"الحبة القاتلة".. لماذا يلجأ المراهقون للانتحار باستخدامها؟

الاحد 16 يونية 2019 | 09:54 مساءً
كتب : محمود صلاح

"الحبة القاتلة" أو "حبوب حفظ الغلال"، كانت كلمة السر في العديد من حالات الانتحار التي شهدتها محافظات الجمهورية خلال الفترة الماضية، خاصة بين أوساط المراهقين من الشباب والفتيات، هربًا من الواقع الذي يحيط بها.

وتسببت هذه الحبوب في خلق حالة من الفوضى والجدل الواسع، بين صفوف المواطنين في شتى المحافظات، خاصة أن معظم المنازل الريفية لا تخلو من مثل هذه الحبوب التي يستخدمونها في حفظ الغلال.

أبو النمرس

آخر الحالات الانتحارية التي شهدتها المحروسة بهذه الوسيلة، كانت اليوم، في منطقة أبو النمرس بالجيزة، والتي راح ضحيتها شاب في العقد الثالث من العمر، وهو مجند بمركز شرطة المنطقة ذاتها، بعد تناوله الأقراص السامة، إثر مروره بحالة نفسية، بحسب ما ذكرت التحريات الأولية.

البحيرة

لم تكن حادثة اليوم، هي الفريدة من نوعها في بهذه الطريقة، بل هناك العديد غيرها، حيث شهدت مدينة كفر الدوار بالبحيرة حادثا مأساويًا بأقدام 3 فتيات من أسرة واحدة على الانتحار بتناول أقراص حفظ الغلال السامة، وذلك بعد تعرضهن لظروف نفسية سيئة بسبب الخلافات الأسرية ما دفعهن إلى التخلص من حياتهن بهذه الصورة.

وكان اللواء مجدى القمرى مدير أمن البحيرة قد تلقى إخطارًا من اللواء محمد هندى مدير المباحث الجنائية بالواقعة، وبالفحص تبين ورود بلاغ من مستشفى كفر الدوار العام بوصول "إ.م.ف" 17 سنة طالبة و"د.س.ع" 15 سنة بنت خالة الأولى جثتين هامدتين لتناولهما حبوب حفظ الغلال السامة ما أدى إلى مصرعهما فى الحال .

كما ورد بلاغ من مستشفى كفر الدوار بوصول "أ.م.ف" 12 سنة طالبة شقيقة الضحية الأولى جثة هامدة لتناولها حبوب سامة لحفظ الغلال، ما أدى إلى مصرعها فى الحال حزنا على وفاة شقيقتها وابنة خالتها، وتم نقل جثث الفتيات الثلاثة إلى مشرحة مستشفى كفر الدوار تمهيدا للتصريح بدفنهما.

"ربة منزل"

ولم تكن تلك أول حالة انتحار بواسطة "حبوب الغلال القاتلة"، ففي يناير الماضي، انتحرت ربة منزل بمركز إيتاي البارود في البحيرة، بتناول حبوب حفظ الغلال السامة لمرورها بحالة نفسية سيئة بسبب خلافات أسرية، فيما استخدم سائق توك توك بقرية نكلا العنب التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة تلك الحبوب بديسمبر الماضي، نظرًا لمروره بحالة نفسية سيئة.

تمراز: هناك تشريعات بشأن الحبوب القاتلة

قال النائب رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة في البرلمان، إنه يجب الحذر الشديد في استخدام هذه الحبوب السامة، لأنها تعتبر سلاحًا ذو حدين، قد تؤدي إلى المنفعة والقتل في أنٍ واحد إذا أخطأ أحدًا في استخدمها.

وأكد تمراز في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن هناك بعض التشريعات حول هذه الموضوع "حبوب القمح"، من جانب الإدارة الزراعية، والتي تحض المواطنين على الحرص من استخدمها، وشراءها من أجل المطلوب فحسب، مضيفًا أن لجنة الزراعة في البرلمان حذرت المراكز من البيع المباشر للمواطنين.

وأشار تمراز أنه من يجب أن يستخدم هذه الحبوب، هم من يبلغون سن الأربعين، وتكرر الإدارة فيما من له الحق في الحصول على الحبوب السامة، بحسب مساحة الأراضي الزراعية التي يمتلكها المواطن.

رحاب علي: الانتحار يحدث بسبب الضغوطات النفسية

وفي هذا الصدد قالت الدكتورة "رحاب علي" أستاذة الطب النفسي، إن أسباب لجوء بعض المواطنين للانتحار عن طريق الأقراص السامة، تأتي في مقدمتها الأسباب النفسية الاجتماعية وتكون الأسباب النفسية داخلية وخاصة به، ومن الممكن أن تكون عدم تحمله للمكان الذي يقيم به، وأيضًا بعض الأشخاص لديهم ضعف ديني يدفعهم لذلك.

وأكدت إلى أن الضغط النفسي لدى الأشخاص يولد الأفعال الحاد والعصبية والتوتر، ولا يتحكم الشخص في ردود أفعاله التي قد تصل في النهاية إلى الموت.

وأضافت أن الحياة الاجتماعية تؤثر على حياة الأفراد، من حيث المعاملة مع العائلة، والخلافات الأسرية، التي تقع بين أفراد الأسرة، مشيرة إلى أن الأعراض النفسية التي يتعرض لها الشخص هي حالة من التوحد والتوتر ومن اللازم تفريغ تلك الضغوطات في أشياء أخرى قد تكون في ممارسة الألعاب الرياضية، ومن الممكن معالجة هذه الظاهرة عن طريق "الوقاية العامة" ولكنها تحتاج إلى بعض الوقت لتحقيق المعالجة وتتم من بداية التنشأة عن طريق التربية الصالحة و"الإحلال والتبديل"، ومع اجتهاد الآباء والأمهات في التعريف بالطريقة المثلى التي تضمن السير في الاتجاه الصحيح في تربية أولادهم.