الأرصفة تتحول إلى ”مقالب” للقمامة بالقليوبية.. وشبرا قنبلة موقوتة

الجمعة 25 يناير 2019 | 12:41 مساءً
كتب : مها حسني

في الشوارع العمومية بشبرا الخيمة  كان يفصل بين الطرق، حدائق بها عدة شجيرات و مقاعد خشبية متقابلة يفصل بينهم حامل خشبي تسمح بجلوس فردين على كل مقعد، كان يعتبرها البسطاء من قاطني حي شرق شبرا الخيمة نزهة لهم. 

 

وفي كل جمعة تتجمع الأسر في هذه الحديقة التي تفصل الطريقين ونظرًا للزحام وامتلاء المقاعد كان بقية الناس يجلسون على الحشائش واضعين ملاءة خفيفة، ثم جاءت اللوادر وهدمت الأرصفة وجرفت الحشائش واقتلعت الأشجار، ومرت أيام ثم أسابيع ثم شهور والناس تنتظر أن تقوم نفس اللوادر بحمل الهدد والقمامة التي خلفتها، لكن ما يحدث هو زيادة حجم القمامة والتفاف الخراف حولها وجعلها مورد غذائي للحمير وللأحصنة والخراف أيضًا، فتحول شارع 15مايو إلى شبه قرية ريفية، والذي يزيد طوله عن 8كم، ويعتبر هو الشريان الرئيسي لحي شرق شبرا الخيمة، على حد وصف العميد أمير محمد الأمير، رئيس الحي.

 

قام إبراهيم حمدي، موظف بسنترال شبرا الخيمة، بإلقاء الخطأ على عاتق المواطن الذي يضع القمامة على الرصيف بدلًا من الصندوق المخصص لها، فقال: "هنا السكان لا يتعبون أنفسهم ويمشوا عدة مترات لكي يلقوا القمامة في أماكنها، بل يخرجون إلى المكان المقابل لمنزلهم على الطريق العمومي ويضعون فيه القمامة رغم أن بعد عدة مترات فقط هناك صندوق، حتى أنه إذا كان في الشارع الذي بيته به هناك قطعة أرض خالية سيجعل منها مكانًا لإلقاء القمامة رغم أن هذا سيخلف على منزله الحشرات والناموس والذباب، لكنه لا يريد أن يتعب قدمه".

 

فيما خالفته الحاجة زينب، قائلة: "هذا الشارع كان نظيفًا قبل أن يأتي رئيس الحي الجديد، لكن حتى تقول المحافظة أنه يعمل، قام بالهدد وخلع الأشجار والمقاعد كأنه يقوم بالتجديد، فإذا لم يعجبه شكل الشارع قديمًا هل هو معجب به الآن؟، صندوق القمامة يمتلئ عن أخره ولا يتم التخلص منه، وكل الأرصفة أصبحت هدد وأشجار "مرمية" وخراف وحمير ترعى بها والسكان يضعون قمامة فوق قمامة، لكن عندما كانت حديقة لم يكن أحد يرمي بها ورقة".

 

ومن جانبه قال أمير محمد الأمير، رئيس حي شرق شبرا الخيمة، نحن نعاني من أزمة مالية كبيرة جدًا، وأبلغنا المحافظة بالأزمة المالية، و أن الـ4جنيهات الذي يدفعها المواطن من أجل القمامة هي ليست 20% من المعدل الذي نحتاجه لشراء سيارات ولوادر ومعدات ومرتبات للموظفين، وكنا قديمًا نأخذ سُلَف من المحافظة، ولكنهم أوقفوا هذه السلف الآن وقالوا: "اشتغل بالموارد اللي عندك"، كما أننا ليس لدينا متعهدين، أي لسنا متعاقدين مع شركات تحمل القمامة، وحاولنا حل المشكلة بأقل التكاليف، حيث أخبرنا السكان أن يلقوا القمامة في الصناديق المتوفرة في الفترة من الساعة التاسعة مساءًا وحتى الساعة الرابعة فجرًا، لنقوم بسحبها جميعًا من الشوارع قبل مواعيد العمل أو المدارس، لتظل الشوارع نظيفة طول اليوم. 

 

وأضاف الأمير، كنا نستخدم مايسمى بـ المقلب الوسيط، وهو مكان بالقرب من المنطقة التي ننقل منها القمامة، ويجب أن يكون داخل نطاق الحي؛ فكان يساعدنا في رفع أكبر كمية من القمامة بتكلفة أقل، حيث كانت العربة تصب به ثم يتم نقل القمامة دفعة واحدة بعد فترة إلى أبو زعبل، لكنه  اختفى نظرًا للزحف العمراني عليه؛ فبدلاً من ذهاب العربات لمسافة لا تتخطى 3كم، أصبحت تذهب مباشرة إلى أبو زعبل، التي تبعد عن هنا حوالي 50كم، فأصبح هناك حاجة لزيادة المعدات، و زيادة البنزين نظرًا لبعد المسافة، ترتب عليها مشاكل مالية، ما يؤثر بالسلب على الناتج الذي يتم نقله، فمن خلال الموارد الموجودة الآن نقوم برفع 800طن قمامة، ويتراكم 400طن يوميًا، وهذا ما يسبب المشكلة اللافتة للنظر، أيضًا طبيعة المكان هنا متداخل، أي سكني وتجاري وصناعي، مما ينتج مخلفات مصانع وهو عائق كبير لأنه يتطلب مننا مجهود أكبر بكثير.

 

وتابع الأمير، شارع 15مايو يعد الشريان الرئيسي لحي شرق شبرا الخيمة، لأنه يبدأ من حي غرب وينتهي لطريق ترعة الاسماعيلية، والذي يربط بين محافظة القاهرة ومحافظات الأقاليم مثل الشرقية، وعلى مسافة مايقرب من 8كم، مما يجعل عليه ضغط مروري كبير، ومع تزايد عدد السكان؛ فكان لابد من توسعته، بالإضافة إلى السلوك البشري الذي حول هذه الجزر إلى أماكن لإلقاء النفايات، فمن أعمال التطوير بحسب الزيادة السكانية، لابد من حدوث سيولة مرورية، فاضطررنا إلى توسيع الطريق من خلال إزالة هذه الجزر التي كانت تفصل بين الطريقين و تأخذ حيزاً لا يزيد عن 3متر، فأخذنا مترًا لجهة اليمين ومترًا لجهة اليسار، وتركنا مترًا للرصيف، ونحن نعمل حاليًا على حل مشكلة القمامة به وقريبًا سنطور الشارع لمظهر جميل وحضاري.

اقرأ أيضا