بعد فصل الـ1070 معلم| "مقررات داعش" بمدارس أكتوبر.. من المسؤول؟

الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 | 12:29 مساءً
كتب : سارة محمود

لم يدخر تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وداعش جهدًا في غرس مبادئه وقيمه المارقة ونهج الولاء التطرف التابعين له، مستخدمين أسلحتهم الخاصة لغسل عقول الأطفال بكل الطرق، وذلك من خلال خلق مناهج تعليمية وكيانات تتماشي مع إيديولوجيه المتطرفة، وكان ذلك من أقسى العقوبات التي سُلطت على الأطفال خاصة في مصر، في ظل فشل كافة مخططاتها بداخل البلاد، ويرجع ذلك إلى الحنكة السياسية للقيادات ووعي الشعب المصري بذلك.

بين الحين والآخر يخرج الكيان المتطرف والمنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية وللتنظيم الداعشي، بطرق جديدة في محاولة منهم لهدم البلاد مستخدمين شعوبهم، وكأنهم لم يدركوا جيدًا وعي الشعب المصري ويقظة وزارة التربية والتعليم، والدليل على ذلك خروج الدكتور طارق شوقي، في الآونة الأخيرة، بقرارات مفاجئة وصارمة للجميع.

بداية الحكاية

"هي نسبة صغيرة من مليون ونصف معلم، لحماية أولادنا".. كلمات رددها الوزير، خلال المؤتمر الأخير، ليعلن بها فصل 1070 معلم بسبب انتمائهم لجماعة الإخوان الإرهابية، ولكن الغريب في الأمر، أنه لم تبق سوى أيام قليلة على هذا القرار، ليتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي صورة لمدرسة سورية عن استقبالها للأطفال والطلاب في مدينة 6 أكتوبر، وقيل أن صور المدرسين في هذه المدرسة يشرحون للأطفال مدى أهمية غزو تركيا لسوريا.

كما تم تداول صور لتلاميذ هذه المدرسة وهم يرتدون العلم التركي على رؤوسهم، وتساءل رواد فيسبوك، أين وزارة التعليم من هذه المدارس التي تربي الدواعش؟، ليطل علينا الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم، عبر صفحته الرسمية "الفيسبوك" لينفي صلته التامة بالمدرسة.

وقال "شوقي"، "لقد سارعت الوزارة بالتحقق من الأمر وأستطيع التأكيد أن ما يسمى بدار الفتح السورية هو كيان لا تتبع أصلا وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني من قريب أو بعيد".

مش مدرسة دي مركز للدروس الخصوصية

وأضاف "الوزير" أن هذا الكيان ليس مدرسة ولكنه مركزًا للدروس الخصوصية، مؤكدًا أن مديرية التربية والتعليم بالجيزة سوف تقوم بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية ووزارة الداخلية بغلق هذا المكان المخالف لقوانين الدولة المصرية.

ليس لدينا مشكله مع الدروس الخصوصية

ولكن الغريب في الأمر، أنه في ظل جهود وزارة التربية والتعليم لغلق كافة مراكز الدروس الخصوصية، قد أكد الوزير خلال المؤتمر الأخير بأكاديمية المهن التعلميية، أنه ليس لديه مشكلة بالمراكز أو الدروس الخصوصية، ولكن الأزمة الكبير هي "ماذا يحدث داخل الدروس الخصوصية؟".

الأمن يتدخل لإنهاء المهزلة

على الفور تم التوجه لوزارة الداخلية، لتفسر لنا ماذا يحدث بمدارس وأطفال أكتوبر، حيث قال مصدر أمني بوزراة الداخلية، إن الوزارة لم تدرك أي شئ عن مدرسة دار الفتح السورية فرع ٦ أكتوبر، مؤكدًا أنه سيتم الآن التحري والفحص اللازم للأمر، لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضدها إذا ثبت صحة تدريسها للأطفال الأفكار المتطرفة.

وأوضح "المصدر" في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أنه سيتم غلقها على الفور، لأن مستقبل ابناء مصر فوق أي شئ.

البرلمان يفتح النار على "التعليم"

قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن وزارة التربية والتعليم هي الجهة المسؤولة الوحيدة عن غلق مدرسة دار الفتح السورية بفرع 6 أكتوبر، وذلك بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الأخرى.

وأضحت "نصر"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنه لا يمكن أن يخلي الدكتور طارق شوقي، مسؤليته خاصة بعدما أعلن أنها ليست تابعة لوزارة التربية والتعليم، ولذلك لابد أن تتخذ الوزارة الإجراء القانوني في ذلك الأمر.

الكروة في ملعب المحليات

وأضافت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن من مهام الوزارة خلال هذه الفترة البحث عن كل الكيانات الممثله لها، سواء المدارس التعليمية أو مراكز الدروس الخصوصية، مؤكدة أنه سيتم طرح هذا الملف خلال الاجتماع المقبلة للجنة لوضع الخطوط وآليات التعامل معها، لاقتلاع الفكر المتطرف من جذورها.

فتح التحقيقات ومحاسبة الفاسد

وطالبت البرلمانية، الجهات المسؤولة بفتح التحقيقات ومعرفة كيف تم إنشاء الكيان، وماهي نوعية النشاط الذي يقوم بتداوله وتدريسه للطلاب، ليس فقط ذلك وإنما سيتم محاسبة كل مقصر وفاسد في منصبه، مشيرة إلى أن المحليات هي من تقوم بمنح التراخيص، وذلك بعد منح الوزارة رخصة مزاولة المهنة.

الإخوان جماعة الإرهابية

وأشادت بقرار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، خلال الأيام الماضية بفصل الـ1070 معلم لإنتمائتهم لجماعة الإخوان، مؤكدة أن الجميع اعترف خلال السنوات الماضية بأن جماعة الإخوان المسلمين ماهي إلا جماعة إرهابية، ولابد من تطهير كافة مؤسسات الدولة من تلك العناصر.

اقرأ أيضا