«أبن أمه».. الحما المتحكمة سبب فشل الحياة الزوجية لابنها

الجمعة 27 يناير 2017 | 02:26 مساءً
كتب : هدير حسنين

على الرغم من أنه، بات مسئولًا، أبًا، مستقلًا، على مشارف الأربعين من عمره، إلا أنه في نظر أمه المسنة لا يزال طفلًا، إن بعض الرجال البالغين الذين لا يجرأون على الأعتراف أنهم، لا يزالون «أبناء أمهاتهم»، موجودين بكثرة حولنا، وبوضوح شديد يظهر في استشارته الدائمة لوالدته، عدم اتخاذ قرار دون موافقتها، اسنادها مسئوليه معظم اختياراته.ففي معظم الأحيان يكونون في صورة الشخص الذي يعتمد بشدة على آراء والدته ويعمل على بناء حياة أسرية وفقًا لقواعدها الخاصة وشروطها وميولها، وعادة ما تكون الأم هي مصدر القرار وهي المسؤولة على كل شيء يخص الأبن منذ الطفولة إلى حين البلوغ.لكن الحياة لا يمكن أن تنسجم مع النظام الصارم الذي تضعه الأم، فمع بداية الرغبة في تكوين حياة شخصية مستقلة تظهر الأنانية والعصيان كرد فعل على أنانية الأم وتسلطها، ويصبح الابن أكثر ميولاً للدفاع عن خصوصيته والحفاظ على مسافة لا يمكن السماح بتعديها حتى لو كان الشخص هو أمه.وفي الوقت نفسه، يبقى الأبن متعودًا على صورته كابن مدلل تعوّد على أن تلبي له أمه كل رغباته وتعوّد على أن يكون تابعًا ومطيعًا لأمه، الأمر الذي يضعه في حيرة بين تكوين حياة خاصة أو البقاء في تبعية الأم، خاصة وأن الحياة الخاصة دون مباركة الأم قد تفشل نظرًا لأنه لم يتعلم كيفية الاعتماد على نفسه.ولكن يحتاج الأبن دائمًا لتلقّي التشجيع والثناء وحثه على خوض بعض المبادرات والتجارب لوحده دون مساعدة أمه، كما لا بدّ على الأمّ من احترام ميول ورغبات الأبن البالغ.وبشكل عام، يجب على الأم أن لا تفسد حياة ابنها، فالحياة قصيرة جدًا حيث أن كل إنسان يبحث عن السعادة في كل لحظة يعيش فيها.كما أكدت كثير من الدراسات لعلماء النفس، الذين كتبوا وناقشوا، مدى صعوبة بناء علاقات أسرية طبيعية مع هذا النوع من الرجال، وغالبًا ما تنتهي العلاقات مع رجال من هذا النوع بالطلاق.وفي هذا السياق، يقول العلماء إن لهؤلاء الرجال نوعين من الأمهات إما أم لينة أو أو متسلّطة، وبالتالي، كلتاهما تجعل من الإبن ضحية لأخطائهما، فالأم اللينة، حتى مع التقدم في السن، لا تتواني عن فرض دعمها ورعايتها كأم، وتبقى حتى بعد بلوغ الرجل وتقدمه بالعمر ملجأه الوحيد الذي من شأنه مداواة جراحه والاستماع إليه بعد مروره بعلاقات فاشلة كانت أساسًا بسبب شخصيته غير السوية.وفي بعض الحالات الأخرى، تكون الأم المتسلّطة سببًا في دمار شخصية الأبن، إذ تملي القواعد التي عليه اتباعها لحياته الأسرية، وفي كلتا الحالتين، تنتج أبناء غير أسوياء وغير قادرين على بناء حياة أسرية ناجحة أو على الأقل طبيعية، فهل يمكن أن نجد حلًا؟هل يوجد مخرج؟عادة من الصعب تصحيح أخطاء الماضي، فمن غير الممكن تغيير الرجال البالغين، حيث من الممكن أن تؤدي محاولة تغييره إلى مزيد من توتر الأوضاع.في المقابل، من الممكن محاولة الحد من أنانية الأم، إذ يجب أن تفهم أن القصد من الاهتمام والمحبة ليس امتلاك الأبن، فالأبن له كيانه وشخصيته وحياته، ولا يقتصر حبه على الأم فقط، بل من الممكن أن يحبه أشخاص آخرون.من جهة أخرى، يجب على الأم أن تقتنع أن المرأة التي يحبها ابنها وسيقيم معها علاقة جادة هي بمثابة أبنة لها ويجب أن تحبها أو تحترمها بما أنها تحظى بحب وأهتمام أبنها، حتى لا تدمر تلك العلاقة.ويجب على الأم عدم التدخل في الحياة الخاصة للأبن، ومنحه فرصة التقييم الذاتي لعلاقاته، حيث تمثّل الطريقة الأنسب للحفاظ على علاقات جيدة مع الأبن وزوجته أو حبيبته.

اقرأ أيضا