في ذكرى وفاتها.. «الطفلة المعجزة» من الشهرة للإعتزال

بعد أن رفضها محمد عبد الوهاب تبناها أنور وجدي، ثم انطلقت في مسيرتها الفنية، ولا يزال رصيدها الفني الذي لا يتعدى 10 أفلام عالقًا بأذهاننا، بخفة دمها، إستعراضها وغنائها«معانا ريال معانا ريال»، أثارت جدلًا كبيرًا منذ ظهورها على شاشة السينما، كونها أول طفلة تقوم بدور البطولة في الأفلام المصرية، لم يتوقف الجدل بعد وفاتها، حيث دار جدلًا كبيرًا حول تلقي عزائها إذ تم إستقبال العزاء بدار المناسبات بمسجد الحامدية الشاذلية، رغم إعتناقها للديانة المسيحية.لقبت بـ«شيرلي تمبل» الممثلة الأمريكية التي اشتهرت بتمثيل أفلام للأطفال في فترة الثلاثينات، كونها ممثلة إستعراضية صاعدة مثلهاإنها «الطفلة المعجزة» فيروز التي يصادف اليوم ذكرى وفاتها 30 يناير.إسمها الحقيقي وسبب تغيرهفيروز هي الأخت الكبرى للفنانة الإستعراضية «نيللي»، ولدت 15 مارس 1943 بالقاهرة، لأسرة أرمينية من مدينة حلب بسوريا، اسمها الحقيقي «بيروز آرتين كالفايان»، وتم تغييره ل ـ«فيروز» على يد الفنان أنور وجدي.تميزت فيروز منذ صغرها بحبها للرقص والإستعراض والغناء والتمثيل، فكانت طفلة متعددة المواهب والقدرات، إكتشفها الفنان الكوميدي«إلياس مؤدب»، وهو صديق والدها الذي كان دائم الزيارات لمنزله حيث يقوم بالعزف على الكمان هناك، مما يجعل فيروز تشرع بالرقص على أنغامه، وبعد عددة مرات لاحظ صديق والدها هذه الموهبة الصغيرة وحاول تطويرها، فقام بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه وحدَها، ولأنه كان يغني في الحفلات المنزلية قام «مؤدب» بإصطحابها معه في إحدى المرات لتؤدي المنولوج أمام الجمهور، حيث أثارت إعجاب الحضور، وحظى المونولوج على نجاح باهر، فقرر إلحاقها بمسابقة للمواهب التي أقيمت بملهى الأوبرج الليلي، فنجحت الصغيرة نجاحًا عظيمًا، حيث ألتف حولها المنتجون السينمائيون، فإختار لها «مؤدب» أن تبدأ مسيرتها الفنية مع الفنان «أنور وجدي»، ليقوم والدها بتوقيع عقد إحتكار معه بقيمة ألف جنيه عن الفيلم الواحد.ومن ذلك الحين قام أنور وجدي بتبنيها فنيًا، حيث ظهرت في العديد من الأفلام التي مثل فيها أو أنتجها، وتميزت فيروز بقدرتها الفائقة على الاستعراض والغناء والتمثيل في سن صغيرة، وعملا معا لمدة 3 سنوات، وتألقت في أول أدوارها بسن السابعة في فيلم «ياسمين» في عام 1950 ، يذكر أن الفنانة فاتن حمامة رفضت التمثيل مع فيروز في فيلم ياسمين وكان السبب أنها لا تريد تمثيل فيلم تدور أحداثه حول طفله، كما كان من المفترض أن يقوم الفنان محمد عبد الوهاب بإنتاج هذا الفيلم بجانب أنور وجدي، لكنه رفض المغامرة بأمواله في إنتاج فيلم تقوم ببطولته طفلة، لكن إيمان أنور وجدي بالطفلة المعجزة هو من جعله يراه على النجاح الساحق الذي ستحققه، وبالفعل لم تخيب الصغيرة ظنه. ومن بعده قدمت العديد من الأعمال كـ«دهب، فيروز هانم» كانت هذه أشهر أعمال الثنائي أنور وجدي والطفلة المعجرة اللذان وصلا لقمة نجاحهما سويًا، واستمرا بالعمل حتى عام1953 الذي شهد إنفصالهما، حينما قرر والدها أن يقوم هو بإنتاج أفلامها القادمة، وكان ذلك بعد الشهرة الواسعة التي حققتها إبنته خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وقام بإنتاج أول فيلم لها في نفس عام إنهاء التعاقد، وهو أول فيلم تظهر فيه فيروز إلى جانب شقيقتيها الفنانة التي أصبحت شهيرة فيما بعد «نيللي» و«ميرفت» وهو فيلم «الحرمان».من الإستعراض للدراما للإعتزالوبعد «الحرمان» توقفت الصغيرة عن العمل لمدة ثلاث سنوات، ثم عادت بأدوار درامية تتناسب مع عمرها، لكن بعض هذه الأفلام لم تحظى بنجاح كبير كالذي حققته مع أنور وجدي، فقامت بـ«عصافير الجنة» بالإشتراك مع «نيللي»، ثم قدمت أربع أفلام لا يتذكرها الكثيرين، كـ« إسماعيل ياسين للبيع، أيامي السعيدة، إسماعيل ياسين طرزان» ثم قدمت آخر أعمالها «بفكر في اللي ناسيني»، وبعدها قامت فيروز بالإعتزال، لعد وجود أدوار تناسب سنها خارج إطار الطفلة الإستعراضية الذي رسمه لها أنور وجدي، الجدير بالذكر أنه تم تكريمها في «مهرجان القاهرة السينمائي» في عام 2001.زواجها ووفاتهاتعرفت على الراحل بدر الدين جمجوم حينما كانت تعمل بفرقة إسماعيل ياسين، وتزوجوا، وأنجبوا أيمن وإيمان، وتوفى زوجها عام 1992 بعد زواج دام ثلاثين عامًا، وفي صباح يوم السبت 30 يناير2016، بعدما عانت كثيرًا من مشاكل في الكبد والكلى، توفت عن عمر يناهز72 عامًا.سبب الجدل الذى انتشر بعد وفاتهاتم تلقى عزائها بمسجد الحامدية الشاذلية، وذلك برغم ديانتها المسيحية، مما أثار الكثير من الجدل، لكن ما لا يعرفه الكثيرين أن نجلها أيمن مسلم وكانت تلك هي رغبته أن يتلقى العزاء بالمسجد بينما قرر أن يتم دفنها بمدافن الأرمن بأرض الجولف بمصر الجديدة وذلك لتكون بجانب عائلتها.