"دعا له الرسول".. عبد الله بن عباس "حبر الأمة وترجمان القرآن"

الخميس 16 مايو 2019 | 10:41 مساءً
كتب : مصطفى الخطيب

الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن وفقيهها هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عمّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو إمام التفسير للقرآن الكريم، كان رسول الله- صلوات الله عليه- دائم الدعاء له وكان يقول له "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، وقد قال عنه: "وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس".

ميلاده

ولد ابن عباس في بني هاشم قبل هجرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم بثلاث سنوات، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام دائم الدعاء لابن عباس بأن يملأه الله علماً ويجعله من عباده الصالحين، وعند وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان عمر ابن عباس لا يزيد عن خمسة عشرة سنة، وقد روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما يقارب 1660 حديثاً أثبت صحتها كل من البخاري ومسلم، فقد كان ملازماً للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث كان يُعدُّ للرسول ماء الوضوء إذا أراد أن يتوضأ، ويصلّي خلفه، ويصاحبه عند السفر، فأصبح مثل ظله.

علمه

كان ابن عباس غزير العلم، فكان لقبه (البحر)، لأنّه لم يكن يسكت عن أي سؤال يوجهه إليه، فإن كان الجواب في القرآن الكريم ذكره، وإن كان في السنة الشريفة أخبر به، وإن لك يكن فكان يجيب من سيرة الصحابة، فإن لم يجد كان يقدم رأيه، وعرف عنه أنه قام بتفسير سورة البقرة آيةً بآية حرفاً بحرف.

صفاته

تميّز ابن عباس بذاكرة قوية جداً وذكاء نافذ، كما كان بليغ الفطنة، وأفضل من يحاجج ويقنع خصمه بروعة المنطق ونفاذ حكمته، كما تميّز بقلبه الواعي وذهنه الصافي.

الأسباب التي أهّلته ليكون أكثر الصحابة تفسيرا لكتاب الله

- كان يتمتع بذاكرة قوية شديد المثابرة على طلب العلم.

- كان حريصا على التعلم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

- ولما توفى النبي صحب كبار الصحابة كعمر وأبي بن كعب وغيرهما حتى اكتمل علمه.

- كما كان وافر الأدب حافظا لأشعار العرب وأيامهم وآدابهم.

- كذلك اهتم بالعلم وتفرغ للتفسير والعلم زمنا كافيا حتى أخذ عنه تلامذته الكبار مثل مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم.

- وقد لاحظ عنه الإمام البخاري هذه المميزات فروى عنه كثيرا من التفسير وعن تلامذته.

أقوال الصحابة عنه

كان سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يحرص على مشورته، وكان يلقبه بـ"فتى الكهول"، وكان إذا ذكره قال: "ذاكم كهل الفتيان"، وكان يقول فيه: "إنه فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول".

وقال عنه ابن عمر- رضي الله عنهما-: "ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد".

وقد وصفه سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه: "ما رأيت أحدا أحضر فهما، ولا أكبر لبّا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما من ابن عباس".

وفاته

وتوفى الصحابي الجليل عبدالله بن عباس في عام 68هـ بالطائف، وكان عمره 71 عامًا.

اقرأ أيضا