«الهويات القاتلة» لـ أمين معلوف.. تساؤلات لا يمكن تجاهلها

الجمعة 30 يونية 2017 | 10:41 مساءً
كتب : شيماء شناوي

في كتابه الهويات القاتلة، يطرح الكاتب أمين معلوف، العديد من الأسئلة الهامة، التي يرى أنه من غير المعقول للبشر أن يتجاهلوها أكثر من ذلك.هل تكون مجتمعاتنا عرضة إلى الأبد للتوتر وتصاعد العنف، لأن البشر الذين يعيشون فيها لا يعتنقون الديانة نفسها، ولا يملكون لون البشرة عينه، ولا ينتمون إلى الثقافة الأصيلة ذاتها؟، وهل هذا هو قانون الطبيعة أم قانون التاريخ الذى يحكم على البشر بالتناحر باسم هويتهم؟، أسئلة تصدرت موضوعات الكتاب وأوضحها المضون النصي له، نستعرضها في التالي.هل يمكن أن تؤدي الهوية إلى القتل؟يرى «معلوف»، أن الهوية لدى الفرد ليست واحدة، بل هي مجموعة هويات مرتبطة ببعض، كما أنها ليست ثابتة بل هي ديناميكية لأبعد الحدود، لدرجة أن عنصرا واحدًا من عناصرها قد يتحول إلى دافع فعلي للقتل.الهوية بين اختلاف اللغة والدينيثير الكاتب جدل فلسفي عن نظرة العالم للأديان، وأن التأثير متبادل بين الأديان وبين الشعوب، ويتحدث بشكل صريح عن النظرة العالمية للإسلام، ولا ينسى أن يذكر القراء بمحاكم التفتيش في أوروبا، ويشدد على أن أولئك لا علاقة لهم بالمسيحية، كما يقارن بين حال الأديان جميعًا قديمًا وحديثًا، وكيف أن ما تغير على مر الزمان ليس النص ولكن النظرة إلى النص نفسه، وكيف يلعب المجتمع والظروف المحيطة دورًا كبيرًا في تغيير ما نراه في النص.كما قارن بين الدين واللغة حيث أن كليهما هو عنصر الهوية والإنسان يمكنه تحدث أكثر من لغة بينما يتبع دينًا واحدًا، فهوى يرى أنه من حق كل إنسان الاحتفاظ باللغة التي تحدد هويته واستخدامها بحرية، وجعلها تتفوق على حرية المعتقد.الهوية في ظل العولمة هناك أمرٌ لن نستطيع أن نتجاوزَه إذا ما تحدّثنا عن الهويّة، وهو (العولمة)، التي أصبحت في نظرنا نحن العرب اليوم على أقل تقدير، مجرّد مرادف لـ (الأمركة)، والقلق الذي لا يتوقّف لمعرفة المكان الذي سنحتلّه في هذا العالم المتسارع.فالهوية هي تمسك الإنسان باللغة التى يحملها كحبل سرّة رابط للإنسان بهويّته وثقافته، والعولَمة هى إنصهار العالم في بوتقة واحدة، يقول أمين معلوف: «العالم ملكٌ لكل الذين يريدون أن يجدوا موقعًا فيه أكثر من أي وقتٍ مضى».الهوية في ميزان الديانات والحضاراتتحدث أمين معلوف في الفصل الثاني من كتابه، عن الديانات ومدى أنفتاحها على االحضارات لأخرى وأختلاطها بها وسهولة أندماجها مع ثقافات الشعوب المختلفة، وكيف كان الأسلام تاريخيًا منفتحًا ومندمج مع الحضارات الأخرى، ومتصالح مع مختلف الشعوب والديانات وكيف أصبح اليوم، وما الذي جعل النساء والرجال من مختلف بلاد العالم يكتشفون من جديد انتمائهم الديني ويشعرون بنزعة لتأكيده؟.هل يمكن ترويض الهوية؟شبه أمين معلوف في الفصل الأخير من كتابه ترويض الهوية بترويض الفهد فالفهد حيوان مفترس، لا يمكنك ترويضه بسهولة، وكذلك الهوية.