هل يمكن أن تصبح شركة "فيسبوك" دولة مستقلة؟.. كاتب أمريكي يجيب

الاثنين 19 اغسطس 2019 | 09:50 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

تساءل الكاتب الأمريكي جون إليس عن إمكانية أن تصير شركة فيسبوك دولة مستقلة ذات يوم؟.

وفي مقال بصحيفة (بوسطن جلوب)، نوه الكاتب عن أن ذلك العهد الذي كانت فيه فيسبوك تشتغل بعيدا عن التدخل الحكومي قد انتهى سواء في الولايات المتحدة أو في غيرها.

ورأى الكاتب أن الشركة باتت غرضا للوكالات الحكومية التي تستهدف جني أموال من عملاقة التقنية في صورة غرامات أو تستهدف مجرد تركيعها.

ورصد إليس في هذا الصدد فرْض لجنة التجارة الفيدرالية الشهر الماضي غرامة مقدارها نحو خمسة مليارات دولار على شركة فيسبوك لاتهامها بإساءة استخدام معلومات خاصة بمستخدميها.

وفي المقابل، رصد الكاتب إعلان فيسبوك مؤخرا عن: التحضير لشغل مساحة واسعة من المكاتب وسط مدينة منهاتن التجارية؛ وعن عزمها إطلاق عملة مشفرة عالميا تحمل اسم "ليبرا"؛ وعن إعادة تسمية شركتي واتساب وانستجرام بـ "واتساب من فيسبوك" و"انستجرام من فيسبوك".

ورأى إليس أن البحث عن مقرّ في منهاتن هو رسالة مفادها أن فيسبوك جادة في اقتحام عالم الخدمات المالية بعيدا عن وول ستريت ومنافسة البنوك والمؤسسات المالية الحكومية الأمريكية؛ وأن إطلاق "ليبرا" يعني طرح عملة مستقلة بعيدا عن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ وأن إعادة تسمية اثنتين من أنجح تطبيقاتها يستهدف محو جاذبيتهما في أعين المستخدمين والتأكيد على أنهما من "أملاك فيسبوك الخاصة".

وتساءل صاحب المقال عما سيكون عليه الحال لو أن فيسبوك اختنقت جراء تلك التدخلات التنظيمية الحكومية الأمريكية وقررت نقل شركاتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى مقر جديد، وليكن كندا مثلا؟.

عندئذ تصبح كندا قوة عظمى رائدة بين عشية وضحاها بعد أن أصبحت مقرا لإحدى أكبر شركات العالم في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقد تعمد فيسبوك عندئذ إلى الهرب من تضييقات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على عُملتها المشفرة "ليبرا" واللجوء بدلا من ذلك إلى رئيس الوزراء الكندي جاستين ترود والتفاوض معه على إطلاق عملة مشفرة عالمية جديدة مرتبطة على نحو ما بالدولار الكندي.

وأكد إليس على أن فيسبوك ليست في حقيقة الأمر مجرد شركة بالمعنى التقليدي للكلمة، وإنما هي -جراء القوة المستمدة مما تمتلكه من شركات الذكاء الاصطناعي- تعتبر بشكل ما مؤسسة في حجم دولة أكثر منها مجرد شركة.

ورأى الكاتب أن الطريق ممهدة أمام فيسبوك لتقترب أكثر من مفهوم الدولة عبر الشراكة مع دولة ذات سيادة مثل كندا، وهو إنْ كان لا يزال أمرا صعبا كونه لم يحدث من قبل إلا أنه ليس مستحيلا.

وعليه، نصح صاحب المقال السلطات التنظيمية والتشريعية الأمريكية بتوخي الحذر في خططها إزاء فيسبوك.