها لا تحقق مصالح أمريكا، لذا قامت بمنعها، حيث أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، على لسان متحدثتها الرسمية (هيذر نويرت)، أن هذه الأموال فى الوقت الحالي لا تحقق المصلحة الأمريكية، ولا تقدم فى الوقت الحالي أى فائدة إلى دافعى الضرائب.

وأضافت فى لقاء صحفى اليوم أن الرئيس دونالد ترامب وجه بإجراء مراجعة شاملة للمساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية وكذلك فى غزة لضمان أن أموال دافعى الضرائب تنفق وفقا لمصالح الولايات المتحدة وبما يتفق مع الأمن القومى وبناء على المراجعة تم اتخاذ القرار، قائلة: "السلطة الفلسطينية والفلسطينيين وحماس هم السبب الرئيسى فى أن الوضع الأمنى ​​والحياة فى غزة.. لماذا أصبحت الكهرباء قضية، لماذا أصبحت المياه النظيفة قضية".

وردت على سؤالين فى لقاء صحفى اليوم على اعتقاد البعض أن قطع المساعدات سيؤدى إلى تفاقم الأوضاع بغزة خاصة أن هذه الأموال تذهب لمساعدة الشباب والنساء ويتم تنفيذ البرنامج من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها من المنظمات غير الحكومية التابعة للولايات المتحدة.

وأجابت قائلة: تحدثنا عن أهمية تقاسم الأعباء، ونحن نعتقد أن الولايات المتحدة وحدها لا يجب أن تضطر إلى تحمل حصة غير متناسبة من برامج التمويل فى الخارج.. الولايات المتحدة هى البلد الأكثر سخاءً فى العالم، ونحن مستمرون فى أننا أهم مانح للعديد من البرامج حول العالم. ولكننا نشعر أيضًا أنه يجب على الدول الأخرى أن تتقدم وتتحمل المسئولية، وهذه نقطة أساسية ناقشها الرئيس ترامب.

قال مساعدون فى الكونجرس ومسؤولون أمريكيون الثلاثاء إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تراجعت عن خطط لتجاوز الكونجرس وخفض مليارات الدولارات من ميزانية المساعدات الخارجية وذلك بعد معارضة شديدة من المشرعين.

وكانت "رويترز" قد ذكرت فى 16 أغسطس أن مكتب الإدارة والميزانية التابع للبيت الأبيض طلب من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقديم معلومات من أجل حزمة "إلغاءات" كانت ستؤدى إلى تخفيضات كبيرة فى المساعدات الخارجية، وقال السناتور الديمقراطى باتريك ليهى نائب رئيس لجنة المخصصات فى بيان: "هذا قرار محل ترحيب".

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد أعلنت من قبل اعتبار "القدس" عاصمة رسمية للاحتلال الإسرائيلي، ونقلت بالفعل وزارة خارجيتها إلى "القدس العربية" للاعتراف أمام العالم بشكل رسمي وبأسلوب ضغط أنها عاصمة الاحتلال، ولم تكتف بذلك فقط، بل أثرت على عدة دول وجعلتها تدرس نفس الخطوة، وهي نقل وزارات خارجياتها إلى القدس أيضًا تمامًا كما فعلت الولايات المتحدة.

 

اقرأ أيضا