بالقانون.. الدنمارك تنهش أجساد اللاجئين

الخميس 28 يناير 2016 | 04:46 مساءً
كتب : شروق غنيم

يهرب اللاجئين من الأوضاع الجحيمية التي تحيط بهم في بلدانهم، أملًا في حياة أكثر أمانًا، أوروبا أصبحت قِبلتهم، و«المُخلّص» من صُلب يومي يتعرضون له، تركوا كل شئ خلفهم، وجازفوا بحياتهم في عرض البحر، ابتلع البعض، فيما أنصف آخرون، ونجحوا في اجتيازه إلى بلاد «اللبن والعسل»، لكن إجراءات هذه الدول ابتلعت أحلامهم، ومنها الدنمارك.إجراءات تعسفية جديدة أقرتها دولة الدنمارك ضد اللاجئين، للحد من تدّفقهم، في البدء ألزمت جميع المؤسسات العامة وحتى كافيتيريات رياض الأطفال، ومراكز التجميل لإدراج أصناف لحوم الخنزير ضمن المأكولات التي يقدموها للحفاظ على الهوية الدنماركية، ضاربة بهوية اللاجئين عرض الحائط.قانون جديد أصدرته حكومة الدنمارك، الثلاثاء الماضي، وُصف بـ«المُتعسّف» ضد طالبي اللجوء، ورفضته الأمم المتحدة، حيث وصفه بان كي مون، الأمين العام: «ينبغي معاملة الناس الذين عانوا الكثير وفروا من الصراعات والحرب بتعاطف واحترام مع الحفاظ على كل حقوقهم كلاجئين»، حيث وافق برلمان الدنمارك على مشروع قانون كانت الحكومة قد اقترحته، ينص على السماح للشرطة بمصادرة المقتنيات الثمينة من طالبي اللجوء، لدفع بعض تكاليف إقامته.كما ينص القانون على «عدم احتفاظ اللاجئين بمقتنيات تتجاوز قيمتها قرابة 1432 دولارًا، يستثنى من ذلك المقتنيات التي لها قيمة معنوية مثل خاتم الزواج، كما يلزم طالبو اللجوء للانتظار لمدة 3 أعوام قبل أن يسمح لهم باستقدام أفراد أسرهم للدنمارك».القانون الذي أثار الجدل، والسخط تجاه دولة الدنمارك، وافق عليه 81 نائبًا فيما رفضه 27 نائبًا، وبعد سيل من الانتقادات دافعت الحكومة عن نفسها قائلة: «إن القانون يتسّق مع سياساتها مع المواطنين العاطلين عن العمل، إذ يُطلب منهم بيع أصول تزيد عن قيمة محددة قبل أن يتسنى لهم الحصول على مساعدات حكومية».وبالنسبة للمقتنيات الثمينة التي يمتلكها اللاجئين عند وصولهم إلى الدنمارك، أجرى موقع «Vice» زيارة إلى مستشفى قديم في هلسنغور، والتي كانت مركزًا للجوء نحو 150 لاجئًا، وينقل الموقع، قصص خمسة من هؤلاء الرجال، لمعرفة ما الذي كان في جعبتهم عند وصولهم إلى الدنمارك.1-عبدالقادر،-يبلغ 44 عامًا-، قدم إلى الدنمارك منذ خمسة أشهر، أهم مقتنياته هي «حظّاظة» سوداء، منحته بنته إياها، والتي تبلغ 16 عامًا، الآن هي تعيش في تركيا، مع شقيقيها وأمها، تُقدّر مقتنيات عبدالقادر «الثمينة»، بـ 1500 كورنر، أي 153 دولار.2-منذ أربعة أشهر، ترك بلده سوريا، وقدِم إلى الدنمارك، لكن زوجته وأبناؤه الثلاثة، لا يزالوا مُقيمين، هُناك، في سوريا.يعتبر صبحي محمد،-والذي يبلغ 40 عامًا-، أثمن مقتنياته هو هاتفه الذي يعّج بصور لأولاده، تُقّدر مقتنيات صبحي الثمينة التي يمتلكها بـ1700 كرونر أي ما يٌقدّر بـ173 دولار.3-يتدلى من عنقه أكثر مقتنياته أهميّة، قلادة من الفضة تحمل ميدالية مريم العذراء، تميمته، جاء ليث وديع، -يبلغ 31 عامًا-، من العراق إلى الدنمارك منذ خمسة أشهر.في العراق كان يعمل معلمًا، وحدادًا، يعتبر القلادة أثمّن ما يملكه، كانت والدته قد أهديته إياها، بالإضافة إلى القلادة، يحمل «آيفون 6»، وساعة غير أصليّة، تقدر مجمل مقتنياته بـ6000 كرونر، أي 613 دولار.4-برفقة زوجته وأبناؤه الثلاثة، سافرنشأت بلانك، -40عامًا-، من سوريا إلى الدنمارك، منذ أربعة أشهر، باعوا كل مقتنياتهم القيّمة كيّ يتسنى لهم السفر إلى أوروبا، لا يعني هاتفه أو محفظته شيئًا له، يقول عن مقتنياته إن بمزجها مع الآثار الشخصية الناجمة عن الحرب، لا تبلغ أكثر من 500 كرونر أي دولار.5-أحمد فرمان، يبلغ 25 عامًا، من العراق جاء إلى الدنمارك من خمسة أشهر، كل مقتنياته لها نفس القدر من الأهمية عِنده، على الرغم أن هاتفه يحتوي على العديد من الصور لها أهمية خاصة له، تقدر مجمل مقتنياته 1500 كرونر أي 153 دولار.

اقرأ أيضا