”بعد حديث الإفتاء”.. علماء المسلمون يكشفون حقيقة طهارة مياه الصرف الصحي

الاربعاء 09 يناير 2019 | 01:17 مساءً
كتب : التقارير

بين الحين والآخر تخرج دار الإفتاء بفتوى تثير الجدل بين أبناء الدولة، تلك المرة كان الجدل حول تنقية مياه الصرف الصحى، والتي أعلنت دار الإفتاء المصرية عن صالحيتها واستخدامها في كآفة الأغراض،  مادامت تلك التنقية ستتم باستخدام الليزر الذى يمثل أبرز وسائلِ التنقية الحديثة فى تطهير مياه الصرف الصحى من النجاسة وتغيرات الطعم واللون والرائحة.

 

وقالت الفتوى أن مياه الصرف الصحى، إذا تمَّت معالجتُها بالليزر فإنها تعود إلى أصل طهارتها، ويصحُّ التطهر بها إذا زالت أوصاف التغير، لا سيما عند ضم بعضها إلى بعض أو خلطها بغيرها من الماء المطلق لتبلغ مقدار 270 لترًا تقريبًا.

 

 حكم مياه الصرف

وفي حديث العديد من المشايخ، قالوا أنّ الماء لا ينجس في ذاته، ولا يستحيل نجساً، وإنما تتغير صفاته بما يحمله من نجس فيكون نجساً لحمله النجاسة، ويكون طاهراً كالملح والطين والسكر والروائح الطاهرة وعصارات الأعشاب.

 

أما إذا عولج الماء النجس وفصلت منه النجاسة فصلاً كاملاً عاد طاهراً مطهراً كأصل خلقته،  وإذا بقيت فيه نجاسة بعد المعالجة فالحكم عليه بحسب غلبة النجاسة، فإن كانت بقايا النجاسة مغيرة لإحدى صفاته الثلاث: اللون، الطعم الرائحة، فإنه يبقى نجسا، وإن تمت المعالجة حتى يعود الماء كما هو في أصل الخلقة فهو طهور، وإن بقي به نجاسة يسيرة لا تغير أوصافه فهو من العفو.

 

وبالرغم من أنّ الشرط الأساسي كان عدم تغيير الثلاث أمور الأساسية الرائحة واللون والطعم، إلّا أنّ مياه الصرف الصحي جميعها نجسة خاصة وأنّها تغيرن لونها ورائحتها وطعمها عن المياه الطبيعية في العادة، لكن وبالرغم من ذلك إلا أن العلماء أوضحوا أنّ تلك المياه حال معالجتها فإنها تصبح صالحة ولا يوجد بها أي مشكلة لأن المعالجة تطرد النجاسة .

 

التطهر بمياه الصرف

وقال عدد من العلماء إن ما يتم القيام به في زماننا في عملية تنقية مياه الصرف الصحي بمراحلها المختلفة، وما يستخدم من المواد بما يتم بها إزالة العوالق النجسة والروائح الكريهة، وكذلك ما يحدث من مرور المياه على أكثر من تصفية؛ هو السبب الذي يصير به الماء طاهرًا بناءً على ما قرره الفقهاء في قولهم بالتكثير.

 

أما كون هذا الماء مخلوطًا بمواد مثل الكلور، فإن هذا الأمر لا يغيّر في طهوريته؛ وذلك على ما ذهب إليه الحنفية والحنابلة في روايةٍ؛ فإنهم يرون أن الماء الذي خالطه طاهرٌ يمكن الاحتراز عنه -كالكلور ونحوه قياسًا على الصابون والزعفران ونحوهما فتَغَيَّرَ به أحدُ أوصافه؛ فإن هذا لا يغيِّر في كونه طاهرًا مطهِّرًا، إلا أن الحنفية يشترطون أن لا يكون التغيير عن طبخٍ أو عن غلبةِ أجزاءِ المخالِطِ للماء حتى يصير الماء ثخينًا به.

اقرأ أيضا