شائعات يهودية تلاعب الرئاسة في مصر

الاربعاء 28 سبتمبر 2016 | 11:09 مساءً
كتب : مروة الفخراني

زيارة وهمية شكلت سهام متلهبة وجهها الجانب الإسرائيلي تجاه مصر، وكانت شرارتها إعلان إذاعة "كول جاي" الإسرائيلية في تقرير لها عن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، في وداع الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، الجمعة المقبلة، بجبل هرتسل بالقدس.وعلى خلفية الرياح الدافئة التي بدأت تسري بعروق العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، جاء إعلان الزيارة كمحاولة لإقحام الرئيس في الجنازة وما يحمله الأمر من إشارة إلى رغبة الصهاينة لرؤية السيسي في دولة الاحتلال، بالرغم من نفي مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى ذلك، مع عدم صدور تأكيد للمعلومة من أي جهة رسمية.وفي هذا الصدد قال الدكتور أحمد حماد، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"،أن ما تم تداوله من الإعلام الإسرائيلي لا يرقى لكونه شائعات، بل هو نوع من الدبلوماسيه الإحراجية، حيث أن إسرائيل تدرك تمامًا أن الرئيس السيسي لن يحضر الجنازة، ولذا تقوم بإحراجه دبلوماسيًا بأن تطلق العنان لتلك الأخبار فيقوم الرئيس بدوره في تغيير خططه والسفر لإسرائيل، أو يكون مضطراُ إلى تبرير موقفه أما الرأي العام المصري والعربي والدولي لعدم حضوره الجنازه، وهو اسلوب إسرائيل المعروف في تعرية الجانب الآخر .وأكد حماد على خلو المخططات المصرية، ومخططات الرئيس السيسي من السفر إلى إسرائيل للمشاركة في جنازة الرئيس السابق.واستطرد قائلاً:" إن التقارب المصري الإسرائيلي الذي يشاع خلال الفترة الأخيرة، محض وهم، حيث أن الجنابين المصري والاسرائيلي مدركين لماهية التقارب الحقيقي والذي لن يكون إلاّ بحل للقضية الفلسطينية على أرض الواقع، ولكن إسرائيل ليس لديها الرغبة الفعلية في تبني عملية السلام ولذا فالمرحله الراهنة لا تحوي حل علني فعلي.وأوضح أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، أن الشارع المصري غير مؤهل لقبول إسرائيل لا الآن ولا مستقبلاً ، وما تقوم به هو حرب إعلامية، تهدف إلى فقد القيادة السياسية مصداقيتها أمام الشارع، ووضعها على المحك لدراسة ردة الفعل الآنية والمستقبلية حينما يتم وضعها في ضغط مماثل.أما الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقد وجه رسالة إلى العشب المصري بضرورة عدم الإنصياع وراء ما يتم نشره، لأن العبرة بالتصريحات الرسمية فقط وغض الطرف عن أي مصادر أخرى من شانها وضع الرئاسة في مأزق. تبجح وتابع قائلاً:"خروج الجانب الإسرائيلي بتلك التصريحات، هي أماني وآمال تحوي خبث إسرائيلي، وتبجح يجب أن ترد عليه الرئاسة المصرية بعدم مشاركة السيسي في الجنازة، وإن وافق فنحن من سنقول له لا تذهب، لأننا لا ننسى أن إسرائيل هي دولة العدو ومن حاربنا سنين طوال".وعلى غرار تقديم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك العزاء في رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إسحاق رابين"، أكد حسين أن مشاركة مبارك يمكن تفهمها على اعتبار أن "رابين" كان الشريك الرئيسي في اتفاقية أوسلو مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في عام 1993 من القرن الماضي ولكن شيمون بيريز قضى عمره في محاربة مصر بانتمائه لحزب العمل الاسرائيلي التي كان يهدف إلى تخطيط المكائد على الدوام. وأشار اللواء الدكتور طلعت موسى أستاذ الاستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن إسرائيل تعمل على نشر تلك الأخبار طبقًا لأهدافها ومصالحها في المنطقة، وتزج بنا في حرب المعلومات والإشاعات تحت مظلة حروب الجيل الرابع للتأثير الشعب المصري، ويجب أخذ الأخبار من منبعها وهي مصادرنا الرسمية، ودون ذلك محض أخبار مغلوطة يجب التعامل معها بحذر.وعبر موسى عن رأيه الشخصي قائلاً:" لماذا لا يشارك الرئيس السيسي في الجنازة ما دام بيننا معاهدة سلام، لأن حضور مراسم تشيع الجنازة ليس لها تأثير سلبي، لأن علينا التفرقة بين الجانب السياسي والواجب "البروتوكولي"، حيث أن مصر ليست الوحيدة التي ستشارك بل توجد دول عربية أخرى".وحث أستاذ الاستراتيجية والأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، الشعب المصري على عدم الإنسياق وراء حملات تشويه الرئاسة المصرية على أساس ما أصاب علاقتها الباردة مع إسرائيل من دفء، قائلاً: "نحن ننظر تحت أرجلنا وعاطفيين ولا نقدر الأمور بقدرها، وما نرفضه اليوم نطالب به غداً، ولمن يتشدقون بالقضية الفلسطينية أقول لهم أن سيسي هو صاحب دعوة تحقيق السلام بين الشعب الإسرائيلي والفلسطيني والتي تعتبر قضية الفرص الضائعة، وأصحابها أنفسهم منقمسن، ولا يريدون لها حل، ولذا تعتبر مبادرة السيسي هي الحل العلمي التاريخي كمبادرة السادات الذي كان بعيد النظر، حيث استخدم السيسي مكانة مصر وكلمتها المسموعه لحل القضية، والتي صارت في مصف القضايا ذات الاهتمام الدولي، فليه ميروحش يعزي".

اقرأ أيضا