الحلم الأسود.. إسرائيل الكبرى من «الفرات» إلى «النيل»

الاثنين 29 فبراير 2016 | 09:01 مساءً
كتب : اسلام عماد

لا يمر يوم فى حياتهم بدون مؤامرات ومكائد، لم يتوقفوا يوماً عن العبث فى التاريخ، وإستغلال مقدرات الشعوب لأجل خدمة مصالحهم الدنيئة، لعبوا على مشاعر الآخرين بإدعاء المظلومية التاريخية والسياسية، قاموا بإضعاف اعدائهم وتغلغلوا فى أوطانهم بشتى وسائل الترغيب والترهيب، حتى جاءوا فى غفلة من الزمان وأعلنوا قيام كيانهم المزعوم المسمى «إسرائيل».من ينظر لذلك الكيان المزعوم المسمى «إسرائيل» يشعر للوهلة الأولى، انه أمام دولة ناجحة على جميع المستويات، وتريد فقط لشعبها ان يعيش بسلام بعيداً عن منطقة ضربتها القلاقل والإضطرابات، لكن ومع التمعن والتدقيق الحصيف فى طبيعة هذا الكيان والخلفيات الأيدييولوجية، له يعلم أن هذا الكيان هو المصمم والمنفذ والمخرج لذلك المشهد البائس الذى يعيش فيه جميع الشعوب المجاورة لهم.لم يكن أبداً الإعتقاد بوجود نظرية «المؤامرة» الكونية، سوى مجرد تبريرات أو إفتراءات لأناس يبحثون عن السبب فى كل الواقع المرير الذى يعانون منه. لكن وفى حالتنا تلك فإننا بصدد كيان كانت المؤامرات والخدع هى السبيل الوحيد لإقامته والذى لولاه لما كانت حروب قد إندلعت، وشعوب أهلكت وهجرت، وحكومات وكيانات إختفت وأسقطت.إننا بصدد كيان أنشئ فقط عبر العبث فى التاريخ، ودس الفتن بين الدول بل حتى داخل الشعب الواحد، لكن هذا العبث الذى وصل إلى مايربو على 500 عام فى تاريخ ماقبل وجود الكيان المزعوم، لم يكن من أجل إنشاء دويلة «قزمة» لا تتعدى مساحتها الـ20 ألف كيلو متر، والتى يقاتلهم «أولاد العم» على أحقيتهم بها.إن «إسرائيل» بشكلها الحالى عبارة عن كيان دخيل على منطقة لم يتجمع أهلها على شئ سوى، كراهيتهم لها وبغضها بل وحتى تمنى «إلقاءها فى البحر»، لذلك فإن بقاءها بشكلها المتقزم لا يبشر سوى بشئ واحد فقط ألا وهو نهيتها المحتمة.«إسرائيل» الحالية التى تقوم حدودها فى المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط ليست سوى كيان سرطانى «صغير»، أنشئ ليكون رأس الحربة فى خط الهجوم الذى يستعيد «مملكة داوود» البائدة، والتى يرى بنو صهيون أنها تبدأ من نهر الفرات شرقاً وصولا لنهر النيل غرباً فيما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى».فى الطريق لـ«إسرائيل الكبرى».«إذا رأيت عدوك يدمر نفسه،فـلا تقاطعه»، مقولة قصيرة الكلمات لكنها أعتبرت دوماً من أكثر القواعد العصية على الإدراك فى العلوم السياسية والعسكرية، وقد كانت هذه القاعدة بمثابة الحل السحرى الذى يستخدمه بنو صهيون فى تحقيق مآربهم، فى البداية إستغلوا إنقسام العالم الإسلامى بعد سقوط آخر الخلافات الإسلامية والتى مهدوا الطريق قبل مئات السنين لإضعافها ثم إسقاطها، واطلقوا أول رصاصة فى طريق الدم الذى بدأوه «فلسطين»، والآن يعيد بنو صهيون نفس التاريخ مرة اخرى حيث يستغلون حالة التشرذم العربى التى كانوا سببا فيها، من أجل التمهيد للخطوة التالية فى طريق «إسرائيل الكبرى».ففى عام 1784م اكتشفت الحكومة البافارية في ألمانيا مخطط يهودي والذي قام (آدم وايزهايت) أستاذ علم اللاهوت في جامعة ( انجول شتات ) الألمانية في سنة 1776 م باعداده، والذى تضمن النقاط التالية :-1 – تدمير جميع الحكومات القائمة والأديان السماوية 2 – تقسيم الجويم «غير اليهود» من كافة الشعوب إلي معسكرات متنابذة تتصارع فيما بينها بشكلمستمر تغذيها المؤامرات باستمرار ملبسة أيها أثوابا مختلفة حسب الظروف ( اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو عنصرية أو دينية) .3 – تسليح هذه المعسكرات لتنقض بعضها على البعض .4 – بث الشقاق والنزاع داخل البلد الواحد لتقويض مقوماته وتخريبه .5 – التوصل إلي تحطيم الحكومات الشرعية والأنظمة الإجتماعية السائدة ونشر الفوضى والإلحاد والإرهاب.وتلا إعداد هذا المخطط قيام (وايزهوايت) بالترويج لفكرة ( تكوين حكومة عالمية واحدة مؤلفة من الأشخاص ذوي الطاقات الفكرية الكبرى ) ثم أعقبها تأسيس ( المحفل الماسوني الرئيسي ) والذي تطور إلى (محفل الشرق الأكبر ) ولأهمية هذا الموضوع، فقد أفردنا ملحقا أكثر تفصيلا في نهاية هذه الدراسة عن جذور المؤامرة اليهودية العالمية في العصر الحديث .ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى فقد سعى بنى صهيون إلى إسقاط الحكومات القائمة، فى الدول المواجهة لها دون إيجاد بديل يستطيع إستلام مقاليد الأمور فى هذه البلاد، بإستثناء «المسلمين المتطرفين»، والذين سيكون الإرهاب سلاحهم فى الوصول للحكم، كما سيكون نفس الإرهاب هو سلاح إسرائيل فى الترويج الدعائى للضربات الإستباقية التى يجب ان تحدث من أجل حماية «الساميين» من الذبح على أيادى «الإسلاميين الإرهابيين» وبهذا تعلن «إسرائيل الكبرى» التى تستعيد ملك «داوود» على العالم.مصر فى الطريق«هى صخرة من جبل كبرياء الله على الأرض» بهذا وصفت مصر دوماً وهكذا كان دورها الأزلى كقوة صلبة فى مواجهة قوى الإستعمار والقهر، والتى لايمنع إسرائيل من القيام بضرباتها الإستباقية شئ سوى بقاء الدولة المصرية بشكلها وكيانها، فرغم الظروف الحرجة التى تمر بها مصر إلا أن بقائها حتى الآن منع من أى تحركات لإسرائيل فحالياً لايوجد شئ يوفق إسرائيل من التقدم نحو «دمشق» و«بغداد» سوى وجود «القاهرة»، والتى يجب أن يتم إسقاطها وإسقاط قوتها الصلبة إذا ماكانت إسرائيل ستقوم بخطوة أخرى فى طريق مملكة «داوود».

اقرأ أيضا