أسرار دولة الدراويش فى مصر

الثلاثاء 26 يناير 2016 | 10:55 مساءً
كتب : شروق غنيم

شعائر دينية، والإكثار من الأذكار، طقوس تحملهم إلى ملكوت خاص يُرتّل بالحب، حلقة ذكر يطوف أصحابها في حب الله، وفي رحابه، التصوَّف، له رموزه الذين جعلوا منه مذهبًا خاصًا، ومُريدين، لم يسلم المتصوفين من الاتهامات بالشرك.«منهج متكامل -إذا ظل على طبيعته- يعتني بالجانب الروحي في الدين الإسلامي، كما يعتني بالقلب والروح والنفس والعقل، وليس الجسد فقط، ليس شركًا بالله، بل مدرسة تربوية، الصوفية جزء لا يتجزأ من أهل السنة والجماعة، أجمع عليه جميع الفقهاء، لكن رفضه المذهب الوهابي». يستهل محمد هزّاع، نائب رئيس تحرير جريدة المساء، حديثه عن الصوفية واصفًا إياها بأنها، «علم من العلوم الإسلامية، هناك علم الفقه يعنى بالأفعال الشرعية، وعلم التفسير معني بتفسير القرآن الكريم، أما علم التصوف يهتم بشئ في غاية الأهمية، تهذيب النفس البشرية وتزكيتها».ويضيف هزّاع -في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»-: «معظم أئمة المسلمين متصوفون باعتبار الصوفية علم يعتني بالجانب الروحي في الدين الإسلامي، لأن الإسلام ليس أفعال فقط»، مستدركًا: «بعض من يطلقون على أنفسهم متصوّفين، بعضهم يطبقون الصوفية، والبعض لا، وهو أمر طبيعي، على سبيل المثال يبلغ عدد المسلمين مليار و300 مليون مسلم، لكن هل كلهم يطبقون الإسلام، هذا الأمر قياسًا على جميع المجالات، ولا تُلصق اتهامات للصوفية نفسها بل من يتغنون باسمها».التجارة باسم الصوفية، يعلق عليها هزّاع قائلًا: «هناك من يعرف ما هي الصوفية بشكل حققيقي، وهناك من لا يعرف، ويتمسّح في الصوفية، الناس درجات من حيث تقبلهم للفكر، في بعض الحالات، هناك استخدام للمعاني الكبيرة والمعاني العظيمة، من أجل التجارة، الإسلام نفسه أصبح لبعض الناس سبوبة، ناس تتاجر بالمعاني الصوفية، ولا يحسبوا على الصوفية.. هؤلاء مجرد تجار».«مصر محروسة بسبب الصوفية، وجود آل البيت الكرام في مصر، يكسبها خصوصية وصفة خاصة لا تمتلكها دولًا أخرى»، ويواصل هزّاع حديثه عن سبب تسمية مصر بالمحروسة، وأصل تلك الرواية قائلًا: «وجود آل البيت الكرام في مصر، وأولياء الله الصالحين لهم كرامة عند ربهم، وهذا كلام مقرر شرعًا من القرآن والسنة، كلما كان المكان يعرفون ربنا يشكل جيد، سواء أحياء أو أموات، الله يجعل لهذا المكان كرامة، وإذا كان الدعاء يغير في القضاء والقدر، والذي جاء في حديث للرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام-، بأن « لا يرد القضاء إلا الدعاء»، فمن المؤكد أن دعوة أولياء الله الصالحين لها دورًا في حماية البلد».«من الممكن أن يصبح الجميع متصوَّفًا»، يقول هزّاع في وصفه للمتصوف قائلًا: «إذا التزم بالقرآن والسنة التزامًا على قدر ما يستطيع، ويكون حريًا على هذا الالتزام في جميع الجوانب العقلي، الجسدي، والروحي، مثل أنه لا يجوز أن يكون مسلمًا ويصلي ويصوم ويكون في قلبه حسد أو كِبر، وفقًا لحديث الرسول، لذا الأحوال الباطنية والروحية قد تكون أهم من الظاهرية، والانفصال الذي يشهده العالم كله الآن، وفيما بين كثير من المسلمين، نابع من الانفصال بين القول والفعل، فالصوفي هو من يماثل قوله وعمله، ويماثل عمله حاله، وأن يكون قلبه نظيفًا، لا يغل، لا يحسد، فإذا كان كذلك فهو صوفي».طقوس الصوفية مليئة بالمغالطات، والانتقادات، يرد هزّاع: «الدين كله طقوس، الصوفية ليست دينًا جديدًا، بل ترجمة عملية للدين.. الصلاة طقس.. الزكاة طقس.. ولكن الصوفي يزيد من الشعائر والطقوس المعروفة، ويردد على نفسه أورادًا من القرآن والسنة.. كل انسان على قدر استطاعته أن يردد الأذكار كمًا وكيفًا، قوليًا وفعليًا وذلك إذا كان بالتسبيح أو الاستغفار، أو الصلاة، والصلاة على الرسول، عبادات كثيرة يوردها الصوفي ويحاول دائمًا أن يكون مع الله».

اقرأ أيضا