انطلاق قمة باريس التاريخية حول المناخ بمشاركة قادة 150 دولة

الاثنين 30 نوفمبر 2015 | 12:06 صباحاً
كتب : وكالات

تنطلق اليوم فى العاصمة الفرنسية باريس أكبر قمة فى التاريخ بمشاركة قادة 150 دولة لبحث خطط دولية لمواجهة التغيرات المناخية، وذلك فى الوقت الذى تستمر فيه الخلافات بين الصين والولايات المتحدة من أجل التوصل الى اتفاق عالمى لعام 2020 بشأن تغير المناخ.يحضر المؤتمر الرئيس عبد الفتاح السيسى والرؤساء الأمريكى باراك أوباما والصينى شى جينبينج والروسى فلاديمير بوتين، فى محاولة للتوصل إلى أول اتفاق عالمى حقيقى للمناخ، كما يحضر يوميا حوالى 40 ألف شخص بينهم 10 آلاف مندوب، وهو تحد أمنى للمنظمين.وسيبدأ الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى جانب بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة فى استقبال رؤساء الدول و الحكومات المشاركين فى قمة المناخ اعتبارا من الثامنة صباح اليوم.و يقوم أولاند بإلقاء كلمته أمام المؤتمر فى الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلى بعد الوقوف دقيقة صمت، تكريما لذكرى ضحايا هجمات باريس الإرهابية. وقبل ساعات من انطلاق القمة، حذر الرئيس الفرنسى من وجود عوائق أمام التوصل إلى اتفاق عالمي.ووضعت باريس تحت اجراءات أمنية مشددة مع نشر 6300 شرطى وعسكرى فيها. وستمنع حركة السير أو تحد على بعض المحاور الرئيسية، ومناشدة السكان ملازمة منازلهم خشية من الازدحام الكبير فى وسائل النقل العام.وفى الوقت ذاته، دعا لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى إلى اجتماع لتحديد خريطة طريق للمفاوضين.وقال فابيوس إن «الشروط متوافرة لإنجاح المؤتمر لكن الأمر غير مضمون»، مشيدا بأن تكون الدول المسببة لانبعاث الغازات الدفيئة فى العالم بنسبة 95% قطعت وعودا بالارقام لخفضها.وأشار إلى أن كل الحكومات تقريبا أعدت خططا لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما بعد عام 2020 ، فى دلالة ايجابية لإيجاد حل لسلسلة من العراقيل فى قمة المناخ.وأصدرت 183 دولة من أصل 195 دولة خططا طويلة الأمد لمعالجة تغير المناخ الغرض منها وضع الأسس للتوصل إلى اتفاق فى باريس، وهو ما وصفه وزير الخارجية الفرنسى بأنه «أمر جديد تماما».لكنه أوضح لا تزال هناك الكثير من العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق خلال القمة من بينها التمويل المتعلق بتغير المناخ للدول النامية إلى أبعد من الهدف المتفق عليه وهو 100 مليار دولار سنويا بحلول عام 2020 وكيفية تحديد هدف بعيد المدى للتحول عن استخدام الوقود الأحفورى هذا القرن.وتضع الخطط الراهنة العالم على الطريق نحو ارتفاع درجة حرارة الأرض بما يتراوح بين 2،7 و 3،5 درجة مئوية بحلول عام 2100.وفى إطار متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة «قادة العالم للتوصل إلى توافق»، مشددا على أن «الاتفاق المثالى غير موجود».ومن جانبها، أكدت نوزيفو جويس مكساكاتو-ديسيكو، مندوبة جنوب أفريقيا، والتى تتحدث نيابة عن أكثر من 130 دولة نامية، أن نجاح التوصل إلى اتفاق جديد بشأن المناخ فى باريس يعتمد على وجود التزام راسخ بالاتفاق الأساسي. وأوضحت أنه»يجب أن تعطى الأموال للبلدان النامية تحت مظلة الأمم المتحدة كالتزام قانوني، وليس تحت ستار الأعمال الخيرية»، مؤكدة على مدى الأهمية التى ستحظى بها مسألة التمويل.وفى الوقت ذاته، قالت باربرا هندريكس وزيرة البيئة الألمانية إن مسألة التمويل هى «واحدة من أهم الشروط المسبقة لنجاح» محادثات باريس.وفى إطار متصل، قال براكاش جافاديكار وزير البيئة الهندى لدى وصوله إلى العاصمة الفرنسية إن بلاده ستشارك فى قمة المناخ التى تعقد فى باريس بمشاعر إيجابية ولن يتم تخويفها.وتابع أنه «ما لم يخل العالم المتقدم الذى يشغل ثلثى مساحة الكربون بعض المساحات، فلن تكون هناك مساحة متاحة للعالم النامى ولن تحدث اتفاقيات».وتلقى صندوق منفصل، يطلق عليه صندوق المناخ الأخضر، تعهدات بقيمة 10 مليارات دولاريجرى سدادها خلال فترة تتراوح من ثلاث إلى أربع سنوات تنتهى فى عام 2020، لكن ما تم جمعه حتى الآن بلغ 5،8مليار دولار فقط.وفى هذه الأثناء، تعهدت دول الكومنولث فى بيان السعى لإقرار اتفاق طموح وملزم وعادل وكامل ومتوازن ومرتكز إلى قواعد ويتضمن اتفاقا ملزما من الناحية القانونية».وأكد البيان أن «مثل هكذا حل، يلتزم به ويطبقه جميع الأعضاء، من شأنه أن يضع المجتمع الدولى على السكة الصحيحة لبناء مجتمعات واقتصادات أقل تلويثا وأكثر مناعة للتغير المناخي».وفى تطور ملفت، أعلن الملياردير الأمريكى بيل جيتس عن مبادرة بمليارات الدولارات لأغراض البحث والتطوير فى مجال الطاقة النظيفة.وسيطلق جيتس وعدد من الدول النامية والمتقدمة مبادرة التكنولوجيا النظيفة وفيها ستلتزم الدول بمضاعفة ميزانياتها المخصصة للأبحاث وأعمال التطوير فى مجال تكنولوجيا الطاقة النظيفة بحلول 2020 وسيعزز القطاع الخاص استثماراته فى هذا القطاع.يأتى ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه عدد من العواصم العالمية مظاهرات حاشدة لليوم الثالث على التوالي، وذلك فى محاولة للضغط على قادة العالم من أجل التوصل إلى اتفاق لتخفيض الانبعاثات الحرارية.ويقول منظمون إنه تم تنظيم ما يزيد على 2000 فعالية بخصوص المناخ فى مدن من ضمنها سيدنى وجاكرتا وبرلين ولندن وساو باولو و نيويورك وهو ما يجعل أمس الأحد واحدا من أكثر الأيام التى تنظم فيها فعاليات بشأن التغير المناخى فى التاريخ.وتظاهر 45 ألف شخص فى سيدنى و5 آلاف فى أديلاييد، فى حين خرج ألف تحت الأمطار إلى شوارع العاصمة الكورية الجنوبية سول، ونظمت تظاهرة أيضا فى نيودلهي.وفى باريس، قام الآلاف من الفرنسيين بوضع أحذيتهم بساحة «لاربوبليك» بقلب العاصمة الفرنسية بعد قرار الحكومة الفرنسية بحظر التظاهر. كما شكل المئات سلسلة بشرية تمتد على طول عدة كيلومترات احتجاجا على فرض حالة الطواريء.و قرر الفرنسيون المدافعون عن البيئة الالتفاف حول حظر التظاهر بملء ساحة الجمهورية بنحو عشرة آلاف حذاء، و ذلك فى خطوة رمزية، وافقت عليها مديرية شرطة باريس، لمطالبة قادة العالم الحاضرين فى قمة المناخ باعتماد قرار ملزم وطموح لمكافحة الاختلال المناخى و الأخطار الناجمة عنه.ومما يسلط الضوء على المخاوف الأمنية، وضعت فرنسا 24 ناشطا بيئيا رهن الإقامة الجبرية قبل القمة. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف إنه يشتبه فى تخطيطهم لاحتجاجات عنيفة أثناء المحادثات.

اقرأ أيضا