"ملاك وسط النيران" بطل حادث محطة مصر يتحدث لـ"بلدنا اليوم"

الخميس 28 فبراير 2019 | 11:18 صباحاً
كتب : سهام يحيى

دقت ساعات الصباح الأولي والكل متجه إلى عمله أو دراسته أو مسافرًا من الجيش إلى حضن أمه التى باتت تنتظر هذه اللحظات، و ربما تكون عروس وزفافها بعد شهور تقف علي أعتاب هذه المحطة تنتظر قدرها، حيث حمل محطات رمسيس العديد من المارة الذين يؤمنون بقضاء الله وقدره ويوكلون أمورهم لله، لم يكن أحد يخطر بباله أن يومه الأخير سيحين في هذا الوقت حتى يذهب إلي السماء.

ملائكة في أحضان السماء.. هكذا بات مشهد أمس المأساوي حيث لم ينام أحد في أحضان القاهرة سوى الذين سقطو ضحايا نتيجة أهمال سائق جرار رمسيس، الذي ترك الجرار يسير ونزل لشجار مع سائق جرار آخر علي حد قوله.

حمل المشهد كثير من التعبيرات ما بين شاب في مقتبل العشرينات من عمره يركض ليجد أي وسيلة لأطفاء الضحايا التى تشتعل في أجسادهم النيران لترصد كاميرات محطة مصر هذا المشهد البطولي الذي يحمل بين طياته اسمى معاني التضحية والوفاء من أى شاب مصري تجاه وطنه وبلده وشعبه.

"منقذ المصابين" كما أطلق عليه رواد السوشيال ميديا، كان يسابق الزمان، في محاولات لإنقاذ الركاب، إيمانًا منه بأن هذه الأنفس من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.

دعوات لم تتوقف من رواد السوشيال ميديا، للبطل الذي أنقذ عدداً من المصابين، بعد تداول صور له على نطاق واسع عبر الفيس بوك ومن أجل هذا وإيمانًا منا بحق هذا البطل تواصل محررو "بلدنا اليوم" بـ وليد مرتضي، العامل بالشركة الوطنية لخدمات السكك الحديد، بحسب ما تداوله رواد السوشيال ميديا، الذي لم يهاب الموت، ولم يخاف النيران، وإنما تحرك بشجاعة يحمل المياه ويجري نحو المصابين يصبها عليهم صاحب موقف إنساني في أنقاذ الضحايا وإلى نص الحوار:

في البداية صف لنا مشهد الأمس وتفاصيل الواقعة؟

كنت أعمل في مكان الواقعة ومن لطف الله بيا وبأسرتي لم يصيبني أي مكروه وفجأة وبدون أي مقدمات، سمعنا صوت إنفجار رهيب، خرجت على صوت الجرار، بعد إنفجاره، وإذا صرخات وأصوات تتعالى ، ونيران تلتهم أجساد المواطنين بالقرب مني ، كما لو كنا في يوم القيامة، فوجدت نيران تلتهم الضحايا وجثث تتفحم وأخرى تحترق ، لم أجد أي وسيلة تمكنني من مساعدة الضحايا ، وإذ بي أجد جركن ماء فأسرعت وحملته ، وقمت بسكبه على الضحايا، وراعيت أن أحافظ على المياه حتى اتمكن من مساعدة جميع الحالات.

هل كنت بمفردك؟

بدئنا في إطفاء نيران الضحايا ، وفي الحقيقة لم اكن بمفردى كان معي 3 و4 من ، من زملائي، فهذا أقل واجب أقوم به ، لإنقاذ ضحايا الحادث فأنا لم أفعل شي ما فعلته ما كان يفترض أن يفعله غيري. .

كيف تعاملت مع الضحايا المشتعلة بها النيران؟

بدءت اتعامل مع الضحايا ، بسكب الماء علي جسدهم وأنا في حالة هلع مفزعة أناجي لطف الله واستنجد بأخرين لمساعدتنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

كم حالة حاولت انقاذها؟

عدد حالات المصابين التي حاولت إنقاذها، يتراوح من 7 الى 10، حالات قمنا بأبعادهم عن مكان الحريق، و عدد الوفيات من 6 إلى 7 حالات كانوا بجواري وفي هذا الوقت لم اتمكن من حساب أعداد الضحايا والمصابين فأنا فقط أحاول إنقاذهم والقيام بواجبي.

كم كان أعداد المواطنين على الرصيف قبل الإنفجار ؟

معظم المواطنين الذين كانوا ينتظروا على الرصيف، كانوا ركاب قطار، 911 الذي يغادر المحطة، في تمام الساعة الـ10 متوجها إلى الأسكندرية، بالرصيف رقم 4، فالمسافة بين الجرار والركاب الذين ينتظروا بالمحطة ، كانت مسافة قريبة.

هل هناك تحرك من المسئوليين في وقت سريع تجاه الحادث؟

كان هناك تحرك من قبل مسؤلي الحماية المدنية، رغم أن الحادث لم يستغرق 10 دقائق ولكن في لحظات بدءت تتساقط الجثث والمصابين والمسئولين وصلو المحطة بعد علمهم بوقوع إنفجار.

كيف اشتعل الجرار؟

الجرار اشتعل بعد نزول كمية من السولار على الأرض، والنار كانت عالية بطريقة لم تتصور، فالنيران التهمت الضحايا، وبدئوا يهرولوا بحثا عن نجدة، ولكن لم يكن سوى جراكن المياه والبطاطين.

هل الوفيات كانت مفحمة بلفعل؟

الوفيات كانت مفحمة بالفعل لدرجة أن لم يكن أحد لديه القدرة على التعرف على الوجوه، فالوجوه كانت متغيرة ومشوهة، فقد و صل الحال"أن لو كان أخويا وقدامي" لم اكن أستطيع أن أتعرف عليه بسبب النيران.

في رسالة أو حوار دار بينك وبين الضحايا؟

لم يكن هناك فرصة للحديث، سوى المناجاة بلطف الله.

هل تفاعل أحد في إنقاذ الضحايا غيركم؟

البعض كان يساعد، والبعض الأخر كان يقف متفرجا .

هل الوضع آمن الآن؟

الوضع مستقر الآن بالمحطة، وحركة القطارات مستقرة.

كلمة توجهها لمن يمر بنفس الواقعة التي تعرضت لها؟

على الناس أن تتغيير، فمن يمكنه فعل شي عليه فعله دون تردد.

هل هناك تكريم لك من قبل الهيئة بسبب موقفك تجاه الضحايا ؟

حتى هذه اللحظة لم نكرم من أحد بل بالعكس تم إتهامي بأشياء لم أكن اتخيلها، فالبعض يتهمني أني تلقيت، مبالغ من قنوات فضائية، وأوجه رسالة لكل الإعلاميين لم أخذ فلوس من أي قناة ولا أرغب في ذلك، لا أريد الشكر على ما فعلت فهذا واجب وطني.

هل هناك طفيات حريق تعاملت بها في الحادث؟

بلطبع هناك طفيات حريق في كل محطة، هناك نقطة إطفاء حريق بكل محطة فالكشك الذي أعمل به يوجد به طفايا حريق.

اقرأ أيضا