عن الوقاية من «الأورام» وأحدث طرق علاجها.. «بلدنا اليوم» تحاور «نسرين مُسلم»

السبت 30 مايو 2015 | 06:33 مساءً
كتب : حاروها - مي الملاح و شهيرة أحمد

استشاري علاج الأورام لـ «بلدنا اليوم»:- «الوجبات السريعة» أخطر ما يؤدي إلى السرطان ويجب تجنبها - «التدخين» شيطان يُسبب السرطان.. ويجب الأسراع في الابتعاد عنه وممارسة الرياضة- «سرطان الرئة» أكثر الأورام السرطانية انتشارًا بين الرجال.. و«أورام الثدي» القاتل الأول للسيدات- نتبنى مبادرة للكشف المبكر عن السرطان وتقديم «خدمة مجتمعية» للحد من «أورام الثدي»- الحديث عن علاج لـ«الأورام» قبل تجريبها يضر المرضى.. ولدينا أدوية أثبتت فعاليتها ارتفعت في الفترة الأخيرة نسبة الإصابة بأمراض السرطان بشكل كبير في مصر، نتيجة تلوث الماء والهواء، وانتشار المبيدات المسرطنة، والمواد الغذائية المستوردة التي قد تكون محملة بفيروسات تسبب كل هذه الأمراض، وكما نقول دائمًا أن «الوقاية خير من العلاج».. فكان لـ «بلدنا اليوم» هذا الحوار العام مع الدكتور نسرين مُسلم، استشاري علاج الأورام بمستشفي عين شمس التخصصي، والتأمين الصحي، للتعرف على مسببات الأمراض، ونصائح تجنب الإصابة بها، والعوامل المطلوبة خلال الفترة المقبلة للحد من الإصابة بالأورام السرطانية، ودور الدولة في ذلك، ومبادرات الأطباء والمتخصصين.. وإلى نص الحوار.. - لماذا ازدادت نسبة الإصابة بـ«الأورام» الآن، مقارنةً بالسنوات الماضية؟هذا يرجع للتغير الطارئ على طبيعة الحياة وطبيعة البيت المصري، مع الظروف الخارجية من الهواء والماء الملوثين، والطعام الذي لا يخلو من المبيدات والمواد المسرطنة، وكلها أشياء خارجة عن سيطرتنا.- كيف يمكن الوقاية من الأورام، وما هي النصائح التي يجب اتباعها؟يوجد العديد من النصائح التي تجنب الإصابة بالسرطان، أهمها المداومة علي ممارسة الرياضة فهي تقلل نسبة الإصابة بالسرطانات المختلفة، واتباع نظام غذائي صحي، والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة، فهي من أسوأ ما ظهر في الفترات الأخيرة وتسببت في دمار العديد من الشعوب ومنهم الشعب المصري، مثل البرجر، والسوسيس، والفراخ الجاهزة بأنواعها، التي تحتوي علي مواد مشبعة بالدهون، وهي تسبب في زيادة نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض وليس السرطان فقط، مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تقضي علي حياته.بالإضافة إلى زيادة نسبة الإقبال علي التدخين في السنوات الأخيرة خاصة عند الفتيات، مما تسبب في ظهور أمراض الرئة خاصة لدى الشباب، وهي من أصعب الأمراض، فهناك جزء في يده وجزء خارج عن إرادته، ولابد من التوقف عن هذه العادة فورًا، فالشخص يجب عليه اتباع الحياة الصحية السليمة التي لا تخلو من ممارسة الرياضة، وتخصيص وقت لها مرتين إسبوعيًا، وبالأخص رياضة المشي يوميًا لمدة ربع ساعة على الاقل، والبعد عن مصادر الضوضاء والتوتر، فالراحة النفسية لها عامل كبير في مقاومة الأمراض جميعًا.ما هي أكثر الأمراض السرطانية انتشارًا؟«سرطان الرئة» يُعتبر من أكثر أنواع الأورام السرطانية انتشارًا بين الرجال، وأورام الثدي تعتبر القاتل الأول للسيدات، وهو ورم ناتج عن تكاثر مجموعة من الخلايا بشكل غير منتظم، حيث تنمو بشكل كتلة، وتنتشر إلى العقد الليمفاوية وسائر أعضاء الجسم وذلك بسبب الطعام غير النظيف المشبع بالدهون، بالإضافة إلي أورام القاولون والمستقيم.- وما أسباب انتشار «أورام الثدي» بكثرة خاصة عند صغار الفتيات؟احتمالية ظهور سرطان الثدي بعد سن الخمسينيات بعد انقطاع الدورة الشهرية عند المرأة، بسبب الخلل الذي يحدث في الهرمونات، مما يؤثر علي الثدي وتتكون الخلايا الخبيثة، وأسباب ظهوره مبكرًا عند الفتيات يرجع لمرحلة الخلل الهرموني الذي يعيشها المجتمع الآن، بسبب تناول الأطعمة التي تحتوي علي نسبة عالية من الدهون والهرومونات، وخاصة الأكثار من تناول الفراخ المحقونة بهرمون «الاستروجين» ونسبة زيادة هذا الهرمون بالجسم هو المسبب الأساسي في إصابة الفيتات بسرطان الثدي، جيث أنه يسبب خلل في الهرمونات ويساعد علي نمو الورم بشكل سريع وفي عمر مبكر، بالإضافة إلي الإكثار من تناول الأطعمة السريعة المشبعة بالدهون أيضًا، فهذه الدهون تتحول داخل الجسم إلي هرمون الاستروجين. - حدثينا عن مبادرة الكشف المبكر عن «سرطان الثدي» التي تبنيتوها؟ بالطبع لها تأثير كبير، نحن بمستشفي الدمرداش مجموعة من الاستشاريين قررنا تقديم خدمة يطلق عليها اسم «خدمة مجتمعية» وهي فكرتها تكمن في التوعية، عبارة عن عيادة مجانية لجميع السيدات، للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي وتعليم الفحص الذاتي للثدي، وكان للفكرة إقبال ومردود كبير من قبل العديد من السيدات، فقد أصبح لديهم الوعي الكافي لإكتشاف المرض مبكرًا، فالمبادرة كانت تقتصر علي العاملين بالدمرادش وأقاربهم ومعارفهم، ولكننا قررنا نشر الفكرة علي نطاق أوسع خارج المستشفى، وسيتم توزيع إعلانات بمختلف الكليات بجامعة عين شمس، وذلك يرجع لمدى أهمية الاكتشاف المبكر للمرض وتطبيق العلاج المناسب في الوقت المناسب، فهناك زيادة لاحتمالات الشفاء منه سريعًا، ولمدى أهمية الفحص الصحي الدوري، ودوره في الارتقاء بالمستوى الصحي وتحسين الاستغلال الأمثل للموارد الصحية بكفاءة وفعالية.- كيف يمكن اكتشاف أنواع الأورام الأخرى مبكرًا؟اذا شعر الشخص الطبيعي بأي أعراض غريبة علي غير المعتاد، يجب عليه التوجه إلى الطبيب المختص ويتم الفحص والاطمئنان علي صحة الشخص ومعرفة سبب العرض الجديد الطارئ عليه، فالشخص المدخن إذا ظهر عليه أعراض سعال دائم ومزمن، وأحيانًا في الحالات المتقدمة تكون مصحوبة بالدماء، وأوجاع في الصدر وضيق تنفس، وبحة في الصوت، وشخص آخر يشعر بأعراض إسهال أو إمساك شديد غير طبيعي أحيانًا تشخص حالته بالإصابة بسرطان المستقيم، وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم احتمالية كبيرة للإصابة بالمرض عن غيرهم، بسبب عامل الوراثة، عليهم الاهتمام بعمل الكشف المبكر والفحص الذاتي باستمرار كل شهر لتجنب الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك سرطان القولون من الأنواع التي قد يصاب بها الفرد بسبب الوراثة وهنا يلعب الكشف المبكر دورًا كبيرًا في زيادة نسبة الشفاء.- ما هي أحدث طرق علاج السرطان؟ مصر لديها وفرة من الأدوية الموجهة لعلاج أنواع معينة من السرطان، اثبتت فاعليتها ومتفق عليها عالميًا، أهمها علاج أورام الثدي، والغدد الليمفاوية، كما يقوم التأمين الصحي بتوفير هذه الأدوية مجانًا وإتاحتها لجميع المواطنين.كما أود طمأنة مرضى السرطان، بشيوع أخبار طبية عن نجاح علاج أنواع أخرى إلى جانب السابق ذكرها، واكتشاف أدوية فعالة لعلاجها، في مقدمتها أورام المبيض والرئة، بالإضافة إلى أورام القاولون والكلى التي كانت علاجها مستعصيًا حتى فترة قريبة.- هل أثبت علاج «أورام الكلى» فعاليته؟على الرغم من أن علاج «سرطان الكلى» كان مستعصيًا حتى وقت قريب، إلا أنه تم التوصل إلى علاج نهائي لهذه الأورام، فقد أعلنت في مؤتمر برلين إننى قمت بعلاج 63 مصاب بسرطان الكلى في وقت قصير، ما أثار دهشتهم لارتفاع أعداد المرضى في مصر لهذا الحد، ما يعطينا الحافز لتوفير الإمكانيات للطبيب المصري الذي يتفوق بإمكانياته على نظرائه بالعالم.- ما رأيك في إعلان الأدوية دون التأكد من فعالية نتائجها؟ أطالب كل متخصص يكتشف علاج جديد بالتأكد من نتائجه قبل الإعلان عنه للمرضى، حيث يعتبر نشر مثل هذه الإعلانات بمثابة تلاعب بالمرضى، خاصة لما تعطيه لهم من أمال كبيرة في الشفاء، وعلى استشاري علاج الأورام من أصحاب الاكتشافات الجديدة تجربته على نطاق واسع وعدد كبير من المرضى، والتأكد من إيجابية نتائجه لإقرار فاعليته في العلاج حيث أن تجربة أدوية علاج الأورام قد تستغرق أبحاثها قرابة 15 عام، وأحيانًا أكثر من 20 عام.- كيف ترين مزاعم الشباب بعدم وقوف التدخين خلف سرطان الرئة ؟كل هذه الأقاويل مجرد ادعاءات فالتدخين من أكبر مسببات سرطان الرئة، ومن يدخنون سنوات طويلة دون الإصابة به حالات قليلة وأحيانا تظهر أضراره ولكن بعد فترة لأنها تراكمية، كما أن احتمال إصابة المدخن الشاب بهذا المرض تعتبر أعلى لأنه من ولادته يتعرض للتلوث الذي تفاقم طيلة السنوات الأخيرة والذي يساعد على نمو الخلايا السرطانية.- هل يوجد نقص في أعداد المستشفيات التي تُعالج «سرطان الأطفال»؟ بالطبع نحتاج لمزيد من هذه المستشفيات المتخصصة لاستيعاب كل الأطفال المصابة، كما يتوجب علينا عدم تسليط الضوء فقط على مستشفى 57357 لأنها تتمتع بالدعم الكافي من جميع طبقات الشعب وفنانيه وشخصياته العامة، فضلًا عن الحاجة الماسة لتدعيم مراكز العلاج التي نقوم بافتتاحها، بأحدث الإمكانيات.

اقرأ أيضا