تامر أمين والأقباط .. !!

الاربعاء 14 اغسطس 2019 | 09:42 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

بقلم / جرجس بشرى

لاحظت مؤخرا مؤخرا ما هو أشبه بـ" حملة ممنهجة "لتشويه وإستهداف الأعلامي المصري تامر أمين ، فلم يكن الهجوم عليه هذه المرة من جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها وأذرعها الإعلامية كالعادة، ولكن كانت من بعض مدعي البطولة والمغيبين من الأقباط ، وهذا هو العجب، حيث انتشرت على صفحات هؤلاء هجوما عنيفا على تامر أمين ومن المضحك بل والمثير للسخرية أن مهاجميه إتهموه تهمة لا تقل سخافة وإضحاكا وهي "أنه كفر الأقباط وحرض علي قتلهم وتفجير.

كنائسهم " !! - تخيلوا - ومن المؤسف أن رأينا شخصيات قبطية في الداخل والخارج تشارك في هذه المهزلة دون فحص أو إستقصاء أو تحليل أو حتى سماع هذه الإتهامات من فم تامر أمين نفسه ! وتواترت هذه الإتهامات على مواقع التواصل وكأنها حقيقة ، والعجيب أن أعداء هذا الإعلامي الناجح أنضموا إلى هذه الحملة التي وجدوا فيها ضالتهم ليصبوا جامات غضبهم عليه، وفي الحقيقة انا شخصيا قرأت كثير من المنشورات التي تهاجم تامر امين، ولكنني لم انزلق لإطلاق الأحكام المسبقة على الناس دون فحص ودليل ولم أقبل على نفسي كعادتي السير مع القطيع ، ولكنني بعد فحص وتدقيق بل وتوثيق توصلت إلى أن هذا الهجوم على تامر أمين كان بعد وقوع حادث تفجير معهد الأورام بواسطة عربة مفخخة كان يستقلها إرهابي تابع لحركة حسم التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية ، والتي بسببها استشهد عدد من الأبرياء والمسالمين العزل بمحيط معهد الأورام ، حيث خرج الإعلامي تامر أمين عقب الحادث في برنامجه " آخر النهار " على قناة النهار ، وشن هجوما عنيفا على جماعة الإخوان الإرهابية والحركات التابعة لها ، وفي الحلقة كشف تامر امين كيف يغسل قادة هذه الجماعات الإرهابية فكر الشباب وعقولهم ويجعلونهم أشبه بالحيوانات تسمع وتطيع فقط دون تفكير ، وكيف يبررون لهم القتل والتفجير بغطاء ديني بعيد كل البعد عن جوهر وسماحة الدين ، وتساءل عدة اسئلة إفتراضية جدلية في هذا الشأن ، وكان من بين الأسئلة الإفتراضية التي طرحها تامر أمين في هذه الحلقة : ( ... ولو فرضا جدلا بتوع حسم والإخوان والقيادات المشئومة دي بيفهموه - يقصد منفذ تفجير معهد الأورام - إنه رايح يقتل الكفرة مثلا ، هو ميبقاش انه متخيل ان في الشارع فيه مسلم وكافر ؟ ... طيب القيادات الإرهابية دي بيقولوا له إيه لما يقول لهم : مش في ناس أبرياء ها تموت .. يردوا عليه يقولوا له إيه ؟ يقولوا له يموتوا كدة عادي ؟ ... ولو كان الولد متدين فهو عارف كويس أنه " من قتل نفسا بغير حق فقد قتل الناس جميعا " ،ودة كلام ربنا سبحانه وتعالى إن اللي بيقتل نفسا بشرية مصيره جهنم وبئس المصير ودة برضه مش كلامي دة كلام ربنا وكلام الدين وكلام الرسول " ص " ، فإذا كان الولد متدين ومسلم قياداته بتقول له ايه علشان ينفوا عنه الكلام دة ؟ وإذا كانت قياداته بتخش له بالدين طيب دة دين .. وازاي بيمسحوا له الآيات دي اللي بتحرم قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق من القرآن ؟...)، إلى هنا أنتهى الإقتباس من التساؤلات الإفتراضية التي طرحها تامر أمين في برنامجه والتي اثارت غضب بعض الأقباط ، والسؤال هنا : هل حرض تامر أمين هنا على قتل الأقباط او كفرهم أو حرض على تفجير كنائسهم كما زعم البعض ؟ !، والحق أقول هنا وبكل إنصاف ودون مبالغة أن ما قاله تامر أمين هو تفكير بصوت عال يكشف وبجلاء قبح وبشاعة العمليات القذرة التي تلجأ لها الجماعات الإرهابية لمسح وغسل أمخاخ الشباب الذين يجندونهم للقيام بعمليات إرهابية باسم الدين ، والدين بريء من هذه العمليات الإرهابية ، لدرجة إقناعهم بالتغاضي عن آيات قرآنية تحرم قتل النفس البشرية التي حرم الله قتلها والتي حرمتها اكبر بكثير عند الله من حرمة الكعبة ، ومن المقطوع به أن قول تامر امين في السؤال الإفتراضي للشاب منفذ العملية الإرهابية أنه إذا كان قياداته يقنعونه بأن من يقتلهم في الشارع كفار وأن الشاب مش متخيل أن الشارع به مؤمن وكافر ؟ فهو ليس تحريضا على الاقباط ولا تكفيرا لهم ولا تحريضا على تفجير الكنائس كما زعمت بعض الأصوات النابحة والحنجورية ومتصنعة البطولة ، فلم يتلفظ تامر امين في الحلقة بكلمة اقباط ولا جاب سيرتهم ولكن تساؤله الإفتراضي لمفجر معهد الأورام يؤكد من وجهة نظري المتواضعة أن الإرهاب في الواقع وعلى الأرض لا يفرق بين مسلم وغير مسلم او بين كافر ومؤمن ، فالإرهاب يستهدف الجميع ولا دين له ولا وطن ولا مبدأ حتى وإن كان الإرهابيون يقنعون الشباب المغرر به لقتل الكفار فقط !! كما أن تامر أمين نفسه تحدث في نفس الحلقة عن أن من استشهدوا في حادث تفجير معهد الأورام كلهم أحباب الله ولم يستثن في ذلك أحدا مسلما او مسيحيا خاصة وأن تأمر أمين طيلة تاربخه المهني مؤمن إيمانا. راسخا بجوهر الإسلام الصحيح الذي لا يكفر الذين أوتوا الكتاب من قبل ورأينا ذلك في تصريحات سابقة له ، ولأنه معروف أيضا أن تامر امين في مشواره المهني والعملي لم يكفر قبطيا ولم يسء إلى قبطيا ،ولم يحرض يوما على قبطيا او غير قبطي ، كما أن موقفه واضخ وحاسم من موضوع " التكفير " ورأينا رفضه له عندما هاجم الشيخ ياسر برهامي عندما كفر الاقباط وقال وقتها : من اعطاك صك تكفير الناس ؟، كما أن موقف تامر امين ثابت من جماعة الإخوان الإرهابية والإرهابيين لدرجة أنه رفض في نفس الحلقة الترحم على الإرهابيين وقالها صراحة : " مقدرش اترحم على إرهابي يتقطع لساني لو قلتها ، والإرهابي ربنا يجمحه ولا تجوز عليه الرحمة " ، بل قال مخاطبا الإرهابي المقبوض عليه في حادث تفجير معهد الأورام " انا عارف إنك بتتحاسب الآن ، اللهم لا تثبته عند السؤال " ، ولو نظرنا بإنصاف للأقباط والكنيسة المصرية في الرسالة الإعلامية ل" تامر أمين" سنجد أن ملف الرجل وتاريخه في هذا الشأن ناصع البياض ، ومشرف ، ومهني ، بل وأنه من أكثر الإعلاميين المصريين دفاعا عن الكنيسة المصرية الوطنية و عن اقباط مصر بالحق و بإستماتة وهذا جعله من أكثر الإعلاميين المصريين عرضة للهجوم والتطاول الذي وصل للسب والشتم من قبل جماعة الإخوان الإرهابية والمتعاطفين معها والمتشددين دينيا ، وبعض المرتزقة والمهرولون إلى الشو الرخيص ، ومن لا يعرف كيف تناول تامر امين اقباط مصر والكنيسة المصرية والبابا تواضروس الثاني والبابا شنودة الثالث نعرفه ونذكره بها لان عدم المعرفة وفقا للتعاليم المسيحية خطية كبرى تؤدي بالإنسان للهلاك حيث يقول الكناب المقدس " هلك شعبي من عدم المعرفة "، كما أن تعاليم الإسلام توصي دائما بل وتحض على تذكرة المؤمنين بالحقائق والحق كي لا يكونوا عرضة للجهل وحتى يستفادوا ويستلهمون منها العبر والدروس ، حيث يقول القرآن الكريم في سورة " الذاريات " في الآية " ٥٥ " : " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " ، فعلى سبيل المثال لا الحصر -- وأنا هنا أنقل للقاريء المحترم ما قاله تامر أمين بالنص دون زيادة أو نقصان عن الكنيسة المصرية والأقباط في حلقة ١١ إبريل ٢٠١٧ من برنامجه " الحياة اليوم " على قناة الحياة : ( قدر المسيحيين المصريين وأنا بأقول هذا الكلام أقسم بالله العظيم بمنتهى الصدق اللي في الدنيا وكلام طالع من القلب وأعتقد كمان ها يمس قلبكم لانه صادق تماما ، قدر المسيحيين المصريين أنهم يبقوا في الصفوف الأمامية للجيش المصري ، مش الجيش المصري هنا اللي أعني به القوات المسلحة المصرية ،أنا أعني الشعب المصري كله دة الوقت هو جيش مصر في محاربة الإرهاب ، وقدر أقباط مصر .. قدر مسيحيي مصر أنهم يبقوا في الصفوف الأمامية .. في الجبهة الأمامية لمكافحة هذا الإرهاب ،وقدر مسيحيو مصر أنهم يكونوا المكلفين بكتابة السطور االذهبية في التاريخ اللي ها يذكر إن مصر كافحت وانتصرت على الإرهاب هذه المرة بقيادة مسيحيي مصر ، التاريخ لما وقف هنا في مصر وكتب ملاحم كثيرة زي ملحمة ثورة ١٩ وزي ملحمة مقاومة الإحتلال وزي حادثة دنشواي وزي بعد كدة كتابة دستور ٢٣ ،وزي بعد كدة ثورة ٥٢ وبعد كدة انتصار ٧٣ وعبور ٦ اكتوبر وبعد كدة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ، أنا بأقول لكم إن طول الوقت كان بيشار بالبنان إلى الجهة الرئيسية إللي هي السبب .. الكتلة الحرجة في كتابة هذا الإنتصار .. الكتلة الحرجة في كتابة انتصار مصر هذه الأيام على الإرهاب الدولي هم مسيحيو مصر .. حد ها يقول هذا الكلام يأتي من قبيل النفاق ولا الكذا وكذا ، اللي عايز يقول حاجة يقولها ، أنا مش ها أدق على كل الكلام ،أنا بأقول الكلام اللي هو في إعتقادي عين الحقيقة .. أقباط مصر مش بس النهاردة بيدفعوا الثمن .. أقباط مصر على مدى السنوات اللي فاتت دفعوا ثمن كثير وما زالوا يدفعون ، بس الحقيقة اللي يستوجب إن احنا نرفع لأقباط ومسيحيي مصر القبعة انهم طول الوقت بيدفعوا الثمن وهم راضون .. عندهم في الحقيقة حالة من حالات الإستيعاب والصبر والتحمل والوطنية اللي لازم نقول أنها إستثنائية ،ومش موجودة إلا في مسيحيي هذا الوطن .. اللي هم جزء من هذا الوطن وشريك في هذا الوطن وأصل هذا الوطن شاء من شاء وأبى من أبى ..من ٣٠ يونيو ٢٠١٣ والأقباط المسيحيين في مصر تحملوا ما لا يمكن لأحد آخر في أي دولة في العالم أن يتحمله .. دة مش بس تحملوا ، دة تحملوا وبرضا وقدموا تضحيات ،ولا زالوا وعلى استعداد لتقديم تضحيات أخرى في مقابل أن يبقى هذا الوطن وأن يستقر .. القصة مش بس استيعاب والقصة مش بس صبر من المسيحيين في مصر .. لا .. القصة كمان وعي وفهم وذكاء شديد لطبيعة المؤامرة ، وعارفين إن دة الطعم اللي بيترمي ، بس الحقيقة هم كانوا الأوعى مننا ومن اللي بيرمي الطعم كمان ) ، ويمكنكم الإطلاع بأنفسكم وسماع هذه الكلمات من خلال هذا الرابط :

https://m.youtube.com/watch?v=I4tPSla8gwo

أرأيتم مدى المهنية والوطنية في حديث تامر امين عن الأقباط ؟ بذمتكم هل من يخرج منه هذا الكلام الواعي والمهني والوطني يكفر الأقباط ويحرض على تفجير كنائسهم كما يدعي بعض السفهاء والسذج ؟!!! ، ولم يكتف تامر امين بهذا الحد في دفاعه عن هذا المكون الأصيل من مكونات الشعب المصري العريق بأقباطه ومسلميه بل كانت لتامر امين مطالب سابقة عبر برنامجه بتكريم ومنح البابا تواضروس الثاني والأقباط أعلى وسام رفيع من الدولة تقديرا لوطنيتهم ، ويمكنكم مشاهدة مطلب تامر امين بتكريم البابا والاقباط من خلال هذا الرابط :

https://m.youtube.com/watch?v=9xq6jGV43NQ

فهل من يطالب بتكريم بابا الكنيسة وأقباط مصر وبأعلى وسام في الدولة يكفرهم ويحرض على تفجير كنائسهم كما إدعى الناقمون والحاقدون ومثيرو الفتنة وبعض الأبطال الكرتونية القبطية التي تريد استمرار. الأوضاع مشتعلة لمواصلة نعيقهم ونهيقهم من أجل الحصول على الشو الرخيص ؟! ولا يظن ظان هنا أنني اتملق أو أنافق أو أطبل للإعلامي تامر أمين ، بالعكس فهذا حقه ، وأنا لا أطبل إلا لمصر ومن يحبون مصر ويدافعون عن وحدتها وتامر امين إعلامي مصري مخضرم له ما له وعليه ما عليه ، ولكن من واجبي أن لا أصمت عندما أرى إعلامي مصري مهني وطني يستهدف ويهان ولا أتكلم ، فالدفاع عن الحق أيا كان قائله واجب إنساني وأخلاقي وديني ، ومقاومة الباطل والزيف والتضليل وكشف الأقنعة عن المهووسون بالشو والطامعين للمكاسب الرخيصة واجب وطني وأخلاقي وديني أيضا ،

اقرأ أيضا