مصير العلاقات المصرية الفرنسية بعد وصول أصغر رئيس إلى قصر الإليزيه.. خبراء: «متفائلون بماكرون»

الاحد 07 مايو 2017 | 11:38 مساءً
كتب : مروه الفخراني- السيد موسى

حول شاشات التلفزيون جلس الجميع في حالة من الترقب والانتظار، يتابعون سير العملية الانتخابية بفرنسا، فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم توافد الناخبين الفرنسيين على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، بين المرشح الشاب إيمانويل ماكرون فى مواجهة المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان. وانتهت الانتخابات بنتيجة أدهشت كل العالم، وسجلت بها فرنسا لحظة تاريخية حيث أتت بأصغر رئيس جمهورية على مستوى العالم، بعد فوز الشباب «ماكرون»، والذي يبلغ من العمر 39 عامًا، وهو حدث جللٌ، وهناك علامات استفتهام تحوم حول كيفية تعامل العالم مع أصغر رئيس يصل إلى قصر الإليزيه، والذي لم يتجاوز العقد الرابع من عمره، وما هو مستقبل العلاقات المصرية بفرنسا والتي تمثل إحدى أقدم حلقات الاتصال بين الغرب والشرق.وتوحدت وجهات النظر والرؤى تجاه العلاقات المصرية الفرنسية، والتي صبت في نطاق تبادل المصالح المشتركة، وتوحيد الجبهة في محاربة الإرهاب، لافتيين إلى أن العلاقات ستستكمل طريقها إلى الأمام في ظل حكم «ماكرون».«متفائل بفوز مكرون»في البداية قال السفير محمد العربي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن علاقة مصر بفرنسا لن تتضرر بعد فوز مكرون، الرئيس الفرنسي الجديد، ودخوله قصر الأليزية، " لن يكون هناك مناطق خلاف بين البلدين، بل ستحدث طفرة للأفضل وتوافق في قضايا عدّة " _على حدل قوله_.وبحسب وزير الخارجية الأسبق، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، أن هناك اتفاق تام وتطابق في وجهات النظر بين مصر وفرنسا، في موضوعات متعلقة بمكافحة الإرهاب، والحفاظ على الاتحاد الأوروبي وهو ما يصب في مصلحة مصر، علاوة على العلاقات الثنائية بين البلدين العسكرية أو الاقتصادية.وتابع العربي:" لا توجد أي مواقف سلبية لماكرون تجاه مصر، وبالتالي أستطيع القول أنني متفائل على توليه السلطة في فرنسا، على صعيد العلاقات المصرية الفرنسية".علاقة مصر بفرنسا مبنية على قاعدة صلبةفيما أكد السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية السابق، أن العلاقات المصرية الفرنسية قوية ومبنية على قاعدة جيدة صلبة من المصالح المتبادلة، لافتًا إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تحسن منذ تولى الجنرال شارل ديجول للحكم في باريس، وساد مناخ التعاون على عدة أصعدة منذ ذاك الوقت وحتى الآن ما زالت مستمرة.وأضاف «بدر» في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أنه لا بد من المشاركة الحقيقية بين السلطات المصرية والفرنسية، لدحر الإرهاب الذي يواجه العالم بأكمله، بالإضافة إلى مناقشة عودة السياحة الفرنسية لمصر، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يهتم بالشأن الخارجي وسيحافظ على علاقة مصر بفرنسا بل سينميها.وأشار مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أن السلطات المصرية لا بد أن تهنئ الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون، وذلك في إطار تبادل المجاملات، ونبدأ في العمل على تعزيز العلاقات بين مصر وفرنسا، مطالبًا الحكومة المصرية أن تبادر بالزيارة إلى فرنسا حتى ولو على المستوى الوزاري، وبعد ذلك يتم عقد لقاء رئاسي في أيً دولة من الدولتين.«ماكرون» وفريقه لديهم انطباع إيجابي عن مصرقال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، أن إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا الجديد، لديه انطباع إيجابي عن قضايا الشرق الاوسط، ومستعد للعمل بفعالية لمحاربة الإرهاب، لافتًا إلى أن القوات الفرنسية متهيأة لمشاركة الدول في محاربة قوى داعش في الشرق الأوسط، ودلل بقول ماكرو "محاربة الإرهاب لا تبدأ من باريس، بل تبدأ من الشرق الأوسط".وعن مواقف ماكرون المتسقة مع مصر، بحسب سمر، فإنه يؤيد حل الدولتين في القضية الفلسطينية، وهذا مطلب عربي وفلسطيني، ولذا فهو ينسجم مع وجهة النظر المصرية، في ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، تابع خبير العلاقات الدولية في تصريح لـ"بلدنا اليوم" :" ماكرو سيختار وزير الدفاع الحالي الفرنسي، إيجوان ايرث لوداربا، كرئيس للوزراء، والاخير له علاقة وثيقة بمصر والقيادات المصرية، وتحديدًا الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الدفاع".وبحسب سمير، فإن لودربا لعب دورًا كبيرًا في صفقة الطائرات الرافال الفرنسية إلى مصر، وصفقة الميسترال الفرنسية، "بالتالي عندما يصبح هذا الشخص رئيس الوزراء، في عهد ماكرو، سيلعب دورًا في تعميق العلاقات المصرية الفرنسية في المجال العسكري والأمني".واختتم: "ماكرو وفريقه لديهم انطباع ايجابي عن مصر، باعتبار أن مصر محور استقرار الشعوب، وما يبرهن ذلك قول وزير الدفاع الفرنسي أن دعم مصر هو استثمار في الاستقرار، ولذا فأتوقع علاقات قوية بين القاهرة وباريس في عهد إيمانويل ماكرو".مختار غباشي: لا يوجد اختلاف جذري بين مصر وفرنسامن جانبه رأى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن فرنسا في قلب مكافحة الإرهاب، لا يوجد اختلاف جذري، في الرؤساء الفرنسيين في التعاطي مع العالم العربي منذ «نيكول»، تختلف الرؤى في زوايا مختلفة.وأشار «غباشي»، في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، إلى أن فرنسا الآن لاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن هذا الشاب محسوب على الغئة الوسطى، فهو رجل خارج نطاق الأحزاب بالمجمل، لذلك لا يهمه سوى مصلحة البلاد، بعدما أتى بنتيجة فوز كبيرة 65%. وأوضح التكتل الإقليمي والغربي، والداخلي الفرنسي، ضد مارين لوبا، هو ما أدى لتلك النتيجة، وأن علاقته بمصر ستكون قوية، قائلًا: «لا أظن أن يكون في اختلاف جذري، لأن ماكرون يقال عليه أنه صديق أولاند، وعلاقة فرنسا في عهده صنعت تطور كبير داخل المنطقة العربية، وعلاقته بمصر على الخصوص».

اقرأ أيضا