بسبب العجز بالمستشفيات.. هل تخريج دفعات استثنائية من الأطباء سيُنهي الأزمة؟

الثلاثاء 04 يونية 2019 | 03:24 مساءً
كتب : سهام يحيى

تعاني مستشفيات وزارة الصحة من نقص أعداد الأطباء، وهي الأزمة التي ظهرت بوضوح مؤخرًا، نتيجة تقدم عدد كبير من الأطباء باستقالتهم من وزارة الصحة، نظرًا لقلة الأجور، وحملات التعدي عليهم، كما أن عدد كبير منهم غير مؤمن عليه، وتسبب ذلك في وجود عجز كبير في الأطباء بالوحدات الصحية بالمحافظات.

مقترحات حل أزمة العجز

لحل أزمة العجز كان هناك عدة مقترحات منها، إعلان وزيرة الصحة عن التعاقد مع ألف طبيب، لسد العجز مع الاستعانة بالأطباء المحالين على المعاش لحل أزمة نقص الأطباء، تلك المحاولة التي باتت بالفشل، وهو ما جعل الوزارة تتراجع عنها.

مقترح جديد لرئيس الوزراء

وفي بادرة جديدة، لحل مشاكل نقص الأطباء بالمستشفيات، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماع أمس عن دراسة تخريج دفعات استثنائية من خريجي كليات الطب، في ظل العجز الشديد الذي نواجهه حالياً في أعداد الأطباء، وكذا زيادة أعداد الطلاب المقبولين بكليات الطب، والتوسع في إنشاء كليات طب بشري جديدة حكومية أو خاصة أو أهلية، وضرورة العمل على أن يزيد عدد الطلاب الذين يتم قبولهم بكليات العلاج الطبيعي بالجامعات الحكومية والخاصة على الأقل لمدة 10 سنوات.

قرار رئيس الوزراء أمس بتخريج دفعات استثنائية من خريجي كليات الطب، والتوسع في إنشاء كليات طب جديدة، أثار استياء الأطباء وأعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب، فرفض الدكتور إيهاب الطاهر عضو مجلس نقابة الأطباء، المقترح ، مشيرًا إلى أن الأمر سيوثر سلبيًا على صحة المواطن المصري.

وأضاف عضو المجلس لـ"بلدنا اليوم"، أن الطب له نظام دراسي دقيق على مستوى العالم وبالتالي لا يوجد ما يسمى بالدفعة الاستثنائية، مشيرا إلى أنه إذا كان المقصود، زيادة أعداد المقبولين في كليات الطب، فلن يتم حل العجز.

وأوضح " طاهر" أنه إذا استمرت نفس أحوال الأطباء المتردية والمنظومة الصحية المتهاوية فسوف يلحق الأطباء الجدد بمن سبقوهم للخارج، ولن يتم حل المشكلة، مؤكدًا أن ما يحدث الآن هو محاولة غسيل أيدي الحكومة من التسبب في انهيار المنظومة الصحية لرفضها زيادة موازنة الصحة ورفع أجور الأطباء وتحسين بيئة العمل.

تخريب لمهنة الطب

وصفت الدكتور منى مينا عضو مجلس نقابة الأطباء القرار بأنه "تخريب" كامل لمهنة الطب، مؤكدا أن المسئولين أجبروا الأطباء على الهروب، بكل طرق الاضطهاد المادي والمعنوي، وتركوهم فريسة للعدوى وللاعتداءات اليومية، والتعسف وحملات التشهير الإعلامي المسمومة، حتى أصبح الطلبة يدرسون المعادلات التي تمكنهم من السفر للخارج بدءا من السنة الثالثة في الكلية.

أضافت "مينا" ، أنه بدلًا من حل أسباب هروب الأطباء، قرروا ايجاد حل يضرب المهنة كلها في مقتل، وقرروا تخريج "دفعات استثنائية"، وفتح المزيد من كليات الطب الحكومية والخاصة، وحتى إن لم يكن للكلية مستشفى جامعي للتعليم والتدريب كما يشترط القانون، وهناك توجيه لفتح مستشفيات وزارة الصحة أمام طلبة كليات الطب الخاصة للتدريب"،

وأشارت عضو المجلس أن هذا الحل لا يمكن أن يكون مقبولًا بالنسبة للطب ودراسته التي تحتاج إلى دراسة إكلينيكية متخصصة، تحتاج إلى وقت كافي وهو المدة المحددة والمتعارف عليها، كما أن مستشفيات وزارة الصحة هي لخدمة المواطن الذي يحتاج لخدماتها، وغير مقبول أن يتم تشغيلها لخدمة كليات طب خاصة تدر على مالكيها الملايين، ويجب هنا أن نذكر الجميع بقانون الجامعات الخاصة التي توجب أن يكون لكلية الطب مستشفاها الجامعي المملوك لها قبل بدء الدراسة".

توزيع الأطباء بالمحافظات

ويؤكد الدكتور محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق في الدواء، إن هجرة الأطباء وإغلاق عياداتهم بدأت بسبب تدني الرواتب وبدل العدوي والمميزات وقله إمكانيات المستشفيات التي تجعلهم في مواجهه المرضي

وأضاف "فؤاد" أن الحل ليس في زيادة الكليات الخاصة، ولكن يجب دراسة سوء توزيع الأطباء علي المحافظات لأن بها فساد كبير .

وأضاف أن هناك فشل داخل وزارة الصحه في طرح أي سياسات أو خطط مستقبليه للتعامل مع كيفيه جذب الأطباء مثل رفع سن المعاش

سياسة الصحة في التعامل مع الأطباء

قال النائب محمود أبو الخير، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن استقالة الأطباء سببها سياسة وزارة الصحة في التعامل معهم، فضلًا عن عدم زيادة المرتبات، وعدم تحديد الحد الأدنى لأجور الأطباء حتى الآن، وفي الوقت ذاته تتعاقد الوزارة مع الأطباء المستقيلين بمبلغ يتعدى 7 آلاف جنيه، مما يؤدي إلى استقالة عدد كبير من الأطباء ثم بعد ذلك يتعاقدوا مع الوزارة بمرتبات مرتفعة، مشيرًا إلى الحل يتمثل في رفع أجور الأطباء حتى لا يستقيل أحد منهم، معلنًا أن 4200 طبيب تقدموا باستقالتهم في العام الماضي.

وأوضح عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب لـ"بلدنا اليوم"، أن سياسة وزارة الصحة في التعامل مع الأطباء خاطئة، وأن لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، ستتقدم بطلب إحاطة لوزارة الصحة لبحث أزمة نقص الأطباء وزيادة أجورهم.

وطالب "أبو الخير"، وزارة الصحة برفع أجور الأطباء، بالإضافة إلى متابعة الأطباء، كما طالب وزارة الصحة بعدم فتح العيادات الخاصة في الفترة الصباحية بسبب وجود الطبيب في المستشفيات الحكومية.

القرار سيحل اللأزمة

قال النائب سامي المشد، أمين سر لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن قرار رئيس الوزراء بدراسة تخريج دفعات استثنائية من خريجي كليات الطب، في ظل العجز الشديد الذي نواجهه حالياً في أعداد الأطباء، وكذا زيادة أعداد الطلاب المقبولين بكليات الطب سيعمل على حل اللأزمة ، لوجود نقص كبير في أعداد الأطباء في الوحدات الصحية بجميع محافظات الجمهورية.

وأضاف المشد لـ "بلدنا اليوم" إلى أنه من المفترض زيادة أعداد كليات الطب في مصر، لتخريج أعداد كبيرة من الأطباء لسد العجز بالوحدات الصحية، مؤكدًا أن عدد خريجين كليات الطب ليس كافيًا لاحتياجات المستشفيات.

وأرجع النائب سامي المشد، استقالة الأطباء، إلى قلة المرتبات التي يتقاضونها من وزارة الصحة، بالإضافة إلى أنهم يرون أن بسفرهم للخارج يحصلون على أموال كثيرة ومعاملة طيبة، فضلًا عن أنهم يجدون فرصًا أفضل في القطاع الخاص.

وتابع أمين سر لجنة الصحة، أن لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، ستتابع مشكلة نقص الأطباء مع وزارة الصحة، ومحاولة إيجاد حلول بديلة لسد العجز.

اقرأ أيضا