مليوينة خلع الحجاب وجبة دسمة على مائدة برامج التوك شو.. فيروس القلع يشعل مواقع التواصل.. مليونية مع الخلع.. وآخرى تدعو لـ'سيلفي' الحجاب ردًا على الدعوة

الخميس 01 يناير 1970 | 02:00 صباحاً
كتب : مروة الفخراني

تلك القطعة الصماء التي تلتفُ حول رأس الفتيات لتغطي جيدهن، ليست فقط كشيء، بل صوت لصمت، وشريعة صارخه، وأية خجل يشهرها المحجبات في وجه العبث كي يستقيم، فما نال الحجاب من تشويه كمفهوم ومعتقد راسخ، صار كطلقةٍ تنشر شظاياها في جسد الحق، لتصنع فجوات فوضويه ومضلله تجر العقول والأجساد نحو الهاوية.حرية شخصيةموجات عاتيه طالت الحجاب في الثلاث سنوات الماضية، حيث أقدم عدد كبير من مرتدياته على خلعه، تحت مظلة التحرر والحرية الشخصية، مما أدى إلى إستنفار العديد من الأصوات وزجرهن، فيما قام الكثيرون على الضفة الأخرى بالتحفظ وعدم إبداء رأيهم، مُتحلّين بعقيدة أن خلع الحجاب حرية شخصية، وأحد خيوط العلاقه بين العبد وربه. ومؤخرًا تجددت الطلقات التي نالت من الحجات، وكانت أقساها طلقة الصحفي شريف الشوباشي، التي دعا من خلالها فتيات مصر إلى خلع الحجاب في تظاهرة عامة بميدان التحرير خلال الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل، وشدد "الشوباشي" على أن خلع الحجاب سيكون خير مجابهة للتيار الإسلامي الذي وصفه بـ"المتشدد" قائلًا: "إننا نواجه معركة فكرية واقتصادية وإسلامية، ولا بد من مواجهتها عن طريق المساس بالعصب الحي لهم، عن طريق خلع الحجاب كرمز لمواجهتهم والتصدي لأفكارهم، لافتًا إلى أن السبب وراء تبنيه فكرة خلع الحجاب، هي ملاحظته صعود الفكر الإسلامي المتطرف في ظل كثرة أعداد من يرتدين الحجاب. وأضاف الشوباشي، في فيديو تداولته المواقع الإليكترونية، أن “99% من عاهرات مصر ترتدين الحجاب، وأن الداعي وراء إرتداء أغلب المحجبات للحجاب هو الخوف من الأب أو الأخ أو الزوج.وكانت دعوة "الشوباشي" كالنار في الهشيم، حيث أثارت حنق العديد من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، وكثير من السياسين والوجوه البارزه في المجتمع، وأضحت الألسنة تلوك بلقمة دعوته بين السخريه والتهكم وبين التأييد، فقد دشن مجموعه من نشطاء موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك" العديد من الصفحات التي تسخر من دعوة خلع الحجاب فى ميدان التحرير، وحصرها في نطاق الحرب ضد الإخوان، حيث طالب البعض بمليونية إفطار نهار رمضان نكاية في الإخوان، كما دعا هاشتاج "سيلفي_الحجاب " إلى التجمع 3 مايو في ميدان التحرير لأخذ صورة جماعية بالحجاب، كرد سريع وسلمي من فتيات مصر في وجه "الشوباشي".الملابس الداخليةوجاءت صفحة "مليونية لخلع الملابس الداخلية بالتحرير" على رأس الصفحات المُتهكمه من مليونيه "الشوباشي"، حيث قال مؤسسها آدم سعيد: "رغم أنني مؤمن بفكرة خلع الحجاب بشدة، إلا أنني ضد تحويلها إلى قضية عامة تشارك فيها الحشود في ميدان التحرير، مش كل واحد عنده مشكلة أو قضية شخصية يشارك كل الناس فيها وينزل الميدان". واستطرد قائلًا: "أنا أسخر من كل شيء حولي، خاصة من يحول القضية الشخصية إلى قضية عامة، فقضية الحجاب شخصية تمامًا، ولكن حولها بعض الناس إلى شيء عام ينزلون من أجله الميدان، إحنا على آخرنا، ونحاول إخراج الطاقة التي بداخلنا من كل ما حولنا من أوضاع تدعو للسخرية بدلًا من الانفجار، فبدلًا من كره الوضع حتى أصل للإنتحار مثلًا، أحاول البصق على الوضع، وكذلك الخَلع، فكلما أشعر بالزنقة أخلع ملابسي حتى أشعر بالتحرر، ونستمد الموضوع من الكلمة الشهيرة من مسرحية مدرسة المشاغبين "كل ما تتزنق إقلع"، واحنا لما اتزنقنا وزهقنا خلعنا هدومنا".أما "تويتر" فكان له النصيب الأكبر من الهاشتاجات المنددة والشاخره من دعوة خلع الحجاب، حيث جاء هاشتاج "مليونيه_خلع_الحجاب"، ضمن الأكثر فاعلية في وقت قصير،حيث وصلت عدد التغريدات إلى أكثر من 150 ألف تغريدة، جاء معظمها من الرافضين للدعوة، والساخرين منها.فريضة إخوانيةفتساءل ناشط: “هل الحجاب فريضة إخوانية؟ إنه فريضة ربانية” أيها الأغبياء، وقالت أخرى:" استغرب من دعوه الكثير حول مليونيه خلع الحجاب؟هل انتهت مشاكل مصر؟هل الازمه بالحجاب؟ اليس الحجاب حريه شخصيه للمرأه؟ لماذا لاتحترمون حريتها؟.وتهكم أحدهم على موقف محرج للشوباشي وهو ضيفًا على أحد القنوات: "مشاهد يتصل بالمذيع شريف الشوباشي الذي دعا لـ #مليونية_خلع_الحجاب ويمدحه بقوله: "إنت قيمة كبيرة لمصر" ويصدمه بعدها مباشرة: "بس في الخلاعة"، وأشار مغرد آخر إلى أن الأزمة ليست في حجاب الرأس بقدر ماهي في حجاب العقل.يلا بينا نقلعوفي نفس السياق كان هاشتاج "يالا بينا نقلع" ساخرا من المليونية المطالبة بخلع الحجاب، ونادى المغرود خلاله بضرورة المطالبة بخلع أو ترك أشياء تمثل سلوكيات خاطئة فى المجتمع المصرى، عن المطالبه بخلع الحجاب.فقد سخر "حفيد هتلر"، من الدعوة لخلع الحجاب قائلًا: "طب ليه تقلعي الحجاب وتغيظى الإخوان لما ممكن تقلعي خالص وتفرحي كل المصريين".وتهكم مغرد آخر بقوله: "عجبا لكل المصريين تدعون لمليونيه خلع الحجاب، وتمنعون الشباب من التحرش".ونادت مغردة بالحرية الشخصية في خلع الحجاب قائلًة: "عاوزه تقلعي الحجاب، طب إقلعي انتي حره حد قال ليكي ﻻ من غير مليونيه وﻻ هري مالوش ﻻزمه".وقالت أخرى: "أنا مسيحية واستفزتني هذه الحملة، إحترامي لكل بنت محجبة".كما عبرت ناشطه عن رفضها للدعوة قائلة: "هذه هي الحريات الغير مسئولة، ناس تعتقد أن في التطاول على الدين واخضاع المجتمعات لرغباتها بالإستفزاز حرية"!.ووصف نشطاء المليونية بمحاولة تغيير مفاهيم الهوية الثقافية للمجتمع المصري، مدللين بذلك على أن الحجاب فرض في الدين الإسلامي، مطلقين هاشتاجات أخرى كـ "مليونيه تأييد الحجاب،ومسلمة وأفتخر بحجابي".وامتدت الإنتقادات لدعوة الشوباشي، لناشطات غير محجبات، اتفق بعضهن مع ما يقوله الشوباشي، في كون بعض الفتيات مجبرات على الحجاب، إلا أنهن اعترضن على الفكرة التي رأين أنها لا تختلف عن دعوات التيار الديني المؤيدة للحجاب، إذ أن كليهما يرغب في تحريك المرأة في الاتجاه الذي يراه دون أن يترك لها حرية الاختيار.صفحات الإخوانوعلى صعيد مختلف قالت أحد الصفحات التابعة لجماعة الإخوان، أنصار السيسي يعلنون مليونية خلع الحجاب، مصر تنحدر في طريق مخيف تحت السيسي.. حرب على الحجاب، وإحراق للكتب الدينية، وكلها باسم حرب الإخوان".وغرد أحد المنتمين إلى جماعة الإخوان، قائلًا: "يدعون إلى محاربة الإرهاب عن طريق خلع الحجاب وطبعا السيسي لا مانع عنده"، وعلق آخر بقوله:"بعد مليونية خلع الحجاب منتظر مليونية إفطار نهار رمضان.سياسة وفنفي حين تصدرت وسائل الإعلام أراء بعض الوجوه السياسية والفنية البارزه تجاه دعوة "الشوباشي" بخلع الحجاب، حيث نشر مدافع الأهلي سعد سمير، على حسابه الشخصي على انستجرام، صورة لفتاة ألمانية محجبة، وعلق عليها قائلًا: "في ألمانيا تبكي المسلمات فرحًا بإقرار قانون حق الحجاب وفي بعض بلادنا ينادون بخلعه".وأدانت الفنانة أيتن عامر، دعوة "الشوباشي"، واعتبرته فراغًا، حيث قالت عبر حسابها الشخصي على "تويتر"، "إنتوا بجد من الفراغ مش لاقيين حاجة تعملوها.. خلع إيه يا مريض منك ليها".ولم يقف الممثل خالد الصاوي، مكتوف الأيدي أمام الدعوة، حيث كتب على حسابه الرسمي بموقع تويتر: "ارفعوا يدكم عن الست، ايزيس، الست، ست الكل المصرية، منبع الرجال الأشداء وينبوع الحنان المسؤول... مجدوها، واقتلوا المتحرش".وهاجم الصاوي، اثنتين من زملائه من المخرجين، لم يذكر اسمهما، قائلًا: "الزميلتان المخرجتان، طالما تستحلان تحقير المحجبة وتسبحان فى بانيو المستشرق، فسأجردكما من السربون لأكشف دعارة باريس، ولأجعلن مصر تضيق بأمثالكما". واستطرد قائلًا: "هل يمكن للمسيو أن يهاجم الخليجى فى زيه؟ أتبصق على تراث اليابان والصين؟، هل تحقر ملوك لندن؟ إذن تذكر، مصر أمة نبيلة، تسترد ذاتها قدسها أو فارقها".الصعيد السياسيوعلى الصعيد السياسي وصف "عبد النبي عبدالستار" المتحدث الاعلامي لتيار الإستقلال، دعوة الشوباشى، الخاصة بتنظيم مليونية بميدان التحرير لخلع الحجاب، بأنها لاتقل تطرفًا عن أفكار داعش والإرهابيين، منوها إلى أنها ترسخ لدى العامة، أن الدولة تحارب الدين.وقد كان للناشطة الحقوقية ماجدة فراج، رد رادع حيث كانت أول من تقدم ببلاغ ضد الشوباشي، لإثارته الفتنة في البلاد والوقيعة بين المواطنين، لافتًة إلى أن دعوته تثير الفتنة والبلبلة في الشارع المصري.وقالت: "لا نجبر أحد على ارتداء الحجاب، ولكن نرفض من يجبرنا على خلعه".ولم يكن رأي الدين ببعيد عن دعوات الإستهجان والتهكم والإعتراض، فقد سخر مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة، من الدعوة لخلع الحجاب فى ميدان التحرير وتساءل ضاحكًا: "هل هدفه من دعوة خلع الحجاب هو التحرر لأن الجو بارد، أو التفلت؟!، مطالبا النساء بعدم الانسياق وراء مثل هذه الدعوات. وأضاف المفتي الجمهورية أن الملكة نازلي، أول من خلعت الحجاب أمام الرجال، لافتًا إلى أن هدى شعرواي، وسيزا النبراوي، وهدية بركات، ونبوية موسى، خلعن الحجاب في الإسكندرية ولم يستفد أحد أو يؤثرن في أحد.وردًا على تصريحات هدى بدران، رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، بشأن دعوات الشوباشي، للتظاهر في ميدان التحرير وكونه صحوة سياسية، تساءلت الدكتوره سعاد صالح قائلًة: "يعني نجذب التحرش عشان ننجح سياسيًا".وأكدت أن دعوى خلع الحجاب تعد إهانة للقرآن الكريم والتشريعات الإسلامية، لم يسمح بها يومًا حكام الدولة المصرية، مشيرًة إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية التي تعطي كل ذي حق حقه لم يرد بها دعوة خلع الحجاب مطلقًا.وأشار سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية، إلى أن من يحث على خلع الحجاب هو عدو للإسلام حيث قال: "على المسلمين أن يتقوا الله ـ جلا وعلا، وأن يعلموا أن الحجاب شرف للأمة الإسلامية وعزّ لها، مؤكدًا بأن من يحث على خلع الحجاب أو يمنعه عدوّ للإسلام.منابر الإعلامولم تكن دعوة "الشوباشي" ببعيدة عن منابر الإعلام، فقد كانت الدعوة وجبه دسمه على مائدة برامج التوك شو، حيث استهل الإعلامي تامر أمين، فقرته عن مليونيه خلع الحجاب بـ"مصيبة سودة"،واصفًا إياها بالشذوذ والهلوسه، معتبرها الجريمة التي يحاسب عليها القانون، مضيفًا "الله يحرق دي نخبة على دي مثقفين".إدي الحجاب ضهركووجه شوبير خلال برنامجه «أجمل صباح مع شوبير»، على إذاعة الشباب والرياضة، رسالة إلى شريف الشوباشي قائلًا: "يا أستاذ شريف ما تسيب الناس في حالها وبلاش تشتيت وخليك في الحرية الشخصية زي ما بتقول، إنت زوجتك مش محجبة.. ولا بنتك محجبة.. طيب إدي ضهرك للترعة وإدي ضهرك للحجاب".كما كشّر الإعلامي جابر القرموطي، عن أنيابه خلال برنامجه مانشيت، قائلًا "إنت مالك إنت، واحدة تتحجب ولا متتحجبش، إنت تطرفك يوازي تطرف الإخوان، بل ألعن منه"، "يا نهار أسود، يا ليلة سوده، لما المثقفين لا يوجد عندهم فكر غير هذا الموضوع، يا نهار كوبية"، متابعًا: إنت مالك إنت، واحدة تتحجب ولا متتحجبش، مستنكرا إستضافه بعض القنوات لشريف الشوباشي، بقوله "مش عارف القنوات تستضيف الناس دي إزاي بس".قوم لا يعقلون"قوم لا يعقلون" كهذا علق الإعلامي محمود سعد، على دعوة خلع الحجاب قائلًا: "هو يتكلم وإحنا منعبروش".وأكد خلال برنامجه "آخر النهار"، أن هذه المرحلة التي نعيشها، لا تتطلب التفرقة أو الانقسام، بدعوات خلع الحجاب،موضحًا أن هناك أشياء تحتاج منا لإهتمام بها أكثر من مظاهرة خلع الحجاب.وفى النطاق ذاته انتقدت الإعلامية ريهام سعيد، مقدمة برنامج "صبايا الخير"، تصوير نساء مصر أمام العالم العربي بأنهن يطالبن بخلع الحجاب نكاية في الإخوان.وقالت ريهام: "ده مش حلو، وأنا مش محجبة وبرفض قلع الحجاب، وإحنا ممكن ندعو لاحترام الحجاب.هبل علمانيوشن الإعلامى خالد صلاح، مقدم برامج "آخر النهار"، هجومًا حادًا على مليونيه خلع الحجاب، واصفًا إياها بـ"هبل علماني" قائلًا: "اللي طلع موضوع خلع الحجاب بيفسد كل جهد حقيقى في التطوير والتجديد، ده هبل علماني رخيص، مش تحديث مجتمعات على أسس ليبرالية.. منكم لله".واستطرد صلاح، "الهبل بقى بتاع إن الحجاب سبب في التخلف، لا يصدر إلا عن مرضى نفسيين بعقد جنسية، هؤلاء المعقدون جنسيًا يحسبون الليبرالية ماخورًا وبيتًا من لحم، وليس سيفًا ضد الديكتاتورية واحتكار الدين أو احتكار السلطة أو احتكار الأخلاق".وعبر صلاح، عن أمنيته في تطهير مصر ممن أسماهم "المرضى في كل المعسكرات"، قائلًا: "نفسي مصر تتطهر من المرضى في كل المعسكرات، هذه الفئران لا ينبغي أن تلتهم طعام البحارة، طهروا المركب من الفئران".

اقرأ أيضا