أول مصري في الحزب الاشتراكي الألماني: "الإسلاموفوبيا" أهم الملفات التي أباشرها

السبت 10 اغسطس 2019 | 09:52 مساءً
كتب : مروة الفخرانى

كانت رحلة هجرته إلى ألمانيا محفوفة بالمخاطر، من اختلاف ثقافات وعدم اتقان اللغة وصولاً إلى العمل الشاق من أجل إثبات الذات، هكذا وصف حسين خضر، عضو الأمانة العامة للاندماج، بالحزب الاشتراكي الألماني، وهو أول مصري يتبوأ هذا المنصب، بألمانيا.

يتذكّر خضر، خطواته الأولى في عالم السياسية: "شغفي بها بدأ منذ أن كنت طالبًا بالمدرسة، فقد كنت مشارك بفرق الكشافة، بعد ذلك تغير نشاطي السياسي في المرحلة الجامعية حيث كنت عضو بمنتخب الجوالة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وعضو بأحد الأسر الجامعية وكنا دائما ننظم محاكمات للهيئات السياسية داخل الجامعة مثل محاكة للبرلمان المصري و محاكاة لجامعة الدول العربية و العديد من المنظمات الأخرى".

كان الاهتمام بالتثقيف والوعي إلى جانب العمل التطوعي، أحد روافد خضر، في السياسة، وأساليبه التي استخدمها خلال رحلة اندماجه في ألمانيا، خلال 24 عام، حيث خرج من مصر فاقدًا للأمل بعد تولي جماعة الإخوان سدّة الحكم، "غادرت بعد ثورة يناير وشعرت في هذا الوقت بفقدان كبير للأمل في وقوف مصر على أرجلها مرة أخري، فنحن نعلم أن الجماعة كانت مدربة وممولة من الخارج وتأكدنا من استيلائها على مصر، وحلمنا يُسرق وينحرف عن مساره، واستمر شعوري بالإحباط لأن هذا النظام الإرهابي كان ينقل صورة مصر بالخارج عبر السوشيال ميديا بمظهر لا يليق بنا".

حسين خضر

مازال خضر، يتذكرالانطباع الأول بعد وصوله إلى شرق ويستفاليا، قادم من القاهرة، فقد كانت عملية التعايش و الاندماج في مجتمع لا يعرف عاداته وتقاليده ولا حتى لغته، أصعب ما واجهه خضر، وشكّل عنده تحدي من نوع خاص "درست اللغة و استطعت اجتياز امتحان الدولة للترجمة والذي مكنني من أن أصبح مترجم محلف معتمد بوزارة العدل، ثم درست في مجال "الأي تي"، وحاليًا أقوم بدراسة القانون، ولدي مكتب ترجمة وأعمل أيضًا استشاري في مفوضية الصليب الأحمر بألمانيا فرع هيرفورد، للتأهيل النفسي للمهاجرين غير الشرعيين، وأعمل كمؤسس لجنة المهاجرين والتنوع بولاية براندنبورغ".

ويرى خضر، أن العمل التطوعي في مصر يفتقر إلى التنظيم، "لابد من تثقيف المواطن بفكرة إفادة الغير دون إنتظار مقابل، ففي كل الدول المتقدمة نجد المواطن شريك الدولة في تحمل المسؤولية وذلك عن طريق القيام بالأعمال التطوعية، فهناك حوالي 31 مليون ألماني، يقومون بتدريب الأطفال في النوادي الرياضية، ورعاية المسنين والمرضى وتزيين القرى، كأفراد بشاركون في تنمية المجتمع".

وبما أن السياسة تجري في دمه، لم يتوقف عن محاولات الاشتراك في أحد الأحزاب المؤثرة في ألمانيا، "مشوار عملي في الحزب كان صعبًا للغاية بدأ بالتصميم على العمل السياسي، فقمت بحضور العديد من الاجتماعات داخل الأحزاب المختلفة ولكن رأيت ان الحزب الاشتراكي الألماني، كأكبر حزب متوافقًا معي فكريًا وقررت الدخول إليه"، بحسبه في حديثه لـ"بلدنا اليوم".

حسين خضر

كان أول أجنبي وعربي يخوض دخول الحزب الاشتراكي بدائرته، ولذا لم يكن طريق البداية مفروش بالورود، وخلال 4 سنوات حقّق ما لم يكن في الحسبان، "قابلت العديد من العداوات والأشخاص الذين حاولوا منعي من الوصول إلى منصب داخل الحزب، ولكني كنت مؤمن بفكرة أن المجهود الكبير يجب أن يكلل بالنجاح، واستطعت إثبات نفسي واكتساب ثقتهم، من بين نصف مليون عضوا داخل الحزب، فشعرت بفخر كوني أول مصري استطعت الوصول منصب نائب رئيس الأمانة الفدرالية للإندماج والهجرة بالحزب، ما أعطاني الثقة والتحفيز على بذل مزيد من العمل والاجتهاد".

وضع عضو الأمانة العامة للاندماج بالحزب الاشتراكي الألماني، على عاتقه مسئولية الدفاع عن الدولة المصرية، إيمانًا منه بأن المصريين بالخارج سفراء لتاريخ وحضارة الوطن، فاستهدف توضيح الحقيقة وإظهار الصورة عن الأوضاع في مصر ونقلها بشكل سليم، في ظل الانجازات التى يحاول أعداء الدولة المصرية تشويهه، وقتل الروح المعنوية الإيجابية التي ظهرت بالداخل وبالخارج عن طريق خلايا المغرضين الإعلامية والتي يجب التصدي لها.

حسين خضر

وازداد توجس خضر خيفة، بعد ما واجهه بعض المصريين بألمانيا، الذين يحاولون ربط أبنائهم بموطنهم عن طريق تعليمهم اللغة العربية والديانة الإسلامية، حتى لا يفقد الطفل هويته، عن طريق الجمعيات الإسلامية، والتي تكمن خطورتها في ارسال الأبناء لجماعات إرهابية، ليصبحو وقودًا لتلك الجماعات، "اكتشفت الدولة الألمانية مؤخرًا أن ما يقرب من 850 طفل وشاب غادروا الدولة وانضمو بالفعل لتنظيم داعش، رغم أنهم ولدو وعاشو في ألمانيا ولهذا الحكومة الألمانية تأخذ حذرها دائمًا من تلك الجمعيات، فهناك دراسة حاليًا لتقليل التمويل الخاص بالمؤسسات الإسلامية وفرض مزيد من الضرائب عليها ، في محاولة لوقف الدعم والتمويل الخارجي التى تحصل عليها أو على الأقل الوصول إلى مصدر رسمي ثابت في تمويلها".

تعد الإسلاموفوبيا من أهم الملفات التي يباشرها خضر من خلال نشاطه بالحزب، "كوني أرفض أي تطرف ديني، وبالتالي جماعة الإخوان المسلمين حسب تقارير الأجهزة الأمنية في ألمانيا هي جماعة متطرفة تستخدم العنف والقوى وترفض القيم الإنسانية والديمقراطية والقانون الألماني ولهذا هي مرفوضة نهائيًا داخلها".

حسين خضر

وأعرب خضر، عن سعادته لما يلمسه من تعاون ألماني مصري في مجالات مختلفة، كالتعليم الفني، والتدريب المهني، ومساهمة الشركات الألمانية في التنمية المستدامة للاقتصاد المصري، وخاصة في مجالات مثل زيادة كفاءة الطاقة وتوسيع البنية التحتية، مستطردًا: "نحن نرى مواصلة هذا التعاون، حيث استثمرت وزارة التنمية الألمانية منذ عام 2016 نحو 330 مليون يورو إجمالاً في التعاون مع مصر، وتم دعم 5آلاف شركة صغيرة ومتوسطة الحجم وأكثر من 500 من رواد الأعمال الشباب في مصر، كما تلقت الشركات المصرية حتى الآن 25 ألف قرض لزيادة الإسراع بالتنمية الاقتصادية، فينصب التركيز على التنمية الاقتصادية المستدامة والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والمياه والنفايات، الذي يتطلب بيئة استثمارية موثوق فيها، وهذا ما نجت في اثباته الإدارة المصرية في ظل الظروف التي تمر بها".

وعن وزارة الهجرة وما تقوم به لربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم، وصف خضر نبيلة مكرم، بـ"الست المصرية الأصيلة"، نظرًا لتواصلها المستمر مع الجاليات المصرية، وتحقيق العديد من الإنجازات بفترة وجيزة بإمكانيات و ميزانية محدودة، مطالبًا إياها بتدشين الموجة المصرية التي تثب بلغات متعددة في جميع دول العالم للتعريف بالحضارة و الثقافة المصرية.

حسين خضر

يطمح خضر في التقدم بعمله السياسي، فلا يضع له هدف يحّده ويحجّم من قدراته، بل يسير بخطى ثابته في طريقه، وسر نجاحه "لا أشغل نفسي بهدف معين، بقدر ما أشغل نفسي بالواجب الحالي، فأقوم به على أكمل وجه قدر ما أستطيع".

حسين خضر

اقرأ أيضا