اليوم.. المسلمون يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج

الثلاثاء 02 ابريل 2019 | 02:02 مساءً
كتب : إيناس رأفت

تبدأ ليلة الاسراء والمعراج بعد صلاة المغرب اليوم الثلاثاء، الموافق 26 رجب لعام 1440 هجريا، وحتى فجر غداً الأربعاء 27 رجب، وهى ليلة الاحتفال بها جائز شرعاً، وفقا لفتوى صادرة من دار الافتاء ،ولكن بشرط عدم اشتمالها على محرم بل على القرآن والذكر والتذكير فقط .

قصة الاسراء والمعراج

الإسراء والمعراج، هي تلك الليلة التي أراد الله فيها أن يفرج الكرب عن نبيه محمد صلي الله عليه وسلم بعد وفاة زوجته خديجة وعمه أبو طالب في عام سمي بـ"عام الحزن" وخروجه لإيجاد ميدان جديد لدعوته في الطائف، ولكن سلط عليه سفهاء القوم الصبيان والغلمان ليرموه بالحجاره حتي تأذت قدمه صلي الله عليه وسلم وسألت منها الدماء .

فأراد الله أن يفرج الهم والحزن عن الرسول صلي الله عليه وسلم برحلة الإسراء من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي ببيت المقدس , وعروجه إلي السموات العلا , ورجعوه الي بيت المقدس ومكة المكرمة مرة أخري , في فترة قصيرة من الليل، وكانت هذه الرحلة مع أمين الوحي جبريل عليه السلام قال الله تعالى: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ) .

اختلاف العلماء حول عام حدوث الإسراء والمعراج

اختلف العلماء فى عام وقوعها، والراجح أنها حدثت قبل الهجرة فى السنة العاشرة من بعثته صلى الله عليه وآله وسلم، والإسراء هو المسير برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فى مدة قليلة لا تتجاوز جزءًا من الليل، بالرغم من أنها مسافة تستغرق أربعين ليلة؛ ولكنها قدرة الله تعالى على أن يطوي الزمان والمكان فهو خالقهما ، اما المعراج فأعقب رحلة الإسراء، حيث رحلة الانتقال من عالم الأرض والعروج إلى عالم السموات العلى، وكان كل ذلك في ليلة واحدة.

الاحتفال بالاسراء والمعراج جائز شرعا

والاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج فى شهر رجب جائز شرعًا ولا شيء فيه، ( على الرغم من الخلاف الذي وقع بين العلماء في تحديد وقت الإسراء والمعراج )، ما دام الاحتفال لم يشتمل على محرم بل على قرآن وذكر وتذكير؛ وذلك لعدم ورود النهي، كما أن الاحتفال بهذه الذكرى فيه تذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزة من معجزاته، وقد قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ ،فإن قيل: إن هذا أمر مُحدث، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) ، يكون الرد: نعم ولكن من أحدث فيه ما هو منه فليس بردٍّ، بل هو حسن مقبول، سيدنا بلال رضي الله تعالى عنه وأرضاه لم يتوضأ وضوءًا إلا وصلى بعده ركعتين، وهذا صحابي جليل يقول بعد الرفع من الركوع: «ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه»، وعلِم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وسمعه فبشَّرهما، بالرغم من أن الشرع لم يأمر بخصوص ذلك، وتلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى من الدين، وإيقاع هذه الأمور في أيِّ وقت من الأوقات ليس هناك ما يمنعه.

الامور المستحبة فعلها في هذا اليوم

قال الدكتور محمود شلبي - أمين الفتوى ومدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء المصرية - انه يستحب القيام بكل أعمال الخير والطاعات .

وتابع شلبي من خلال البث المباشر للدار عبر الصفحة الرسمية لها على فيسبوك رداً على سؤال يقول: "ما هى الأعمال المستحبة فى ليلة الإسراء والمعراج؟": يستحب قيام ليلها بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم، وكذلك إحياء نهارها ببر الوالدين وصلة الأرحام والتصدق في أبواب الخير المتعددة.

دعاء ليلة الاسراء والمعراج

من أفضل الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج الوارد عن النبي صلّ الله عليه وسلم “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري.. إن لم يكن بك غضب عليٌ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك، لا العتبى حتى ترضى، لا حول ولا قوة إلا بك”.

علي جمعة يوضح فضل ليلة الإسراء والمعراج

قال الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن الإسراء والمعراج أية فهي فوق المعجزة، لأن المعجزة يراها الناس ليؤمنوا، ولكن الإسراء والمعراج لم يراها أحد، فهى أية معجزة خارقة من خوارق العادات، مضيفًا أن المناسبات الدينية تأتي لتعليم المسلمين أمور متجددة عبر الزمان والمكان، موضحا أن الإسراء والمعراج من العلامات الفارقة في مسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم والتي يقف عندها الإنسان وتتجلى له معاني كل حين.

وتابع: “منها أن هناك فارق بين معجزة الرسول ومعجزة الرسالة، فمعجزة الرسول مرتبطة بالرسول ليراها الناس فيؤمنوا به وتنتهي بحياته على الأرض فهي زمنية شخصية، أما معجزة الرسالة مستمرة باقية”.

اقرأ أيضا