بعد الانتهاكات.. استراتيجية التنصل الإيرانية لــ تضليل الرأي العام

السبت 20 يوليو 2019 | 09:29 مساءً
كتب : أحمد نادي

تواجه إيران التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج، بإطلاق التصريحات البعيدة تماما عن المنطق، محاولة بذلك تضليل الرأي العام بإخفاء الهدف الحقيقي وراء سلوكها، الذي يزعزع استقرار المنطقة ويهدد أمن الملاحة البحرية، ويرى مراقبون أن الأمر يندر في إطار استراتيجية التنصل والإنكار التي تتبعها طهران.

وشهد مضيق هرمز وخليج عُمان، خلال الأشهر الأخيرة، عددا من مغامرات إيران التي هددت حركة الملاحة البحرية، وخصوصا ناقلات النفط، الأمر الذي استدعى إدانات دولية، ودعوات للعمل من أجل وقف هذه الاعتداءات.

وتنوعت هذه الاعتداءات بين اعتراض سبيل ناقلات النفط، ومحاولة جر عدد منها عنوة إلى المياه الإيرانية، وآخرها احتجاز ناقلة نفط بريطانية، الجمعة، فضلا عن تأكيد واشنطن أن لديها أدلة كافية على تورط إيران في هجمات بالمتفجرات، طالت ناقلات نفط في خليج عُمان.

كيف تبرر إيران كل هذه الاعتداءات والانتهاكات؟

وفيما يتعلق بالحادثة الأخيرة، أي احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو"، الجمعة، أكدت طهران، أنها احتجزتها في مضيق هرمز ثم سحبتها نحو ميناء بندر عباس، وذلك إثر "تورطها في حادث اصطدام بقارب صيد إيراني".

وذكر مدير عام الموانئ والملاحة البحرية في هرمز، كان الله مراد عفيفي بور، أن "خبراء من إدارة الموانئ والملاحة البحرية في هرمز، بدأوا التحقيق اليوم بشأن أسباب الحادث، وفقاً لـ "فرانس برس".

وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" تفاصيل أخرى، قالت فيها إنه بعد الاصطدام اتصل طاقم قارب الصيد بالناقلة ولكن لم يتلق رد منها، وبحسب القوانين اتصلت السفينة بدائرة الموانئ في هرمز .

ومن جانبه، أعلن الحرس الثوري، الجيش الموازي في إيران، والجهة التي احتجزت الناقلة البريطانية، الجمعة، أنه أقدم على ذلك، لأن الناقلة لم تلتزم بقوانين الملاحة.

حافة الهاوية

من المؤكد أن هناك استراتيجية إيرانية، قائمة على التنصل من الأعمال الإرهابية التي تقوم بها.

وصرح مرشد النظام الإيراني، علي خامنئي، قبل أيام، أن بريطانيا ستدفع الثمن نتيجة احتجاز ناقلة لها في مضيق جبل طارق، ما يوضح أن الإيرانيين يتبعون استراتيجية "حافة الهاوية".

وربما يندرج في ذلك إطار تفعيل سياسة "حافة الهاوية" الإيرانية، في محاولة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، لكنه وفق القانون الدولي يعتبر "قرصنة وأعمال إرهاب".

إسقاط طائرة إيرانية مسيرة فوق مضيق هرمز

وبعدما أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، إسقاط طائرة إيرانية مسيرة فوق مضيق هرمز بعد اقترابها من بارجة أميركية، سارعت طهران بالنفي وقالت على لسان نائب وزير خارجيتها، في تصريح مثير للدهشة، إن الولايات المتحدة قد أسقطت واحدة من طائراتها المسيرة عن طريق الخطأ".

ومنذ مطلع مايو الماضي، ارتفع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعد أن اكتشفت الأخيرة أن طهران تعد العدة لشن هجمات بواسطة صواريخ على مصالح أميركية في الخليج، هذا إلى جانب وقوع هجمات أو محاولات هجوم على ناقلات نفط في خليج عُمان ومضيق هرمز، أكدت واشنطن أن طهران تقف وراءها.

وبلغ التوتر ذروته مع إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة فوق المياه الدولية في يونيو الماضي، وكادت الولايات المتحدة توجه ضربة عسكرية إلى إيران، لكن ترامب تراجع في اللحظة الأخيرة.

اقرأ أيضا