بعد مرور 24 عامًا.. تفاصيل جديدة تكشف المتورطين وراء محاولة اغتيال "مبارك"

الاربعاء 26 يونية 2019 | 03:05 مساءً
كتب : سارة محمود

كان يسير بسيارته في شوارع أديس أبابا بأثيوبيا، لحضور القمة الأفريقية بالعاصمة الأثيوبية، ولكنه فوجئ بإطلاق الرصاص عليه، إلا أن وعي حرسه الخاص أنقذه من الموت، وبالرغم من مرور 24 عامًا، وبالتزامن مع ذكرى محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إلا أن أسرار تلك الواقعة المثيرة لا زالت تنكشف يومًا بعد الآخر.

تفاصيل المحاولة

الواقعة تعود تفاصيلها عند مشاركة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في القمة الأفريقية بالعاصمة الأثيوبية، وأثناء سيره تعرض موكبه لعملية استهداف من قبل 10 مسلحين، ولكن حديث "مبارك" بعد الحادث أثار الجدال خاصة وأن به العديد من التلميحات، والذي تؤكد بأن محاولة اغتياله قد يكون وراءها النظام السوداني، وبالرغم من ذلك إلا أنه لم يتم الجزم بها بشكل قاطع ولكن أصابع الاتهام أشارت إلى جماعة الجهاد الإسلامية، بالتورط في الواقعة والتخطيط لها عن طريق عدد من قيادات على رأسهم زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن.

والذى كان يحتضنهم في هذا التوقيت الرئيس السوداني عمر البشير، وذلك بالتعاون مع الجماعة الإسلامية في مصر التي راودتها فكرة استهداف الرئيس على مدار 14 عاما، وذلك خلال فترة توليه حكم البلاد.

وبالرغم من أنه في ذلك الوقت كان هناك اتفاق مبدئي بأن الجماعة الإسلامية هى المتورطة في الحاث، خاصة وأنها أعلنت منذ اللحظات الأولى عن مسؤليتها الكامله للحادث.

وبعد مرور كل هذه السنوات، طل علينا الدكتور حسن الترابي، مؤخرًا ليؤكد بأنه لم يكن هو والرئيس السوداني عمر البشير يعلمان بالأمر، مؤكدًا أنه علم بمحاولة اغتيال مبارك في نفس اليوم الذى أخفقت فيه، بعد إبلاغه من قبل نائبه على عثمان محمد طه "بشكل مباشر" عن تورطه في العملية بمعاونة جهاز الأمن العام الذى يترأسه حينها نافع على نافع.

الترابي وقطر

وفي حين لم تكن خيوط العلاقة بين الترابي وقطر واضحة بشدة، ولكنها كانت شديدة الايضاح بشأن الزعيم السوداني السابق وعلاقته بتنظيم القاعدة، خاصة وأن "الترابي هو من آوى زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومتطرفين آخرين من دول عربية، حتى إخراجهم من السودان ضمن اتفاق مع الولايات المتحدة والغرب.

وقضى الاتفاق تخفيف القيود على النظام السوداني مقابل إخراج الإرهابيين الذين كان نظام الترابي يوفر لهم المأوى، وهو ما تطالب به دول عربية قطر في الوقت الراهن.

والرابط بين بن لادن وعملية اغتيال مبارك الفاشلة تكشف للمرة الأولى في إحدى قضايا تمويل الإرهاب في محكمة بولاية إلينوي الأميركية عام 2003، وذلك حينما أقر المتهم الرئيسي بأنه مذنب بالتآمر وتمويل الإرهاب.

والمتهم هو إنعام أرناؤوط (أميركي من أصول سورية يتحدر من مدينة حماة التي كانت تعد معقلا لإخوان سوريا)، كان يعمل ضمن مؤسسة البترجي الخيرية، التي أوقفت السعودية نشاطها عام 1993 بعد تحقيقات أثبتت تمويلها الإرهاب.

وفي إحدى صفحات القضية، يقدم الادعاء الأدلة التي تدعم اعتراف أرناؤوط من خلال تمويل تنظيم القاعدة وعملياته الإرهابية عبر منظمات مسجلة على أنها خيرية، بينها مؤسسة قطر الخيرية.

وتقول أدلة الادعاء الأميركي، في الصفحة 25 من ملف الادعاء:

"في 1995، بعد محاولة فاشلة لعناصر القاعدة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس ابابا بإثيوبيا، وجه بن لادن اللوم لعضو القاعدة (محل الاتهام في الدعوى المشار إليه سلفا) من استخدام أموال وردت عبر منظمة قطر الخيرية في العملية، وأنه قلق من أن قدرة القاعدة على استخدام تمويل الجمعيات الخيرية قد يتأثر سلبا نتيجة ذلك".

وربما يكشف البحث والتنقيب في ملفات قضايا تمويل الإرهاب الكثيرة، في الولايات المتحدة وغيرها، عن اسم قطر في أكثر من قضية مما هو معروف الآن.

قطر

اقرأ أيضا