بعد التهديدات الأخيرة.. "إيران" بين مخاطر الحرب وانتظار انتخابات أمريكا

الثلاثاء 28 مايو 2019 | 03:09 مساءً
كتب : مدحت بدران

في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر لها العام المقبل، فإن المشهد برمته في أمريكا يمر بمرحلة حساسة، فمنذ تولي ترامب منصب الرئيس وجلوسه على كرسي البيت الأبيض، وهو يضع إيران نصب عينيه، فهي الدولة التي تهدد أمنه، ويراها تمتلك العديد من الأوراق التي يمكن أن تسقط أمريكا في الهاوية، لذلك يحاول دائما أن يحجم طموحاتها بأي طريقة كانت.

ومن ناحية أخرى ننظر بعيداً على عرش البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة لنرى تعدد التيارات التي يمثلها أصحاب رؤوس الأموال والأحزاب المختلفة، والتي من الممكن أن يكون الصراع الأمريكى الإيرانى من أهم أطرافه نجاح أحد المرشحين فى الانتخابات القادمة، ويتقدم للانتخابات أسماء قوية مثل "هيلاري كلينتون, تولسي جابارد, جون ديلاني, كيرستن جيليبراند, جوليان كاسترو, إليزابيث وارن, شيرود براون" وغيرهم من المرشحين الأقوياء.

الانتخابات الأمريكية والسياسة الخارجية

وعلى ضوء ذلك قال الدكتور مصطفى صلاح , الباحث في العلاقات الدولية، أنه لاشك أن الحزب الديمقراطي الأمريكي لم يتوان عن مهاجمة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2017، في ظل الاختلافات الجذرية بينه وبين الحزب الجمهوري حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية، مثل التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وقضايا الهجرة واللاجئين، وجدار المكسيك، والتصريحات العنصرية، والدور الأمريكي والسياسة الخارجية الأمريكية في العديد من مناطق العالم.

وأشار "الباحث فى العلاقات الدولية" أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تأتى هذه المرة وسط صخب سياسي حاد وأن نتائج تلك الانتخابات ستحدد - إلى حد كبير- شكل المدة المتبقية من ولاية ترامب وكذلك المشهد السياسي القادم في الولايات المتحدة.

الحزب الديمقراطى وترامب

وعلى خلفية ذلك نجح الديمقراطيون في إلقاء الضوء على سياسات الإدارة الأمريكية الحالية، مثل تحقيقات روبرت مولر المحقق الخاص المكلف من قبل وزارة العدل الأمريكية للتحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في نوفمبر 2016، بيد أن هذه التحقيقات لم تثبت تورط روسيا في الانتخابات الأمريكية ولكنها انعكست بصورة سلبية كبيرة على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وامتدادا لسياسة الحزب الديمقراطي الهادفة إلى حصار الحزب الجمهوري وعدم تمكينه من الفوز بولاية ثانية تم الإعلان عن خوض العديد من المرشحين التابعين للحزب الانتخابات الأمريكية القادمة ولعل أبرزهم جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والذي وصلت حدة الخلافات بينه وبين ترامب إلى حد الاتهام المتبادل بينهما للسمات الشخصية حيث وصف بايدن ترامب بالمهرج بينما وصف ترامب بايدن بالنائم.

أقوى الشخصيات المرشحة

هناك العديد من الشخصيات التي أعلنت ترشحها والمحسوبة على الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الأمريكية الرئاسية القادمة قبل أن يتم اختيار مرشح للحزب منهم (بيرني ساندرز النائب المستقل عن ولاية فيرمونت ذو ال 77 عاما الذي اتهم الرئيس الأمريكي الحالي ترامب بأنه أخطر رئيس على الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها - جون هيكنولوبر ذو ال 67 عاما والحاكم السابق لولاية كولورادو - كوري بوكر السيناتور الأمريكي الأسود والذي رشحته المرشحة السابقة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية هيلاري كلينتون ليكون نائب لها،، ويطلق عليه الأمريكيين أوباما الثاني، والذي عمل مسبقا رئيسا لبلدية نيو آرك في ولاية نيو جيرسي - كمالا هاريس ذو ال 54 عاما والتي تطمح لأن تكون أول رئيسة أمريكية سوداء، وهي سيناتور عن ولاية كاليفورنيا- وغيرهم مثل جون هيكنولوبر الحاكم السابق لولاية كولورادو، وايمي كلوبوشار المدعية العامة السابقة، واليزابيث وورن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، كريستين جليراند السناتور عت ولاية نيويورك، جوليان كاسترو رئيس بلدة سان أنطونيو بتكساس والذي يطمح لأن يكون اول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية من أصول لاتينية.

الاستفادة خارجياً

ويمكن للرئيس الأمريكي الحالي الاستفادة من العديد من القضايا الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية لتوظيفها في تحقيق نجاحات على مستوى السياسة الداخلية خاصة في ظل حالة التوترات التي تشهدها المنطقة وانتعاش صادرات السلاح الأمريكية مما ينعكس بصورة كبيرة على معدلات النمو الاقتصادي الأمريكي في ظل التراجع الذي تشهده واشنطن في معدلات النمو، ومن ثم سيكون ذلك بمثابة حجر الأساس لمحاولة التغلب على المعضلات الداخلية ولكن من خلال الملفات الخارجية.

اقرأ أيضا