عاد من عمله في وقت الظهيرة متجهًا إلى منزله، وجلس على أريكته يستريح قليلًا من العمل الشاق طوال اليوم في حقله، نام وترك وراء ظهره كل الهموم، ولم يعلم أن القدر كان يخطط له شيء أخر، وأن طلقة الغدر ستأتي من أقرب الأقريبن له.
بعد دقائق من جلوسه في مكانه المعتاد وقت الظهر، وما أن أخذته سنه من النوم، جاءت الرياح بما لا تشتهي السُفن، حيث خرج عليه أفلاذ كبده، وبقيادة زوجته، وعامل آخر، وانقضوا عليه ضربًا بالشوم، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على يد عائلته، وسط "عش الزوجية" الذي أسسه قبل سنوات.
قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم، مساعد وزير الداخلية، في مديرية أن السويس، تمكنوا من كشف غموض مقتل مزارع داخل مسكنه، حيث أظهرت التحريات التي أجرتها المباحث في أول الأمر، أن زوجته وأولاده اتفقوا مع عامل لقتله بسبب سوء سلوكه بالسويس.
البلاغ الذي تلقته الأجهزة الأمنية بنطاق دائرة قسم شرطة الجناين، من ربة منزل، أفاد قيام 3 ملثمين بالهجوم على المنزل لسرقتهم وضربوا زوجها، ما أدى إلى مقتله في الحال.
على الفور بعد إخطار الأجهزة الأمنية، تم تشكيل فريق بحث من مباحث السويس برئاسة مفتشي قطاع الأمن العام، وتوصلت الجهود إلى الشك في رواية مقدمة البلاغ، كما لم يتم اكتشاف أي آثار لسرقة فعلية، وتبين أن أسرة القتيل تتجه لتضليل رجال مباحث قسم الجناين.
وأوضحت التحريات أن المجني عليه يدعى "ص. ع"، يبلغ من العمر 60 عامًا، مزارع، دائم الخلافات مع أفراد أسرته لوجود سلوكيات مشبوهة، وأن عامل بناء جار المجني عليه شوهد معه قبل اكتشاف مقتله، وأن الأم وأولادها "أ. ص" و"ت. ص" و"ت. ص" اتفقوا مع عامل البناء لقتل الأب مقابل 2000 جنيه مستغلين حاجته للمال واطمأن لهم بعد أن استشعر تعاون الأسرة معه وتسهيل الجريمة.
وكشفت تحقيقات المباحث عن فتح الأم وأولادها الباب لعامل البناء، بعد أن تأكدوا من نوم القتيل على أريكة كالمعتاد بالمنزل وقام بالانقضاض عليه بالشومة وضرب القتيل عدة ضربات أودت بحياته، بينما أفراد الأسرة تفرقوا فى الغرف بالمنزل أثناء الجريمة.
وعقب تأكد الأم وأولادها أن الأب فارق الحياة بدأوا في الإبلاغ واختلاق قصة وهمية بهجوم ملثمين على منزلهم للسرقة وقتلوا الأب وفروا هاربين.
وبتقنين الإجراءات، أمكن ضبط المتهمين، وباشرت النيابة العامة التحقيقات.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
