أوقاف الأقصر: لا حرج في النوم داخل المسجد قبل الصلاة أو بعدها

السبت 18 يونية 2016 | 05:27 مساءً
كتب : الأقصر - إيمان الأنصاري

رصدت عدسة «بلدنا اليوم»، تأثير درجة الحرارة المرتفعة، على المواطنين بمحافظة الأقصر، والتي دفعتهم إلى النوم في المساجد عقب صلاة العصر، حتى يحين موعد أذان المغرب، وهو تقليد سنوي متبع بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة.كما تفشت ظاهرة لجوء الكثير من الصائمين إلى المساجد من أجل القيلولة وتمضية الوقت في النوم أو الحديث خلال شهر رمضان المبارك، فيما استغل بعض المواطنين الوقت وتواجدهم في المسجد في قراءة وتلاوة آيات القرآن الكريم بهدف ختمه والاستماع إلى الدروس الدينية التي يلقيها عدد من أئمة الأوقاف خلال أيام الشهر الفضيل حيث لا يكاد يخلو مسجد بالأقصر من عشرات النائمين يوميا ومن مختلف الأعمار شبابا وكهولا وشيوخ، طامعين في تمضية القليل من ساعات صيام نهار طويل حار وشاق، خاصة وأن المساجد تتوفر على مكيفات هوائية ومراوح.في الوقت الذي خلت فيه شوارع المحافظة، من الأهالي المارين لقضاء حوائجهم بسبب ارتفاع حرارة الجو، وصعوبة التنقل مع الصيام وبلغت درجات الحرارة في الأقصر 42 درجة مئوية، وخلت الشوارع من المارة خوفًا من لهيب أشعة الشمس التي تصعب صيامهم وظل الناس إما في بيوتهم أو التواجد في المساجد لأداء الصلوات والاحتماء بها من لهب الشمس وقضاء اليوم في الصلاة وقراءة القرآن الكريم أو بغية النوم والاستلقاء تحت نعيم المكيفات الهوائية بالتزامن مع حالة الكسل والتراخي التي تصيب مفاصل معظم المؤسسات الحكومية والخاصة في رمضان.جدير بالذكر أن إنتشار تلك الظاهرة منذ السنوات الأخيرة عندما بدأ شهر رمضان يأتي في أشهر الصيف حتى اعتبرها البعض من العادات السلبية السيئة التي لجأ إليها الكثير من الصائمين التي أساءت إلى حرمة المسجد، وأصبحت مصدر إزعاج للعديد من المصلين المقبلين على أداء الصلاة وتلاوة القرآن وخاصة وأن منهم الذين لا يترددون على المساجد سوى في رمضان، وهو ما تسبب في إزعاج المصلين الذين يلجأون إلى المساجد في وقت الظهيرة من أجل تلاوة القرآن.في سياق متصل أبدى بعض المصلين إستياءهم من تلك الظاهرة مؤكدين بأن ممارسي عادة النوم في المساجد غالبا ما يغطون في النوم العميق وبالتالي فإنهم لا يعقلون في غالب الأحيان تصرفاتهم في بيت الله الذي هو من المفروض بيت للعبادة في مثل هذه الأوقات المقدسة من رمضان، وليس للنوم وتمضية الوقت مطالبين بالقضاء على هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا والغريبة عن الإسلام أصلا، وظهور دور الإمام في التوعية بخطر الظاهرة وضرورة استئصالها.وفي السياق نفسة، أطلق عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» حملة ضد النوم في المساجد، وقالوا: رمضان يجب أن يكون شهرًا للعبادة لا النوم، حيث فضلوا أن تكون حملتهم بالحسنى لا باللفظ الخشن، مؤكدين أن النوم في المساجد ظاهرة مقلقة ومعيقة في بعض الأحيان للصلاة.وأوضح علماء الاوقاف حول ظاهرة النوم في المساجد، تعددت الإفادات لكنها لم تحرم النوم في المساجد حيث أكد الشيخ محمد صالح عبد الرحمن وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر، أنه «لا حرج في النوم داخل المسجد قبل الصلاة أو بعدها لمن احتاج إلى ذلك؛ لما ثبت في «صحيح البخاري» عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- «أنه كان شابًا أعذبًا لا أهل له، وكان ينام في مسجد رسول الله»،-صلى الله عليه وسلم-، لكن هذا مشروط بألا يكون عائقًا يحول دون الصلاة؛ وألا تنتهك حرمة المسجد بتلويثه أو تقذير فرشه أو إساءة استخدام مرافقه.وأشار هذا الموقف وذاك تبقى ظاهرة النوم في المساجد عادة غريبة عن مجتمعنا وسلوكا اعتبره البعض أنه لا يمت بصلة إلى تعاليم الدين الإسلامي الذي كان واضحا في هذا الأمر متعللين أن المساجد لله وهي مخصصة للعبادة وأنه لا يوجد دليل شرعي يسمح بجعل المساجد أماكن للاستراحة والنوم والتحدث فيما بين المسلمين عدا الالتقاء في حلقات الذكر أو قراءة القرآن أو من أجل العبادة مهما كانت.

اقرأ أيضا