حكم الاستعجال في الصلاة

الخميس 27 يونية 2019 | 05:24 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

ورد سؤال للدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو كبار هيئة العلماء، مضمونه "أشعر أني أسرع في صلاتي وأشعر بالتقصير فماذا أفعل؟".

وأجاب "جمعة"، خلال لقائه ببرنامج "الله أعلم" المذاع عبر فضائية "سي بي سي"، إنه يجب على المصلي أن لا يتعجل في الركوع ولا في السجود ولا في الجلسة بين السجدتين ولا في وقوفه بعد الركوع، بل يتأنى ويطمئن، هذا هو الواجب عليه، الطمأنينة فرض لابد منه، والنقر للصلاة والعجلة فيها تبطلها، وعليه أن يطمئن في ركوعه ولا يعجل، يقول: سبحان ربي العظيم ويكررها ثلاثًا أو أكثر، ويقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، وإذا رفع من الركوع يطمئن وهو واقف يقول: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد هذا هو الأفضل له.

وأشار إلى أن الطمأنينة فلابد منها، ولابد أن يركد وهو قائم ولابد من الركود والاعتدال وعدم العجلة، ويقول في ذلك: "ربنا ولك الحمد" هذا واجب، هذا القول: ربنا ولك الحمد أمر واجب على الصحيح، وإذا كمل ذلك فقال: حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد يكون هذا أكمل وأفضل، وقد جاء عنه ﷺ زيادة في هذا: أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد وهذا من الكمال.

وتابع: وهكذا في السجود لا يعجل، إذا سجد يسجد على الأعضاء السبعة: جبهته، وأنفه، وكفيه، وركبتيه، وأطراف قدميه، ويطمئن ولا يعجل حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ويقول: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ويدعو بما تيسر ولا يعجل. وكان النبي ﷺ يدعو في سجوده ويقول: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره فهذا دعاء مشروع، وقال عليه الصلاة والسلام: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء وقال: أما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم.

وأضاف أنه ينبغي للمؤمن في سجوده أن لا يعجل بل يجب عليه الطمأنينة والركود وهذا ركن من أركان الصلاة لا بد منه، ومع ذلك يشرع له أن يزيد في الطمأنينة وأن لا يعجل وأن يدعو في سجوده ويكرر سبحان ربي الأعلى والواجب مرة سبحان ربي الأعلى لكن إذا كرر ذلك ثلاثًا أو خمسًا كان أفضل أو سبعًا، والحاصل في هذا كله أن الواجب الطمأنينة وعدم العجلة، وبين السجدتين يطمئن أيضًا ولا يعجل ويعتدل بين السجدتين حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ويقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، ربِ اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني كل هذا جاء عن النبي ﷺ.

وأكد أنه يجب على المسلم أن يتأسى بنبيه ﷺ ويعمل كعمله عليه الصلاة والسلام ولا يعجل في هذه الأمور، فإن الصلاة هي عمود الإسلام، الصلاة أمرها عظيم وهي عمود الإسلام والطمأنينة فيها والركود أمر مفترض وركن من أركانها، فنوصي السائل أن يعتني بهذا الأمر وأن يخاف الله ويراقبه وأن يكمل صلاته بالطمأنينة وعدم العجلة، وهكذا قراءته يطمئن فيها ولا يعجل ويركد ويرتل حتى يقرأ قراءة واضحة يعقلها ويتدبرها ويستفيد منها.

اقرأ أيضا