خلال 4 أعوام..السيسي يحدث طفرة هائلة في العلاقات الأفريقية

الاحد 28 يناير 2018 | 02:16 مساءً
كتب : شربات عبد الحي

سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ ترأسه المحروسة، في توطيد العلاقات بين دول العالم، فوجه أنظاره إلى القارة الأفريقية، وذلك لأرتباط مصر ارتباطًا حضاريًا بالدول الأفريقية، والتي جسدته الجغرافيا، والتاريخ، والإرادة المشتركة، ووحدة المصير، كما عززته المصالح المتبادلة بين الشعوب الأفريقية وسعيها لتحقيق الأمن والسلام والتقدم والإزدهار، علاوة على دور نهر النيل وأهميته في الحضارة المصرية.الهوية المصريةإن انتماء مصر لمحيطها الأفريقي، يتجاوز الأبعاد الجغرافية والديمجرافية والتاريخية التقليدية، حيث يعد هذا الانتماء مكونا رئيسيا من مكونات "الهوية" المصرية على مر العصور، وعنصرا محوريا في تشكيل.المعالم الثقافية للشخصيةبداية من المعالم الثقافية للشخصية المصرية بجانب (العروبة والإسلام والمسيحية)، ومن ثم حرصت الدساتير والمواثيق المصرية على إعلاء شأن انتماء مصر الأفريقي، حيث أكدت ديباجـة دستور 2014: أن "مصر هبة النيل للمصريين، وهبة المصريين للإنسانية.ملتقي الحضاراتمصر العربية، بعبقرية موقعها وتاريخها، قلب العالم كله، فهي ملتقى حضاراته وثقافاته ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، وهي رأس أفريقيا المطل على المتوسط، ومصب أعظم أنهارها : النيل".عوامل التقاربوتشير دراسة العلاقات المصرية – الأفريقية في بعدها العام إلى توفر عوامل التقارب بين الطرفين استنادا إلى: هويـة مصر الأفريقية - الموقع الجغرافي لمصر: شمال وشرق أفريقيا - التاريخ والإرث الحضاري المشترك- العضوية في منظمات وتكتلات إقليمية ودولية: الاتحاد الأفريقي- الأمم المتحدة-منظمة التعاون الإسلامي– تجمع الساحل والصحراء- الكوميسا.سياسة مصر الأفريقيةإن سياسة مصر الأفريقية هي ترجمة عملية لأولويات الانتماء لدى الشعب المصري، وفي هذا الإطار يقول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: " كيف يمكن تجاهل وجود قارة أفريقيا ؟.. لقد شاء القدر لمصر أن يكون لها نصيب فيها.. وأن الصراع بشأنها سوف يؤثر على مصر سواء أرادت أم لم ترد".ثورة 30 يونيولقد جاءت السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 30 يونيو 2013 لتتحرك وفقا لعدد من المحددات لتعبر عن إرادة الشعب المصري, في ظل مرحلة تعتبر الأدق في تاريخه المعاصر, حيث عملت على نقل الصورة الحقيقية لما حدث في مصر للعالم الخارجي, كما تحركت للعمل على استعادة مصر لدورها الفاعل في المنطقة, سواء في محيطها الأفريقي أو المتوسطي أو العربي واستعادتها لموقعها على كافة الأصعدة تأكيدا لانتمائها العربي وجذورها الأفريقية وهويتها الإسلامية, فضلا عن تنشيط دورها دوليا, والتعامل مع القضايا العاجلة المرتبطة بالمصالح الوطنية المصرية، وبأمن واستقرار القارة الأفريقية.السيسي ينظر إلى الدول الأفريقيةوفي هذا السياق، فقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كافة خطبه وأحاديثه ولقاءاته الرسمية والإعلامية، على الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية، واعتزاز مصر بانتمائها الأفريقي :"إننا عازمون على عودة مصر إلى مكانتها والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة فى مواجهة التحديات المتربصة بنا، لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة“.حركة السياسة الخارجيةومن خلال تتبع حركة السياسة الخارجية المصرية بمختلف أبعادها ( الدبلوماسية – السياسية – الثقافية – الاقتصادية - التعليمية)، في أعقاب ثورة 30 يونيو، وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئاسة في مصر، يمكن القول إن الدائرة الأفريقية احتلت مرتبة متقدمـة على أجندة صانع القرار المصري وفقا للمؤشرات التالية:قمة الاتحاد الأفريقيمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي – منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014، في قمتي الاتحاد الأفريقي بغينيا الاستوائيـة وأديس أبابا.جولات أفريقيةالجولات الأفريقية لرئيس مجلس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب إلى العديد من دول القارة مثل :غينيا الاستوائية وتشاد وتنزانيا واثيوبيا.مبعوثين رئاسيينإرسال مبعوثين رئاسيين إلى عدد من الدول الأفريقية ذات الثقل من أجل توضيح حقيقة الأوضاع في مصر عقب ثورة يونيو 2013.زيارات متكررةاستقبلت القاهرة زيارات متكررة للجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى لمصر برئاسة ألفا عمر كوناري رئيس مالي الأسبق.زيارات وفود دبلوماسية مصرية شملت العديد من دول القارة منها: أوغندا- بوروندي- تنزانيا- الكونجو الديمقراطية- إثيوبيا- السودان- جنوب السودان -اريتريا- كينيا- تشاد- نيجيريا -الجابون -غانا- السنغال- مالي -بوركينا فاسو- الكاميرون -سيشيل- غينيا الاستوائية.زيارة العديد من رؤساء الدول الأفريقية لمصر: السودان، وجنوب السودان، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، واريتريا، وجنوب أفريقيا، وبورندي، والصومال، والكونغو الديمقراطية، وتونس.توقيع معاهداتتوقيع مذكرة تفاهم مع مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لإقامة تعاون ثلاثي بين مصر والمنظمة في أفريقيا في مجالي الزراعة والأمن الغذائي, خاصة في دول حوض النيل ودول القرن الأفريقي .القضايا الأفريقيةاهتمام مصر بالقضايا والنزاعات الواقعة في وسط وغرب القارة، ولاسيما في أفريقيا الوسطى ومالي وكوت ديفوار, ومكافحة الأوبئة والأمراض وفي مقدمتها وباء الإيبولا خصوصا في ليبيريا وسيراليون وغينيا كوناكري, ومكافحة الإرهاب وأمن الساحل فى تشاد والنيجر ونيجيريا.القمة العربية الأفريقيةالمشاركة المصرية في القمة العربية الأفريقية والتي عقدت في الكويت يومي 19 و20 نوفمبر 2013، والمشاركة في قمة الكوميسا المنعقدة بكينشاسا في فبراير 2014، والمشاركة في اجتماعات على المستوى الوزاري لتجمع الساحل والصحراء المنعقدة في مارس 2014 بالخرطوم، ومشاركة مصر بفاعلية في العديد من الاجتماعات اللاحقة كقمة أفريقيا الاتحاد الأوروبي ببروكسل في أبريل 2014، وقمة أفريقيا الولايات المتحدة بواشنطن في أغسطس 2014، بالإضافة إلي المشاركة البناءة في اجتماعات التكتلات الثلاث: الكوميسا – السادك- تجمع شرق أفريقيا ببوروندي في أكتوبر 2014، وأخيرا استضافة شرم الشيخ قمة التكتلات الثلاث في يونيو 2015 ، والتي شهدت إطلاق منطقة التجارة الحرة.حقظ السلام وفض المنازعاتشهد مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على فض المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا نقلة نوعية سواء من حيث عدد الأنشطة التي ينظمها, والتي بلغت خلال عام 2014 نحو 24 دورة تدريبية شارك فيها 578 متدربا من 30 دولة أفريقية بزيادة تقدر بحوالي 120عن عام 2013, أو من حيث تنوع مجالات التدريب.الشراكة من أجل التنميةبدأت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية عملها في الأول من يوليو 2014، بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 959 لسنة 2013، حيث تم دمج كل من الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا، والصندوق المصري للتعاون مع دول الكومنولث في كيان واحد.وحدة أفريقياتأسيس وحدة أفريقيا داخل مجلس الوزراء كإطار مؤسسي ينسق بين مؤسسات الدولة المصرية المعنية بالقارة الأفريقية.

اقرأ أيضا