بالفيديو.. رئيس حزب الكرامة: قانون التظاهر غير دستوري.. ونحن لسنا مُعارضة

الخميس 28 يوليو 2016 | 08:39 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

«يترنَّح» أداء أحزاب المعارضة، أداءٍ غير مرئي على الساحة السياسية، والبعض بدأ يعتبر نفسه خارج هذا التصنيف؛ «إحنا جزء من النظام»، يقول محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، عن توصيف الحزب في هذه المرحلة، «كنا مُعارضين في فترة حسني مبارك، ومرسي، قناعتنا لم تكن تلتقي مع طبيعة النظامين، لكن الوضع بعد ثورة 30 يونيو مختلف»، ويضيف: «نحن نُرّشد أداء النظام.. فإننا داعمون للسيسي، لأنه خرج من رحم الحركة الوطنية»، وتستأنف شبكة أخبار بلدنا اليوم، سلسلة الحوارات مع رؤساء الأحزاب، بهذا الحوار، وإلى نصه:لماذا لم تعد تُصنف «الكرامة» بأنه حزبًا مُعارضًا؟كنا مُعارضين للأنظمة السابقة، لكن في الوقت الرهن الوضع مختلف، الرئيس السيسي خرج من رحم الحركة الوطنية، وجاء بناءً على إرادة شعب، لذا فالحركة الوطنية جزءً من وجدانه، لذا لا أعتبر نفسي معارض له، بل هناك بعض الممارسات التي أعترض عليها، وأطالب بتصحيحها. كيف ترى تعامل الرئاسة مع الملف الحزبي؟كان تعامل مؤسسة الرئاسة مع الملف الحزبي خاطئًا، بالقياس لما بدأته، لو كان مرسي قد فاز بجولة 30 يونيو، كان سينكل بنا كجبهة إنقاذ، شأننا شأن السيسي وربما أكثر، لذا شركاء المخاطرة يجب أن يكون هناك علاقة أكثر حميمية معهم، وهو ما افتقدناه في توجهات الرئيس السيسي في المرحلة الحالية.كنت أحد أطراف -كجبهة إنقاذ- في معادلة ثورة 30 يونيو.. إحكِ لنا كواليس ذلك اليوم.منذ الإعلان الدستوري، الذي تشكلت على أساسه جبهة الإنقاذ، كانت فكرة قبول مرسي قائمة على أنه يلغي الإعلان الدستوري ويرد الدولة إلى ما استقرينا عليه، وهو ما رفضه مرسي، وكان من الممكن الاتفاق مع مرسي لو قبل فكرة الانتخابات الرئاسية المُبكرة، وهو الأمر الذي رفضه أيضًا، لكن الكواليس متعلقة بما يمسى تفاهمات المرحلة من خلال الأطراف الموجودة، لم يكن هناك تآمر، لكننا طرحنا عدد من السيناريوهات، وفي النهاية انحاز الجيش، وليس السيسي فقط، إلى المطالب الشعبية.كيف ترى المشهد السياسي بعد مرور 3 سنوات على 30 يونيو؟ أنا بعتقد أن الرئيس السيسي تبنى جزء أساسي من خطة التنمية، واستنهاض في مجال العمل، وعدم الاعتماد على الإعانات الخارجية، بشكلٍ أو بآخر، لكن مالزال هناك حزءً حيويًا مفقودًا، وهو التواصل المجتمعي، لاسيما القوى السياسية، وهو أمر نوهنا إليه وسعينا إليه بشتى الطرق، ولم ننجح حتى الآن في أن يكون الجناح المتعلق بالأداء السياسي بجانب الأداء الاستراتيجي على الأرض، حتى تتحرك الدولة بشكل صحيح بجناحيها.عدم وجود مشاركة مجتمعية تجلت عند صياغة قانون انتخابات مجلس النواب، حيث كان هناك عوار في القانون، ولم يُسمع لانتقادتنا، كما اختلفنا في قانون التظاهر، وعلاقته بالدستور الذي شاركنا في صياغته، وهو قانون لا علاقة له بالنص الدستوري المتعلق بالتعامل مع التظاهر، وخرج بتعسف، لكن في النهاية ضُرب بآرائنا عرض الحائط.هل شارك حزب الكرامة في الانتخابات البرلمانية؟شاركنا على استحياء، لأننا كنا نعرف النتيجة، صياغة القاننون فرضت استدعاء المال السياسي، واستدعاء للتدخلات الخارجية بشكلٍ آخر.كيف ترى تأثير الائتلاف على الحياة السياسية في مصر؟الائتلاف ربما لا تخلو فكرته من وجاهة، إن في عدد مؤكد يستطيع أن يتبنوا القضايا ذات الطبيعة القومية، بالشكل الذي لا يجعل توجهات مجلس قوامه 600 عضو خاضع للأهواء، أو لآثار التدخلات من الخارج، وهي فكرة تعوّض غياب الأداء الحزبي، ونجاح حزب معين يكون عنده الأغلبية، لكن في النهاية الائتلاف فشل. وطول مصر ما هي بيتم النظر فيها للأحزاب على إنهم مجرد ديكور، مش هيبقى في الفرصة إنك تخلق أداء برلماني ناجح ولا كيان وزاري.لماذا لم تستطع الأحزاب من الوصول إلى السلطة؟مصداقية القائمين على إدارة الدولة في إتاحة الأحزاب، كانت مختلة سواء في عهد السادات أو حسني مبارك، وكنا بنأمل أن يكون هناك مصداقية في عهد الرئيس السيسي، وإتاحة العمل الحزبي وفقًا للنص الدستوري، لتنشيط الحياة الحزبية في مصر.كيف ترى تجربة الإسلام السياسي في الحياة الحزبية؟تجربة فاشلة، أتيح لي الاقتراب وبشدة من جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، وتعاملت مع مرسي بشكل جيد، وكنت من المدافعين عنه في البداية، حتى اتضح الأمر في النهاية، بأنه يأتمر من مكتب الإرشاد، والانزواء إلى الأهل والعشيرة، وفكرة الإسلام السياسي والحياة السياسية فيها قدر من الخطورة، عندما مورست في المجتمع حدث خلافات مذهبية.أنت ابن التجربة الناصرية.. كيف ترى تشبيه السيسي بأنه ناصر جديد؟التاريخ لا يعيد نفسه، أنا ناصري وبعتقد أن الصيغة التي قدمها ناصر في الحكم لم تصل حتى الآن من باب التجديد، عبدالناصر أول زعيم حديث في المرحلة مُسجلة تاريخيًا، لأنه أعظم من جاء لحكم مصر وفقًا لمطالب واحتياجات وطموح الأمة التي يحكمها، كما أنه أول من تحدث عن العدالة الاجتماعية، وانتماء مصر باعتبارها جزء عربي، وأول من تحدث عن طبيعة الصراع الإسرائيلي العربي بشكل علمي، وأول من أتاح التعليم لجحافل أبناء العمال والفلاحين، وأبناء الحواري والشوارع، وأصبحت الأوضاع الاجتماعية كلٍ على حسب قدرته وليس على حسب انتمائه، وأتاح لشريحة بالملايين أن تتحول من مجرد طموح يطلع يشتغل في الأرض أو وظيفة حكومية متواضعة، يكون سقف طموحه منصب الرئيس، وربما يأتي حاكم يرفع سقف الأداء، لكن حتى الآن لم يصل السيسي أو من قبله إلى السقف الذي قدمه ناصر من 40 عام، مع مراعاة إن عُمر حكم السيسي سنتين عكس عبدالناصر، وهو ما يدفعنا للصبر.لم يظهر شعار «يسقط حكم العسكر» في عهد ناصر.. كيف تفسر ظهوره فيما بعد؟في الأصل هو شعار غير لائق، من الناحية النظرية قول «حكم العسكر» يعني وجود جنود مرتزقة جاءوا وحكموا مصر، لكن في الحقيقة الجيش هو أخي وابني وابن الشعب، وبالتالي لم يكن هناك افتراض لتكوين عسكرية ننادي بإسقاطها، وبالتالي هذا هتاف مسيئ، وهتاف مغرض، ويهدف إلى شق مصر، الجيش هو ابن الشعب المصري بكل ما تعنيه الدولة، ومن الجانب النظري الآخر السيسي تولى الدولة بشكل مدني، فهو لا يرتدي الزي العسكري، بل خرج عنه تمامًا، صحيح أنه ابن المؤسسة العسكرية، لكنه استطاع أن يكون قائد مدني بكل ما تعنيه الدولة. ناصر انتصر للفقراء.. كيف ترى رفع الدعم عن المواطن المصري؟جزء من اختلافنا مع الرئيس السيسي أنه لم يأخذ إجراءات قاطعة بشأن التمييز ما بين أصحاب الدخول العالية وكيفية التعامل معهم ضرائبيًا، وأصحاب الدخول المحدودة، وكيفية التعامل معهم ضرائبيًا، كافة الإجراءات التي تمت بشأن زيادة الأسعار، كانت أول ما انعكست، على أصحاب الدخل المحدود، وده أصلًا غير متسق مع الأوضاع الحقيقية في المجتمع.هناك أزمات حدثت في الفترة الأخيرة منها جزيترتي تيران وصنافير.. ما رأيك بها؟الأزمة نتجت عن غياب الحوار المجتمعي، سعيت كمواطن قومي وبحكم شأني شأن الأغلبية الساحقة للمصريين اللي بيحبوا السعودية، والأماكن المقدسة، نبقى «أبوبن مايند» في مناقشة حق السعودية في الجزريتين، وألا يأتي في الظرف التي تعاني فيه مصر اقتصاديًا فيظهر وكإنه نوع من الضغط والابتزاز.. المصري عندما يشعر بالضغط عليه في ظروف صعبة يتحول إلى كائن شرس، لذا إعلان الموقف بهذه الطريقة جاء وكأنه تنازل عن الجزيرتين مقابل حزمة مساعدات مالية، وكنت أرى أن السيسي كان عليه عدم الطعن على حكم المحكمة الإدارية.. مش هنموت من الجوع لو سعودية لحست كلامها ومقدمتش مساعدات أو لو رفضنا طلبها لتيران وصنافير.الأزمة الأخرى متعلقة بنقابة الصحفيين والداخلية.. ما موقف الحزب منها؟الحماقة المتبادلة.. إدارة الأمر من الداخلية، كانت غريبة وغير منطقية، وكان ممكن بالتليفون التواصل مع النقيب، وإبلاغه بأنه يوجد لديه شخصين مطلوبين للنيابة، ولا يملك النقيب إنه معارضة قرار قضائي، وكانت المسألة حُلت بدون إسلوب به شكل من أشكال البلطجة، وهذه الإجراءات موجودة ليس لأن الصحفي «على راسه ريشة»، ولكن منوط به الدفاع عن حرية الرأي، كما أنه جزء من تنوير المجتمع ولفت النظر لصحاب القرار لأي انحراف، وإذا تعرض المواطن إلى عسف أو ظلم من طرف السلطة التنفيذية أحد الأطراف التي يلجأ لها الصحافة.. وعلى الجانب الآخر معالجة النقابة للأزمة كانت رديئة، حتى رفعت سقف المطالب إلى رئيس الجمهورية، وهو ليس طرفًا مباشرًا بالأمر.كيف ترى التعامل الأمني بعد 3 أعوام من 30 يونيو؟القبض على الشباب مأسأة، وتكشف غياب الإدارة السياسية، لما واحد حاطط صباعه قدام عينه، أي حركة هيفقعها، استعجب إزاي يمكن القبض على شباب مخلص ليس له مطلب فئوي، طالع عاوز يتظاهر لمطلب وطني متعلق بتراب مصر، مثل تظاهرات الأرض، ويتم معاملته بهذه القسوة، وتضطر في النهاية التراجع، لكن بعد خلق حالة من العداء مع الشباب..من المفترض أن يكون هناك سعادة بوجود شباب مهموم بالقضايا العامة أكتر ما هو مهموم بالقضايا الشخصية. ولنا موقف كحزب مع الداخلية أحب أن أذكره، طلبنا تعزية وزير الداخلية في أعقاب جريمة اغتيال 3 شهداء من أبناء الداخلية، تم الرد علينا بعدها بأكثر من شهر، من قِبل مدير مكتب الوزير للعلاقات العامة، وقالنا الوزير يعتذر عن مقابلتكوا.

اقرأ أيضا