من رحم الثورة.. سر غياب الشباب عن المناصب القيادية

السبت 29 ديسمبر 2018 | 12:50 مساءً
كتب : سارة محمود

"الشباب هم رواد الأعمال هم حاضر ومستقبل قارتنا الغالية، أغلى ما نملك من ثروة، ومصدر الطاقة الذى لا ينضب، كما أن  شباب رواد الاعمال قادرون على أن يكونوا المحفز الأساسى للنشاط الاقتصادى، وأن يساهموا بفعالية فى توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، التى تتطلع إليها شعوب هذه القارة".. بهذه الكلمات البسيطة الذي يبدأ بها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤتمراته الدائمة بالشاب من أعلى مناطق السلام، مشدة بعلمه ودور في الحياة السياسية التي تصب في النهائية إلي مصلحة الوطن.

 

ولذلك صار الشباب فى الآونة الآخيرة، مكونًا رئيسيًا وفاعلًا في عملية الحراك السياسى التى تشهدها مصر، بداية من يناير 2011، خاصة وأنه قام بثورتين رافضًا للنظام الذي كان المتحكم الاول والأساسي في ذلك الوقت، ونحو إقامة مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر، وإيمانًا منه بأن الشباب هم شعلة إنارة المستقبل، ولذلك فقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي خبلال عام 2016، بان يكون هذا العام هو للشباب المصري ليأتي تقديرًا لدور الشباب خلال المرحلة المقبلة.

 

وبالرغم من ان الجميع يشهد بدورهم المهم خلال الفترة المقبلة، إلا أن نشأة الأحزاب السياسية في مصر من أعرق الحياة الحزبية، ولكن لن تقلد الشباب  لإي منصب رئاسة حزب سياسي كبير، أو منصب الرجل الثاني، حيث يأتى أغلب رؤساء الأحزاب ومنها الكبرى من أعمار فوق سن الستين عاما أو أقل منها قليلا وغالبا ما تكون المنافسة بين الأعمار الكبرى أيضا.

 

ولذلك سيظل مشهد تغيب الشباب عن الساحة الحزبية،  محل لغز كبير يحتاج إلي تفسير من قبل مجلس النواب، أو من بعض السياسيين.

 

الوفد

«الوفد».. فهو واحد من أهم الاحزاب السياسية على مر التاريخ المصري،  كما أنه وأحد من أهم الأاحزاب التي شاركت فى تشكيل المشهد السياسي، فقد تأسس في القرن الـ19، على يد الزعيم الراحل سعد زغلول، وبالرغم من أنه مر بكثير من المراحل التي تسببت إلى حد ما إلا أفتعال الأزمات والأنشقاقات داخل الحزب، إلا أنه ظل ينادي بأنه أعرق الأحزاب الشبابية على أرض الواقع.

 

ومع صراعات الأحزاب بعضها البعض لاستقطاب الأعضاء وإعلان بعض القيادات الولاء لهم، لم يعد «بيت الأمة»  شبابي إلى حد ما وإنما أصبح حزب العواجيز، خاصة بعد التفاف عدد كبير من العواجيز حول المستشار بهاء أبو شقة،الذي تقلد منصب رئيس الحزب خلفًا للدكتور السيد البدوي، ومن ضمن تلك العواجيز عمرو موسي، وهاني سر الدين وغيرهم.

 

 حماة الوطن

أما عن حزب حماة الوطن، والذي يترأسه الفريق جلال هريدي، رئيس الحزب، والذي لا يتعدي الـ89 عامًا من العمر، حيث أنه من مواليد 1929، كما أنه أسس أول فرقة صاعقة مصرية عام 1955 بالقوات المسلحة قبل أن ينشأ السلاح بالكامل رسميا عام 1957.

 

الغد

أما حزب الغد الذي يترأسه المرشح الرئاسى الأسبق موسى مصطفى موسى الذي يتعدى الستين عاما من العمر، حيث إنه مواليد شهر أبريل عام 1952، ويبلغ من العمر66 عاما.

 

التجمع

وحزب التجمع الذي يترأسه النائب سيد عبد العال الذي ربما أيضا تعدى الستين عاما ويمكث على الكرسى إلى حين إجراء انتخابات على رئاسة الحزب بل وسبقه في رئاسة الحزب الراحل الدكتور رفعت السعيد الذي أيضا كان تعدى السبعين عاما.

 

تيار الكرامة

وفى تيار الكرامة الذي يتولى رئاسته المهندس محمد سامى وتعدى الستين عاما ويمكث على كرسى رئاسة الحزب.

 

الخبرة من تحكم

ومن جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الساحة السياسية تشهد حالة من تغيب للأحزاب؛ ويرجع ذلك إلي أن الحديث   عن إعادة تنظيم بنية الأحزاب في مصر تأخذ بعض الوقت.

 

وأوضح" فهمي" في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم» أن الرئيس عبدالفتاح السيسي دعي أكثر من مرة كافة الأحزاب وذلك من أعلى المنصات الشبابية  للدمج مع بعهضم البعض،  وبالرغم من ذلك إلا أنه لم يتنفذ على أرض الواقع حتى الآن.

 

وأشار استاذ العلوم السياسية بجامعه القاهرة، إلي أن المستشار بهاء أـبو شقة رئيس حزب الوفد له تاريخ مشرف وقادر على تنفيذ تلك الفكرة، وكذلك المصريين الأحرار لديه قاعده برلمانية كبيرة، مؤكدًا أن الدولة قامت برفع يديها بالفعل من تمويل الأحزاب السياسية، ولذلك الخبرة هي من تحكم في الصراع على مقاعد الزعامة في الأحزاب.

اقرأ أيضا