تعرف على.. أغرب جريدة في التاريخ

الاحد 31 يناير 2016 | 01:34 مساءً
كتب : غدير خالد

«جريدة هزلية فكاهية شقلباظية وأحيانا أدبية سياسية إنتقادية حلنجية أسبوعية ثمن النسخة قرش صاغ واحد تصدر بلغة عامية جدا. يحرر جميع أبوابها محمد أفندى توفيق بنفسه ويستعين أحيانا بمقالات بعض القراء»، هذه عبارة كتباها محمد افندي تحت عنوان جريدته وكان شعارها «اتفرجي ياجارة على كلام الحمارة».حيث تحدث الشاعر ياسر قطامش عن أطرف الإصدارات الصحفية التي عرفتها مصر، والتي كان من أهمها جريدة “حمارة منيتي” التي صدرت في عام 1900 في عهد الخديوي عباس الذي شهد طفرة في الصحف حيث عرفت مصر وقتها أكثر من 150 صحيفة.. كانت حمارة منيتي أكثرهم رواجاً لما تميزت بيه من حيث الاسم والمضمون ... وشرح ذلك في كتاب من تأليفه وهو “عشرة طاولة مع الملك فاروق” كما أكد قطامش في كتابه كانت أول وآخر جريدة تهتم بأخبار الحمير والبنى ادمين معا. وهى المجلة التى أصدرها محمد أفندي توفيق الذي كان ضابطا في الجيش المصري وأحيل للتقاعد بسبب إهماله وإنشغاله بالشعر والأدب.لذلك كان اول ما فعله بعد تقاعده هو إصدار جريدة “حمارة منيتى” التى حاول أن يجذب إليها القراء عن طريق اختلاف اسمها ومضمونها عن كل ما يقدم فى الصحافة وقتها .. لذلك جعل شعارها ” اتفرجي ياجارة على كلام الحمارة “.والغريب في الأمر أنه من فرط جنون محمد أفندى توفيق قد قام برسم حمارة أسفل عنوان الجريدة واقتنيت أحد أعدادها تلك العبارة:“جريدة هزلية فكاهية شقلباظية وأحيانا أدبية سياسية إنتقادية حلنجية أسبوعية ثمن النسخة قرش صاغ واحد تصدر بلغة عامية جدا. يحرر جميع أبوابها محمد أفندى توفيق بنفسه ويستعين أحيانا بمقالات بعض القراء”.وعلى الرغم من استخدام محمد أفندى للغة دارجة تحتوى في بعض الأحيان على ألفاظ خارجة وبذيئة؛ إلا أنك تكتشف من خلال مقالاته صورة مصر في تلك الفترة. وما أذهلني هو مقاله عن شوارع مصر التي امتلات بالزبالة بسبب تقصير مصلحة الكنس والرش مما أدى إلى انتشار الأمراض.. ” لاحظ الكلام ده مكتوب في 1900 “..واذا تصفحت أعداد أخرى سوف تجد مقالات لمحمد أفندي انتقد فيها غلاء الأسعار وضياع الدين والأخلاق .. وكأن التاريخ يعيد نفسه.وكي لا يشعر محمد أفندي القاريء بالملل، قام بابتكار شخصيات وقع باسمائها على مقالاته. كان منها السيد عذاب، وميلص أفندى، وعم كبريت.ولأنها كانت صحيفة لاذعه لم تترك أحدا من مشاهير تلك الفترة على اختلاف أنواعهم إلا وقد تناولته بالنقد الساخر؛ قامت الحكومة بايقافها في عام 1903 ليصدر حكم قضائي بعودتها بعد تدخل بعض القناصل الاجانب الذين لجأ اليهم صاحب الحمارة محمد أفندى توفيق.

اقرأ أيضا