«الباعة الجائلون».. أحلام ممزقة من «الترجمان» إلى «ساقية مكي»

الخميس 14 يوليو 2016 | 10:52 مساءً
كتب : شروق غنيم

عندما تطأ قدمك خارج محطة «المترو»، أو تخطو ميدان عام، تجد جنبات الطريق تعج بالباعة الجائلين، يهتفون بأنواع بضائعهم، وأسعارها، يحاولون التراص في أماكن «الزحام»، كي يتسنى لهم ترويج منتجاتهم، وضمان مشتري، لكن منذ ثلاثة أعوام، ويحاول «حيّ» كل منطقة، الحد من وجود «ظاهرة» الباعة الجائلين، الذين يُضفون على الطريق ازدحامًا.في البدء أعلنت محافظة القاهرة خطة لنقل الباعة الجائلين الموجودين في مُحيط ميدان رمسيس، إلى جراچ «الترجمان»، وحينما بدأ الباعة في النقل للمقر الجديد، تجلّت مشكلات ذلك المكان، «منطقة ميتة»، كلمة ترددت على لسان أغلب الباعة، حيث كانوا يستهدفون في الأصل المناطق الحيوية، التي تعّج بالبشر، من أجل الإقبال على السلع التي يعرضوها، وهو ما لم يتحقق خلال الوجود في جراچ نائي، بضع مُربعات من مساحة الأرض، هو المكان المُخصص لكل بائع، وعليه ألا يتجاوزه، كل شهر يدفع مُقابل لتلك المُربعات، كمبلغ لـ«التأجير»، «الباكيات» كانت أيضًا وسيلة مُتاحة للبائعين لعرض سلعهم وبيعها، ولكن ثمنه الذي يتجاوز الألف جنيه، كان حائلًا بين بعض البائعين.خلال تلك السنوات، لم تتغير أزمة الباعة الجائلين، من خلال مطاردة الحي لهم في الطرقات، وشعورهم الدائم بالتهديد، في حين أن الخيار الثاني، والآمن بالنسبة لهم من المطاردة، تكمن صعوبته في إنه يؤثر على الدخل اليومي، والشهري له، وهو ما يجعل تلك المهنة بلا طائل بالنسبة له.من «الترجمان» إلى «ساقية مكي»، تتجدد الأزمة باختلاف المحافظات، منذ شهر أغسطس من العام الماضي، أعلنت محافظة الجيزة حملة بإزالة «الحاملات الحديدية والتندات، والباعة الجائلين بالشوارع الجانبية بالميدان، وبكلٍ من شارع أحمد ماهر، شارع الصناديلي، وشارع سعد».وعوضًا عن جنبات الطريق، قدّمت محافظة الجيزة «ساقية مكي»، واصفة إياه بأنه سوقًا تجاريًا حضاريًا، و«يحتوي على 172 باكيه تم طرحها بقيمة لإيجارية 150 جنيه في الشهر»، لكن المحافظة كانت قد أعلنت عن عدم إقبال الباعة على حجز تلك الباكيات، وهو ما يعيده إلى مشهد «الترجمان»، الذي شهد نفور من الباعة الجائلين نتيجة العديد من المعقوات، أولها «طبيعة المكان»، وثانيها المبلغ المطلوب من أجل حجز مساحة محدودة في الساحة، وهو ما يؤثر على دخله.

اقرأ أيضا