"بضربات استباقية".. خبراء أمن يكشفون استيراتيجة الدولة الجديدة للتعامل مع الإرهاب

الخميس 19 سبتمبر 2019 | 01:10 مساءً
كتب : عمرو علي

شهدت الفترة الأخيرة، قيام الدولة المصرية بعمل ضربات استباقية للقضاء على الجماعات الإرهابية التى تستهدف هدم الدولة، فقد قام قطاع الأمن الوطني بالقبض على مخطط لقيادات التنظيم الهاربة بتركيا، يستهدف الإضرار بمقدرات الدولة الاقتصادية، وتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف المنشآت والمرافق الحيوية، والقوات المسلحة، والشرطة والقضاء، لإشاعة حالة من الفوضى في البلاد، تمكنه من العودة لتصدر المشهد السياسي، وأمرت نيابة أمن الدولة العليا، بحبس 16 متهما 15 يومًا على ذمة التحقيقات في قضية مخطط يستهدف الإضرار بالدولة وتنفيذ عمليات عدائية.

وقد ركز مؤتمر الشباب الأخير الذى عقد فى مركز المنارة الدولي للمؤتمرات في القاهرة الجديدة، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ما تقوم به الدولة فى حربها ضد الإرهاب، وما تقوم به الجماعات الإرهابية فى الفترة الأخيرة، والعمل على نشر الشائعات و التخريب، وأكد الرئيس أن الإرهاب فكرة شيطانية وهدفها هو ضرب مركز ثقل الدين للشعوب والإنسانية وليس الإسلام.

وأكد السيسي، إن الجماعات الإرهابية تعتمد على تفكيك الدول ومؤسساتها، أن مصر لن تقع، ونواجه تحديات عصيبة خلال الفترة الأخيرة، ومصر تعرضت لمؤامرة على وزارتى الداخلية والدفاع نظرا لكونهما مراكز الثقل المسئولة عن حماية الدولة، وأن جماعة الإخوان الإرهابية فشل مخططهم التخريبي فى مهاجمة الدولة وثبت بالدليل القاطع فشلها الذريع.

فى البداية يقول اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن القوات المسلحة و الشرطة تقوم بضربات استباقية ضد العناصر الإرهابية، موضحًا أن القوات المسلحة قامت بالقضاء على الكتلة الصلبة للجماعات الإرهابية وقامت بتدمير بنيتهم الأساسية وذلك عن طريق العملية الشاملة سيناء 2018، وايضًا بعد القبض على أكثر من خلية إرهابية تؤثر على الاقتصاد القومي منهم القلش على 16 ارهابيًا كانوا يعملون على زعزعة الاستقرار، و التأثير على الاقتصاد وتصدير العملة بالاشتراك مع تركيا للخارج.

وأوضح خلال تصريحات خاصة، أن الأجهزة الأمنية تمتلك معلومات كثيرة عن العناصر الإرهابية، ومصر تحقق نجاح كبير فى القضاء على الإرهاب، ومصر تحارب الإرهاب نيلبتًا عن دول العالم، ولكن الإرهاب ليس من يحمل السلاح ولكن هو من يقوم بدعمه بالسلاح وتوفير الغطاء السياسي و الملاذ الآمن له، ولذلك المجتمع الدولي مطالب بالضرب بيد من حديد على تلك الجماعات، وعلى الدول التي ترعاهم مثل قطر وتركيا.

وأشار الشهاوي، إلى إن مواقع التواصل الاجتماعي، ساهمت فى نشر الشائعات والحرب النفسية، وتساهم فى نشر الأخبار لأعداد كبيرة بسهولة وفى وقت قصير، وطالب من الشباب بالحذر من تلك الأشخاص التى تريد تزييف الوعي و هدم البلاد.

وأوضح أن مؤتمر الشباب الثامن، الذي عقد بالمنارة حدد جلسة، وتحدث عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي فى نشر الشائعات، وتزييف الوعي لدي الشباب.

وفى نفس السياق قال اللواء محمد الغباشى، الخبير الأمني، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن الدولة مستمرة فى حربها على الإرهاب، موضحًا أن الجميع أصبح يلاحظ فى الفترة الأخيرة ضربات الأجهزة الأمنية الاستباقية، وتحديد الأماكن التي يختبئ بها الإرهابيون ويقوم بالقبض عليهم.

وأضاف الغباشي، خلال تصريحات خاصة، أن ما تقوم به الدولة فى التعامل مع الجماعات الإرهابية تعتبر خطوة متقدمة، وتؤكد نجاح المواجهة مع الإرهابيين، وأشار إلى أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية يتطلب دعم إضافي من المواطنين، وذلك عن طريق تعاون مع الأجهزة الأمنية وابلاغهم بأى شخص يظهر عليه أشياء غريبة، أو المشبوه فيهم، أو من ينشرون الأخبار الكاذبة سواء فى المؤسسات أو المصانع، أو فى أى عمل، وايضًا من ينشرون الأكاذيب و الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي بجميع صوره.

وأوضح، أن انتشار السوشيال ميديا فى السنوات الأخيرة أصبح واسع جدًا، وأكد أجهزة الرصد فى وزارة الداخلية تقوم برصد كل الصفحات التى تنشر السموم الإرهابية، وأكد أن هناك أشخاص معنيون فى وزارة الداخلية تتعامل مع الأرهابيين الذين ينشئون صفحات لاثارة الفتن و الشائعات والبلبلة.

وأكد الغباشي، أن الأجهزة الأمنية تقوم برصد من يقوم بعمل صفحة أو من يتعاونون معهم لنشر الشائعات، ويتم القبض على من هم في الداخل، وأكد أن معظم من ينشرون الفتن والشائعات يتواجدون خارج البلاد.

وكشف أن الأرهاب متواجد فى معظم دول العالم، ومصر تحارب الإرهاب نيابتًا عن العالم، وأكد أن القوات المسلحة المصرية قامت بمجهود كبير جدًا فى مكافحة الإرهاب بداية من 2012، وحتى الآن، مشيرًا إلى أن عصب الجماعات الارهابية اشتد بعد 2013، وحاولوا انشاء امارة اسلامية في منطقة شمال سيناء، وبالتحديد بين غزة ورفح، وأكد أن الغرض من إنشاء الإمارة كان استعراضيًا، ولكن القوات المسلحة قامت بتطهير هذه البؤرة.

وأوضح أنه بعد 2013، وحتى العملية الشاملة سيناء 2018، قامت القوات المسلحة بتدمير جماعات إرهابية كثيرة، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بتطهير سيناء سيرًا على الأقدام، وأكد أن القوات المسلحة اكتشفت أن هناك مراكز اتصالات تم العثور عليها فى سيناء، ومخازن للأسلحة والذخيرة ، تقدر بـ الملايين من الدولارات، وهذا يؤكدًا أن هناك دعم كبير من بعض الدول الخارجية لتلك الجماعات الإرهابية.

وأشار، إلى أن الكيان الأساسي للجماعات الإرهابية تم القضاء عليهم، ولم يتبقى سوي أفراد قليلة تختبئ بين المواطنين وتقوم بعمل عمليات منفردة كما لاحظنا فى الفترة الأخيرة.