"زفاف يتحول لعزاء".. قصة 7 أفراد من أسرة واحدة لقوا مصرعهم في قطار محطة مصر

الاربعاء 27 فبراير 2019 | 06:28 مساءً
كتب : محمود صلاح

صور دامية يتداولها رواد "السوشيال ميديا" منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، جميعها تشير إلى حادث مروع شهدته محطة قطار مصر، تعالت الأهات بين النشطاء وتضاربت التصريحات، أحدهما يقول إن الحادث أسفر عن 20 قتيلًا، وإصابة 40 آخرين، والأخر يرصد صور سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين إلى المستشفيات المجاورة.

ففي منطقة العباسية، وبالتحديد أمام بوابة مستشفى "دار الشفاء" عشرات السيارات التي تسعف المصابين، ونساء يرتدين ثيابهن الأسود، يجلسن على حافة الرصيف وتتساقط دموعهن، فإحداهن سمعت بخبر إصابة إبنتها الصغيرة التي كان موعد زفافها قريبًا، والأخرى جاءت لاستقبال زوجها الذي خرج من السابعة صباحًا باحثًا عن لقمة العيش، ولكن القدر غير مسار طريقه.

من بين الواقفين أحمد محروس البالغ من العمر 52 عامًا، وبرفقته اثنين، عيناه شاردتان يتنظر بلهفة وصول ذويه الذين راحوا ضحية الحادث، وكل حين وآخر ينظر صوب سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين، ولكن تعبيرات وجهه متغيره ما بين الخوف والغضب والحزن، فقد رأى الموت بعينه داخل المحطة، وهرب بينما لم يستطع بعض أقاربه الفرار بحياتهم.

الاصطدام الذي حدث صباح اليوم، دفع محروس إلى الوقوع على رأسه، وقد استغرق دقائق قليلة قبل أن يفيق من الصدمة التي تلقاها، وحينما فتح عيناه علم بإصابة أربعة من أقاربه، ووفاة طفلة من عائلته: "بنتي ماتت ملحقتش تجري".

فقطار الثامنة المتوجه إلى الإسكندرية، حمل بين ركابه والدة محروس وزوجته وأولاده، ودعهم الرجل الخمسيني ليلتقي بهم فيما بعد، ليحضروا معًا زفاف ابن شقيقه المقيم في الإسكندرية، بعد ساعتين عاد محروس بصحبة أبناء شقيقه ليوصلهم إلى محطة مصر، حيث القطار المتوجه "بحري" في العاشرة، لكن المشهد اختلف "ولا الأفلام" محاولًا انتزاع الابتسامة من شروده الظاهر، يصف محروس وقت الحادثة.

ويروي محروس لـ"بلدنا اليوم" لم استطيع الوصول إلى أقاربي على الرصيف، وما أن شاهدت جرارًا ينطلق بسرعة كبيرة لا أعلم وجهته، سيبنا حاجاتنا وجرينا محدش كان عارف داخل الرصيف ولا داخل فين، تفرق الجمع، خرجت من المحطة فلم أجد سوى ثلاث من أقاربي الشباب، من بين نحو 10 أشخاص من عائلتي كانوا دخلوا معًا إلى المحطةّ".

وأضاف: "مش مستوعب أيه اللي حصل، كان بيني وبين الموت لحظة، كأنه فيلم" مضيفًا أن أفراد العائلة الذين تم إصابتهم، تم توزيعهم ما بين مستشفى دار الشفاء، ومعهد ناصر، ولم يعلموا حتى الآن ما الذي حدث لهم، ومازلوا أمام المستشفى للاطمئنان على ذويهم".