مرض المحاربة.. نوال السعداوي إمرأة حاربت ظاهرة "الذكورية" في المجتمع

الجمعة 08 مارس 2019 | 01:47 مساءً
كتب : رباح سعد الهادي

تمر الكاتبة والمفكرة وطبيبة الأمراض الصدرية والنفسية المصرية نوال السعداوي بحالة صحية متدهورة، بعدما ترددت أنباء عن وفاتها سرعان ما تم نفيها، لكن حالتها الصحية لا تزال صعبة.

السعداوي التي ارتبط اسمها فى الوطن العربي بالجدل والتصريحات المثيرة بشأن قضايا خلافية أغلبها يرجع لدفاعها عن حقوق المرأة ومحاربة ظاهرة الختان، ورفضها للحجاب، بالإضافة إلى رفضها تعدد الزوجات، ودائمًا ما تبقى آرائها محل جدل وخلاف كبير، وأفكارها منتاقضة مع أفكار العامة فى المجتمع.

ولدت الأديبة والناشطة المصرية الدكتورة نوال السعداوي في 27 أكتوبر عام 1931، وهى روائية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، وكتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، وتعيش فى شقة بمنطقة شبرا مصر، قرب النيل، وطالتها شائعات الوفاة أكثر من مرة، كان آخرها صباح اليوم الجمعة، فى يوم احتفال العالم بيوم المرأة العالمى، قبل أن تخرج ابنتها الدكتورة مى حلمى لتنفى وفاة والدتها لتؤكد أنها بخير.

وترقد نوال السعداوي الآن بمستشفى الجلاء العسكري بكوبري القبة فى القاهرة منذ نحو أسبوعين لمتابعة حالتها الصحية بعد معاناتها من مياه بيضاء على العين ما أدى لتدهور حالة الإبصار لديها.

اشتهرت السعداوي بمعاركها المثيرة للجدل، وكان أهمها هى محاربتها للختان، وبدأت معركتها فى الختان، عام 2007 عقب وفاة طفلة أثناء عملية الختان، وطالبت الأطباء ورجال الدين بعدم قطع الأعضاء التناسلية، مؤكدة أنها كطبيبة وناشطة في مجال حقوق الإنسان ترفض تمامًا ختان الذكور والإناث، وتؤمن أن الأطفال جميعًا ذكورا وإناث يجب حمايتهم من هذا النوع من عمليات الختان، مضيفة: "عملية قطع جزء من الأعضاء التناسلية للأطفال، سواء ذكر أم أنثى المعروف بالختان أو الطهارة أمر خاطئ، وليس له علاقة بالدين ولا الأخلاق، وأن الإسلام مخطئ في ذلك الأمر".

وانتقلت "السعداوى" في معاركها الجدالية إلى فكرة تعدد الزوجات قائلة: "إن تعدد الزوجات يخلق الكره بين الأطفال والزوجات كما يزيد من الحوادث".

كما دعت نوال السعداوي، عام 2016 بتقنين بيوت الدعارة فى مصر لتمكين المجتمع من التخلص منها، قائلة: "الدعارة مرض ومن الأفضل الاعتراف بوجودها، بدلاً من إخفائها"، وهو ما لقى رفضًا من قبل المجتمع المصري.

في محاضرة لها عام 2002 في جامعة كاليفورنيا وصفت نوال السعداوي السياسات الخارجية لأمريكا ودعمها لإسرائيل بالإرهاب الحقيقي، مؤكدة أن المساعدات الأمريكية غرضها إبقاء المصريين في حالة فقر وعوز دائم.

وحصلت نوال على جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي عام 2004، كما فازت عام 2005 بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، كما حصلت على جائزة ستيج داجرمان من السويد عام 2011.

وتسبب كتابها الأخطر "المرأة والجنس" عام 1969، في فصلها من عملها كطبيبة عبر ستة قرارات من وزير الصحة آنذاك، واعتقلها الرئيس الراحل أنور السادات في أحداث سبتمبر الشهيرة عام 1981 التي سبقت اغتياله بوقت قليل، وقتها كتبت "مذكراتي في سجن النساء".

وقالت نوال السعداوي، في لقاء تلفزيوني فى وقت سابق، إن الحكومة المصرية بعد ثورة يناير، بالتعاون مع التيارات الإسلامية، والولايات المتحدة الأمريكية حاولت إيقاف ثورة يناير، وتابعت الكاتبة والروائية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أفضل مليون مرة من مبارك والسادات، وأوضحت على أنها قبل الثورة تحت حكم مبارك والسادات كانت ممنوعة من الكتابة وحاليًا تكتب في أكثر من مكان.

اقرأ أيضا