"داعش" خطر مستمر رغم انهيار دولة الخلافة

الاثنين 25 مارس 2019 | 01:00 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

شهد عام 2019 هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي خسر تقريبا كامل أراضي "دولة الخلافة" التي أعلنها من طرف واحد في العراق وسوريا ووضع نهاية رسمية لـ "الخلافة" التي أعلنتها في عام 2014، لكنه أثبت أنه يتكيف ولا يزال يشكل تهديدا كما يؤكد خبراء ومسئولون.

وكان تحالف المقاتلين السوريين المدعوم من الولايات المتحدة أعلن أن تنظيم داعش" فقد آخر جيب في الأراضي التي سيطر عليها عام 2014.

وأعلن "داعش" الخلافة عام 2014 سيطرته على مساحة 88 ألف كيلومتر مربع (34000 ميل مربع) من الأراضي الممتدة من غرب سوريا إلى شرق العراق، وفرضوا حكمهم الوحشي على ما يقرب من 8 ملايين شخص، واستغلال مليارات الدولارات من عائدات النفط إلى جانب الابتزاز والسرقة والخطف.

خطر دائم

على الرغم من زوال الخلافة، إلا أن داعش ما زال قوة متشددة ومعتدة جيدًا ولا يمكن ضمان هزيمتها الدائمة، وتمثل تهديدا أمنيا كبيرا، إذ أنه قادر على شن هجمات في المنطقة ودول أخرى حول العالم.

وبحسب ما أكده قائد المنطقة المركزية للجيش الأمريكي، الجنرال جوزيف باتيل، في فبراير، إنه كان من الضروري الحفاظ على "هجوم متيقظ ضد (داعش) ومواصلة مطاردة التنظيم بقياداته ومقاتليه وتسهيلاته وموارده وأيديولوجيته.

وقال مسئولون عسكريون لمكتب المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية في يناير الماضي، إذا لم تتم ممارسة الضغط على الجماعة، فمن المحتمل أن تزداد داعش في سوريا خلال 6 إلى 12 شهرًا وأن تستعيد مساحة محدودة في وادي نهر الفرات الأوسط.

تحذيرات

وطالب عدد من القادة الأمريكيين الرئيس الأمريكي بعدم سحب جميع القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي من سوريا، بعدما أعلن ديسمبر الماضى، سحب كافة قواته الأمر الذي دفع وزير الدفاع جيم ماتيس والحلفاء القلقين إلى الاستقالة.

ويبدو أن هذه التحذيرات أقنعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم سحب كل القوات الأمريكية من سوريا وعددها ألفي عنصر، حيث أعلن البيت الأبيض في فبراير إنه سيترك 400 جندي من قوات حفظ السلام في سوريا "لفترة من الزمن 200 منهم يتمركزون في موقع التنف، عند تقاطع الحدود السورية والأردنية والعراقية والـ 200 الآخرون في مواقع متفرقة.

شبكة سرية

ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس في تقرير لمجلس الأمن صدر في فبراير في العراق، حيث أعلنت الحكومة النصر في ديسمبر 2017، أن الجماعة الجهادية "تطورت بالفعل إلى شبكة سرية، مضيفًا أنهم في مرحلة الانتقال والتكيف والتوحيد وتنظيم خلايا جديدة على مستوى المحافظات، مما يكرر وظائف القيادة الرئيسية.

مناطق داعش

ويعمل مقاتلو داعش على نشاط أماكن تمركزهم في المناطق الريفية ذات التضاريس الوعرة النائية التي تمنحهم حرية الحركة والتخطيط للهجمات وتشمل هذه المحافظات الصحراوية في محافظتي الأنبار ونينوى والجبال الممتدة على محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى.

وأضاف جوتيريش في تقريره: "هذه الخلايا تخطط لأنشطة للتهوين من سلطة الحكومة وخلق انفلات أمني وتخريب المصالحة المجتمعية ومضاعفة كلفة أعادة البناء ومكافحة الإرهاب، وتتضمن هذه الأنشطة الخطف مقابل فدية واغتيال القيادات المحلية وشن هجمات ضد مؤسسات الدولة".

فوضى الانقسامات

وكان التنظيم تفرع عن القاعدة في العراق وشكله متشددون من العرب السنة عقب الغزو الأمريكي عام 2003 حيث صار قوة رئيسية للتمرد هناك، حتى أنه في عام 2011 انضم التنظيم للتمرد ضد الرئيس السوري بشار الأسد حيث وجد ملاذا آمنا وإمكانية وصول سهلة للسلاح، واستغل التنظيم انسحاب القوات الأمريكية من العراق والغضب السني من السياسات الطائفية للحكومة التي يقودها الشيعة في العراق، وفي عام 2013 بدأ التنظيم في السيطرة على أراض في سوريا وغير اسمه إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام.

حملة عالمية

وكانت المعركة لطرد التنظيم من سوريا والعراق دموية فقد فيها الآلاف أرواحهم والملايين بيوتهم التي أجبروا على الفرار منها.

وفي سوريا خاضت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد المعركة مع التنظيم بدعم جوي من روسيا ودعم من ميليشيا مدعومة من إيران.

وفي نفس الوقت دعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية.

اقرأ أيضا