من هبة سليم إلى أسماء محفوظ.. قصة أشهر 5 جواسيس خانوا مصر

الاربعاء 29 مايو 2019 | 10:45 مساءً
كتب : مصطفى محمود

شهدت مصر على مدار تاريخها، العديد من حالات الجاسوسية، فدائمًا ما يحاول الأعداء زراعة الجواسيس والأعين لكي يتمكنوا من اختراق أمن مصر القومي، إلا أن هذه المحاولات دائماً ما تبوء بالفشل.

وفي التقرير التالي، نرصد أبرز الجواسيس الذين مروا بمصر عبر تاريخها الحديث، سبعينيات القرن الماضي، وحتى الآن.

هبة عبدالرحمن

تعتبر هبة عبدالرحمن سليم، من أحد أبرز الشخصيات التي برزت في عالم الجاسوسية، حيث لمع اسمها في السبعينيات، لم يكن يتجاوز عمرها الثلاثين لكنها صُنفت أخطر جاسوسة جندها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، لنقل معلومات عن الجيش المصري في الفترة ما بين حربي يونيو 1967 وحتى أكتوبر 1973.

ولم تكمل هبة حصولها شهادة الثانوية العامة في عام 1968 أي بعد "نكسة يونيو بعام واحد، إلا وألحت على أبيها من أجل السفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي هناك، وجمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود.

أعلنت هبة صراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة، وفي زيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة في "الكيبوتس" وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشًا آدمية كما يصورهم الإعلام العربي، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية.

وبمرور الوقت، وبعد لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم، استطاعت هبة أن تستخلص أن إسرائيل قوية جدًا وأقوى من كل العرب، وهذا ما جعلها تفكر في خدمة إسرائيل رافضة المال الذي قدموه لها، وبعد تجنيدها لم تكتفي فقط بتجنيدها، بل تعدته إلى المقدم مهندس صاعقة فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب سلاح الصاعقة، والذي قام بتسريب وثائق وخرائط عسكرية موضحًا عليها منصات الصواريخ "سام 6" المضادة للطائرات التي كانت القوات المسلحة تسعى ليل نهار لنصبها لحماية مصر من غارات العمق الإسرائيلية.

وتمكنت المخابرات المصرية في كشف أمر الضابط الخائن وتم القبض عليه، وفي التحقيق معه اعترف الضابط الخائن تفصيليًا بأن خطيبته جندته بعد قضاء ليلة حمراء معها، وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو. وفي سرية تامة قدم سريعًا للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رميًا بالرصاص.

وأخيراً، مثلت هبة أمام القضاء المصري ليصدُر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها.

عماد عبدالحليم

أدين عماد عبدالحليم إسماعيل في يوليو عام 1997، بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وحُكم عليه بخمسة وعشرين عامًا، بينما حُكم على شريكه عزام عزام بالسجن خمسة عشر عامًا مع الأشغال الشاقة. في عام 2004 وبعد الإفراج عن شريكه الجاسوس عزام عزام، قدم محامي عماد طلب التماس للإفراج عنه الذي أكد أنه يستهدف العفو الدستوري وليس القانوني، ولكن حتى الآن لم يتم إعلان العفو عنه.

محمد سيد صابر

الجاسوس محمد سيد صابر مهندس نووي مصري يعمل بهيئة الطاقة الذرية، أدين بتهمة التجسس لإسرائيل، حيث تم تجنيده من قِبل المخابرات الإسرائلية عام 2006 في هونج كونج.

تم تدريبه وتسليمه جهاز لاب توب مزود ببرامج تشفير وإخفاء للمعلومات، وأيضا هاتف محمول مزود بشريحة لإحدى شركات المحمول الأجنبية لاستخدامه في اتصال الطوارئ، وكاميرا ديجيتال.

أمد "صابر" إسرائيل بمعلومات ومستندات مهمة وسرية عن أنشطة هيئة الطاقة الذرية والمفاعلات النووية، وكلف بدس برنامج سري في أنظمة حواسيب الهيئة تتيح للمخابرات الإسرائيلية الإطلاع على جميع المعلومات المخزنة في هيئة الطاقة الذرية. تم القبض عليه فور وصوله مطار القاهرة الدولي في 18 فبراير 2007، وأدين بتهمة التجسس لإسرائيل وحكم عليه في 25 يونيو 2007 بالسجن 25 عاما وغرامة سبعة عشر ألف دولار أمريكي وعزله من وظيفته.

طارق عبدالعزيز

اُتهم طارق عبدالعزيز بالتجسس لصالح إسرائيل وشهرته جاسوس الفخ الهندي، وتم القبض عليه في أغسطس 2010، حيث سافر إلى الصين لمدة 4 سنوات متواصلة للحصول على شهادة تدريب في رياضة الكونغ فو، وعاد إلى مصر وعمل مدرب كونغ فو بأحد الأندية غير أنه لم يستقر وسافر إلى الصين لمروره بظروف مادية صعبة، وأثناء وجوده هناك بادر من تلقاء نفسه فى بداية عام 2007 بالاتصال لموقع ويب لجهاز المخابرات الإسرائيلية وأرسل أنه مصرى ومقيم في دولة الصين ويبحث عن فرصة عمل وسجل بياناته.

إلا أن السلطات المصرية ألقت القبض عليه وكشفت تحريات أمن الدولة أن طارق تلقى في شهر أغسطس 2007 اتصالا هاتفيًا من أحد عناصر المخابرات الإسرائيلية، واتفقا على اللقاء في الهند وفي مقر السفارة الإسرائيلية تم استجوابه عن أسباب طلبه للعمل مع جهاز الموساد وسلمه الضابط الإسرائيلي مبلغ 1500 دولار مصاريف انتقالاته وإقامته وسافر طارق إلى تايلاند حيث تم تدريبه هناك على أساليب جمع المعلومات بالطرق السرية.

وتسلم جهاز حاسب آلى محمول مجهزًا ببرنامج آلى مشفر يستخدم كأداة للتخابر والتراسل السري كما تسلم حقيبة يد للحاسب الآلي تحتوي على وسيلة إخفاء مستندات ونقود وتسلم أيضًا جهاز تليفون محمولًا به شريحة تابعة لشركة في هونغ كونغ، وصدر ضده حكم بالسجن المؤبد 25 عامًا.

أسماء محفوظ

في العام 2011 وتزامنا مع ثورة 25 يناير، قامت الجاسوسة أو العميله أسماء محفوظ المنتحلة لصفه الجنسية المصرية، والتى تدعى كذبا وبهتانا أنها وطنية ولكنها لا تعرف شيئا عن أى مبادى وطنية حقيقة، قامت بدورها الخبيث والقذر التى وظفت من أجله من قبل امريكا.

وفي العام 2013، تم احالة بلاغ للنائب العام المستشار هشام بركات ضد اسماء محفوظ الناشطة السياسية يتهمها بالتخابر مع جهات أجنبية والتحقيق في مصادر أموالها وثراءها الفاحش ووضعها علي قوائم الممنوعين من السفر حتى انتهاء التحقيقات .

وفي 2018، تقدم سمير صبري المحامي ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا ضد أسماء محفوظ وذلك لحصولها على جائزة العالم سخاروف.

وقال فى بلاغه: تحت عنوان قبض الأموال من أجل خيانة الوطن، إنه بدون مقدمات تم إعطاء أسماء محفوظ جائزة العالم اليهودي سخاروف وهي تبلغ خمسين ألف يورو ولكننا لا نعرف ما هو مقابل تلك الجائزة هل هو التمويل أم أجر أم مكافأة أم مقابل خدمات معينة وما هو الداعي كي يتم إعطاء تلك الجائزة من دولة معادية وهي دولة الاحتلال الصهيوني ولكن الإجابة بكل بساطة هي أنها قبضت ذلك المبلغ وقبلت تلك الجائزة مقابل خيانة هذا الوطن والدلائل في ذلك عدة.

اقرأ أيضا