"طبيب الغلابة" بالغربية: براعي الفقرا عشان يفتكروني بالخير.. "حوار"

السبت 30 مارس 2019 | 03:19 مساءً
كتب : نجلاء عوني

على بعد خطوات قليلة من مسجد السيد البدوى بمدينة طنطا في الطابق الثاني من إحدى العقارات القديمة التي تهالكت أجزاؤها من كثرة الذاهبين إليها من محافظة الغربية توجد شقة لا تتعدى 5 مترات مدون على واجهتها من الخارج "عيادة الدكتور مشالي" وبابها مفتوح دائما للقادرين وغير القادرين.

توجهت «بلدنا اليوم» في زيارة لعيادة دكتور مشالي أو ما يطلقون عليه «طبيب الغلابة» لمراعاته للفقراء والمساكين من المرضى حيث أن الكشف في عيادته يبلغ 10 جنيهات فقط، أي لا يتعدى ثمن وجبه فطار الآن، لنجد العيادة مليئة بالمرضي من محافظة الغربية ومن غيرها من المحافظات.

فى أحد الغرف الصغيرة بالعيادة يجلس «طبيب الغلابة» رجل في العقد الثامن من عمره، وحوله عدد كبير من الكتب في جميع المجالات وعدد من الجرائد التي يرجع زمانها لسبعينيات القرن الماضي وأمامه ميكروسكوب قديم عمره يتعدى ال 50 عامًا وعدد لابأس به من الأدوات الطبية البدائية.

«تخرجت من كلية الطب بالقصر العيني عام 1976 وبعدها تم تعييني في الوحدات الريفية بالغربية، ثم ترقيتي لأكون مدير مستشفى بالأمراض المتواطنة في طنطا، ثم العمل بالمركز الطبي بشارع سعيد حتى أُحلت على المعاش في 2004 م ومن بداية عملي كطبيب أنشأت عيادة وكان الكشف ب 10 قروش وقتها» بهذه الكلمات يسترجع دكتور «مشالي» ذكرياته خلال رحلته العملية على مر 52 عام من الإجتهاد ومراعاة الفئات الكادحة.

ويتابع أنه من أسرة متوسطة الحال في مدينة طنطا يعمل والده في التربية والتعليم ووالدته ربة منزل وله 5 أشقاء يعملوا جميعا في مهن مختلفة متابعا أن والده دائم كان يوصيه هو وأشقائه بمراعاة الغلابة والفئات الكادحة قائلا لهم «التجارة مع الله دائما رابحة»

واستكمل حديثه قائلاً « تزوجت بعد تخرجي من الجامعة بعامين وأنجبت 3 أولاد جميعهم مهندسين يعمل كل منهم في مجاله أعيش مع زوجتي منزل متواضع ولا أملك الوقت لأي رفاهية فأخرج من منزلي في تمام الساعه الساعة 10 صباحا متوجها لعيادتي بجوار السيد البدوى حتى الساعه 10 مساءا وانطلق راكبا القطار ناحية عيادتي بقرية شبشير الحصة التي تبعد عن مدينة طنطا مسافة 5 كيلو مترات وأمكث فيها حتى الساعه الحادية عشر ومن ثم أتوجه لعيادتي بقرية محلة روح عائدًا منها إلى المنزل مستلقيا على الفراش لأعيد الكارة في اليوم التاني »

وخلف باب غرفة الكشف تقف «سعاد» 40عامًا، بصحبة ابنتها «سارة» التي جاءت بها من محافظة كفر الشيخ ليتابع حالتها التي لم تسجيب لعلاج أي من الأطباء التي زارتهم قائلة «عيالي مش بتيجي غير على كشف الدكتور مشالي ربنا يكرمه ويخليه للغلابة»

وتقف بجانبها «رانيا» 29 عامًا، جاءت من مدينة بسيون للكشف على طفلها الأول "آدم" الذي يعاني من ارتفاع مستمر في درجة الحرارة والقئ الدائم وانقطاعه عن تناول الطعام ولم تتحسن حالته إلا بعد اتباع إرشادات الطبيب مشالي الطبية ومتابعة حالته الصحية.