تهديد العم سام يشعل الحرب الاقتصادية مع بكين

الاثنين 18 مارس 2019 | 09:37 مساءً
كتب : محمود صلاح

عقب فرض عقوبات أمريكية عليها

الحرب التجارية بدأت بين واشنطن وبكين

التوافق الروسى الصينى أكثر التحالفات تهديدا لأمريكا

د.رشاد عبده: هدف ترامب تشغيل الاستثمارات والشركات

رخا أحمد: مفاوضات للوصول إلى حل وسط

جمال بيومى: العقوبات تخالف قوانين منظمة التجارة العالمية

أثار الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الجدل منذ تولى قيادة البيت الأبيض، بسبب قراراته بشأن التجارة والاقتصاد الدوليين، حيث فرض فى البداية عقوبات على الموارد الاقتصادية الإيرانية، ومن ثم العقوبات التى فرضها على القوى العظمى، الصين، وتركيا وغيرها من البلاد التى كانت آخرها فنزويلا.

فى سبتمبر من العام الماضى، فرضت الولايات المتحدة، رسوما جمركية على واردات الصين، بقيمة 200 مليار دولار، وهددت بفرض دفعة ثالثة تصل إلى 25% على واردات صينية بقيمة 267 مليار دولار، حال أقدمت الصين على "إجراءات انتقامية" ضد المزارعين أو الصناعات الأمريكية، ما أثار الجدل على الساحة الدولية بسبب مخالفة القرار لميثاق القوانين الدولية، وتسبب فى فرض الصين هى الأخرى، رسوما جمركية تتراوح بين 5% و10% على مجموعة من السلع التى تستوردها من الولايات المتحدة بقيمة 60 مليار دولار، وذلك ردًا على ما أصدرته إدارة ترامب بحقها.

لم ينته الصراع بين البلدين حتى الآن، ولكن هناك تصريحات متضاربة بشأن هذه الحرب التجارية، حيث أعلن مكتب الممثل التجارى الأمريكى عن إرساله إخطارًا بتأجيل زيادة مقررة فى الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار.

رشاد عبده: قلة الاستثمارات الأمريكية وراء فرض الضرائب

قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادى، إن أمريكا أعطت طموحًا للصين، وبالفعل بكين قطعت شوطًا كبيرًا فى المباحثات فى هذا الصراع، والمشكلة الحقيقية هى قلة الاستثمارات الأمريكية رغم عدد سكانها الكبير، وبالتالى فإن ترامب يحاول تشغيل الاستثمارات والشركات الأمريكية، وبذلك أعلن أنه لو استوردت الصين كميات أكبر ربما يلغى هذه العقوبات.

أكد أنه بعدما حاولت الصين التعاون والتعامل مع الأمور بشكل يرضى جميع الأطراف، أعلن الرئيس ترامب، عدم فرض الصين ضرائب جمركية على المنتجات الأمريكية، وهو أمر مطروح للنقاش حتى الآن بين البلدين، ولكن اكتشف ترامب أن الصين لم تكن أكبر مورد له فى المنطقة، وهناك بعض الدول أقوى من الصين فى الاقتصاد، أولها كندا ويليها المكسيك ثم كوريا الجنوبية والبرازيل، والصين، وبالتالى أدلى ترامب بتصريحات أن الصين تسرق التكنولوجيا الأمريكية، وهذا يعد أحد أسباب فرض الضرائب عليها.

وأضاف عبده أن الصراع لم يبق فى صالح الولايات المتحدة دائما، فالصين قوة اقتصادية كبيرة، وبالتالى ترد على واشنطن بالمثل فى رفع الضرائب، حيث رفعت أسعار "فول الصويا والسيارات وغيرهما"، وهو ما أثر على التجار الأمريكان.

وأشار إلى أن عملية فرض ضرائب جديدة لن تحدث بسهولة هذه المرة، بل هناك مباحثات وإذا وصلت الدولتان إلى حلول ترضى الطرفين لن يتم فرض عقوبات.

الحليف الروسى

الإثنين الماضى كان شاهدًا على حلول الذكرى الخمسين للصراعات الحدودية بين الصين والاتحاد السوفيتى، الذى اندلع على جزيرة "تشنباو" رغم أنها لم تتمتع بأهمية استراتيجية، وشهد عام 1969 احتواء الصدام بين البلدين، وكانت هذه الحرب المحدودة بمثابة الخطوة الأولى فى تحسين العلاقات بين الدولتين.

بعد مرور خمسين عامًا، تغيرت الأحوال بين البلدين، وتمت تسوية النزاعات، وأصبحتا صديقتين وحليفتين، وأصبح مجال اتفاقهما الأساسى يتمركز حول معارضة الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تشعر أمريكا بالقلق الشديد منهما وخاصة فى ظل الشراكة بينهما، لأن التوافق الروسى الصينى يمثل أكثر التحالفات ديمومة بما يهددها.

روسيا والصين تعملان اليوم بشكل وثيق أكثر من الأوقات السابقة، حيث تتعاونان فى الأمم المتحدة، وتسعيان إلى إحباط الأولويات الغربية، فروسيا تدعم بكين بالأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة، وعلى الجانب الآخر تدعم الحكومات الاستبدادية فى آسيا الوسطى، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة، وهى إشارة واضحة إلى أن الجيش الروسى لا يرى الصين تهديدًا على المدى القريب، وفى الآونة الأخيرة، حولت روسيا جزءًا كبيرًا من احتياطاتها من العملات الأجنبية إلى العملة الصينية كتحوط ضد العقوبات الأمريكية.

رخا: صراع العمالقة يدفع أمريكا إلى التراجع

قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن الصراع التجارى بين الولايات المتحدة والصين، يقع تحت عنوان "صراع العمالقة"، لأنهما من أكبر الدول اقتصاديًا فى العالم، وهذا الصراع دفع الولايات المتحدة إلى التفكير بالتراجع، وهو ما يتضح خلال المفاوضات التى بدأت منذ شهر تقريبًا بين البلدين، وهناك وفد أمريكى يحاول الوصول إلى حل وسط، يرضى الطرفين.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الصين تستورد من الولايات المتحدة "الهايتك" التى من الممكن أن تتحول إلى بلاد أخرى مثل الدول الأوروبية، ولكن بقاء الضرائب، سيدفع الصين إلى الرد بالمثل.

بيومى: موقف أمريكا غير قانونى

يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومى، أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية فى الصراع التجارى مع الصين يخالف قوانين منظمة التجارة العالمية، وأمريكا تقول إن الصين تحاول تخفيض عملتها، وهذا ليس قانونيًا أيضًا، فسياسة تخفيض العملة تغضب اليابان وأمريكا وأوروبا رغم تعهدها بعدم تخفيضها ولكنها لا تفعل.

وأكد أن هذا الصراع بمثابة حرب بين البلدين بالرغم من مبالغة الولايات المتحدة فى فرض الضرائب، التى صارت سياسية لها، فقد فرضت على الصين والهند ومن قبل إيران، وهو استعراض قوة على دول الجوار، وتمادى أمريكا فى فرض ضرائب سيضر بها، فالصين ليست دولة صغيرة اقتصاديًا، ولها وضع اقتصادى مرموق فى الساحة الدولية.

اقرأ أيضا