زي النهاردة| ذكرى ميلاد «يوسف شاهين»

الاثنين 25 يناير 2016 | 02:50 مساءً
كتب : ميرنا رضا

ولد "يوسف جبرائيل شاهين" لأسرة من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة , وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر في القرن التاسع عشر، وكمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين.وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة حيث قالت الفنانة محسنة توفيق في إحدى الحوارات "أن أسرته كافحت لتعليمه"، كانت دراسته بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، والتي حصل منها على الشهادة الثانوية, بعد اتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي (پاسادينا پلاي هاوس) يدرس فنون المسرح . سيرته المهنية :بعد رجوع شاهين إلى مصر، ساعده المصور السينمائي ألڤيزي أورفانيللي بالدخول في العمل بصناعة الأفلام. كان أول فيلم له هو بابا أمين (1950), وبعد عام واحد شارك فيلمه ابن النيل (1951) في مهرجان أفلام كان, في 1970 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاچ, حصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه إسكندرية ليه؟.أعماله :الأفلام الروائية الطويلة التي أخرجها :بابا أمين , ابن النيل , المهرج الكبير , سيدة القطار , نساء بلا رجال , صراع في الوادي , شيطان الصحراء , صراع في الميناء, ودعت حبك , أنت حبيبي , جميلة , باب الحديد , حب إلي الأبد , بين يديك , رجل في حياتي, حدويتة مصرية , وداعاً بونابارت , اليوم السادس , إسكندرية كمان وكمان , المهاجر , المصير , الأخر , سكوت حنصور , إسكندرية- نيويورك , هي فوضي .الأفلام قصيرة :عيد الميرون , سلوي , الانطلاق , القاهرة منورة بأهلها , لكل سينماه.الموسيقى والغناء في أفلامه :منذ بداية مشواره مع السينما، استخدم شاهين الموسيقى والغناء كعنصرين أساسيين في أفلامه منذ فيلمه الأول "بابا أمين" وحتى آخر أفلامه "هي فوضى".في تلك الأفلام تعامل مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين والمطربين وكان يشارك في اختيار الأغاني والموسيقى التي تخدم فكرة, وتعاون مع فريد الأطرش وشادية وقدمهما في صورة مختلفة في فيلم "أنت حبيبى" عام 1957، وقدم مع فيروز والأخوان رحبانى فيلم "بياع الخواتم" عام 1965 واختار ماجدة الرومى لبطولة فيلم عودة الابن الضال عام 1976 ولطيفة فى "سكوت هنصور" عام 2001.ويمثل محمد منير حالة خاصة، لأنه أكثر المطربين مشاركة بصوته وأدائه في أفلام يوسف شاهين فقدم معه «حدوتة مصرية» عام 1982 أتبعها بفيلم «اليوم السادس» بعدها بأربعة أعوام، ثم فيلم «المصير» عام1997. وخلال تلك المسيرة لحن شاهين أغنيتين الأولى هي «حدوتة حتتنا» في فيلم «اليوم السادس» وأدّاها الفنان محسن محيي الدين، والثانية هي «قبل ما» للطيفة في فيلمه «سكوت هانصور» من كلمات كوثر مصطفي وتوزيع الموسيقار "عمر خيرت" .ظهوره في أفلامه :ظهرت لقطة ليوسف شاهين يصرخ في أحد مساعديه «يمين إيه ح تخش في الحيط» في فيلم حدوتة مصرية، لشاهين مبرره في الظهور في مشاهد أفلامه، لأنه يؤمن بضرورة التعبير عن رأيه. لكنه ظهر في أفلام أخرى كممثل كأدائه الرائع لشخصية «قناوي» في «باب الحديد» ومشاهده القصيرة في «إسماعيل ياسين في الطيران» إخراج فطين عبد الوهاب، وظهر في لقطة خاطفة في فيلم (ابن النيل) أثناء نزول محمود المليجي على السلم هاربا من البوليس، ويبدو أن عباراته لإسماعيل «هايل يا سمعة.. كمان مرة.. عايز ضرب واقعي» اشتهرت لتتحول إلى أحد أشهر افيهات السينما التاريخية.وكان آخرها ظهوره في فيلم "ويجا" مجاملة لتلميذه "خالد يوسف" .جوائزه :التانيت الذهبية من أيام قرطاج السينمائية عن فيلم "الاختيار" عام 1970 .مهرجان أميان السينمائي الدولي عن فيلم "المصير"عام 1997 .اليونيسكو من مهرجان فينيسيا السينمائي عن فيلم «11/9/2001» عام 2003آراؤه السياسية والاجتماعية:كان لشاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و 1968 عمل شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي. كما كان شاهين معارضا للرئيس حسني مبارك، وكذلك لجماعات ما يسمى "الإسلام السياسي".كما تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي , الأرض , عودة الابن الضال , إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل جميلة , وداعاً بونابرت , إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل باب الحديد , الاختيار , فجر يوم جديد . مرضه ووفاته :في مساء يوم 15 يونيو 2008، أُصيب شاهين بنزيف متكرر بالمخ، وفي 16 يونيو 2008 دخل في غيبوبة وأدخل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة. طالب خالد يوسف الذي أخرج مع شاهين فيلم "هي فوضى..؟" باستئجار طائرة خاصة لنقل شاهين إلى فرنسا أو بريطانيا لتلقي العلاج. ولاحقا في ذلك اليوم نقل شاهين علي متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلي باريس، حيث تم إدخاله إلي المستشفي الأمريكي بالعاصمة الفرنسية، ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر. وفاته:توفي يوسف شاهين عن 82 عاما, في الساعة الثالثة فجر يوم الأحد 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادى للقوات المسلحة بالقاهرة. وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمدافع عن الحريات. ومن أقوال الراحل : حين أستعرض مشواري مع السينما المصرية بكل سلبياته وإيجابياته.. وبكل ما قدمت من إضافات وبكل ما حصلت عليه من عذابات.وأستطيع القول إنني أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وأن رحلتي مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها .إذا أردنا أن نعرف الفنان الملتزم فهو الذي يتقبل مسؤوليات اختياره بسلبياته وإيجابياته .