قتل وسرقة واغتصاب.. التاريخ الأسود لجرائم الأطفال وخبير: يجب خفض سن الحدث

الجمعة 18 أكتوبر 2019 | 09:23 مساءً
كتب : دينا سليمان

انتشرت في الأونة الأخيرة جرائم جنائية عديدها خارج المنهج، كان في الزمن القديم يصعب على الأذن سماعها، حيث يتم إرتكاب هذه الجرائم بأيادي ناعمة ملائكية، يقوم بها من هم أقل من 18 سنة، تحت مسمي "طفل"، وأصبح يقف القانون عاجز أمامها، فلا يستطيع أن يطفى القلوب المحروقة على أيد هولاء الأطفال، لأن القانون المشرع لا يحكم أحكام رادعه وتكون بمثابة عظة للأخرين، ولكن يحاسب الجاني بمحكمة الرفق "الأحداث" لأنه في نظر الجميع طفل غير مسئول عن أفعالة.

وإستغلت هذه الأطفال أو من هم تحت سن الـ18 عام، القانون الغير رادع، وأصبح لديهم القدرة على ارتكاب جرائم "العنف والقتل والاغتصاب والسرقة"، ومعظم من ارتكب هذه الجرائم شخصت حالاتهم علي أنها اضطرابات نفسية أو تربية سلوكية خاطئة، ولم يقتصر إرتكاب الجرائم على مقيمي المناطق المتوسطة، والمناخ البيئي السيئ، ولكن من ولد في حياة ميسورة وعائلة تمتلك القدر الكبير من التعليم، ولكن فشلوا في تربية أبنائهم حصدوا أيضا من ورائهم العار، بعد ارتكاب أبنائم جرائم مخجلة في نظر المجتمع والقانون.

ومن هذه الجرائم التي كان أبطالها أولاد الشوارع والبيئة المتوسطة وميسورة الحال:--

بنت بورسعيد صاحبة الـ5 سنوات ضحية الذئاب البشرية

لم تكن الطفلة البريئة زينة، ابنة الـ5 سنوات، تدرك أن الشخص الذي تبتسم له كل يوم وهي صاعدة إلى شقتها، تتقاسم معه ما في يدها من طعام أحياناً، هو نفسه الذي سيشارك في محاولة اغتصابها وقتلها في جريمة هزت المشاعر!

وببراءة الأطفال، وكعادتها كل يوم، استجابت الطفلة زينة نداء ابنة خالها التي تسكن في الشقة المجاورة لهم للعب معها، حيث استأذنت الطفلة أمها، ووافقت على خروجها للعب.

في تلك الاثناء كانت هناك أعين شيطانية تراقب هذه الطفلة وترصد تحركاتها للتخطيط لاصطياد كالفريسة سهلة، وهو "علاء جمعة" 16 سنة، ابن حارس العقار الذي تسكن فيه المجني عليها، و "محمود محمد" 17سنة، مقيم في ذات العقار.

قام "علاء" بخطف الطفلة والصعود بها للسطوح أعلى الطابق الحادي عشر، و كان في إنتظارة المجرم الأخر، ودخلوا بـ"زينة" لحجرة الأخر وقاموا بإغتصابها دون رحمة أو شفقة، وحين سماعهم حالة الذعر التي أصيبت العمارة في البحث عن "الضحية" وانهيار والدتها، فكر شياطين الإنس في التخلص من "ضحيتهم" فقاموا بإلقائها من أعلى الطابق الـ11 وسقطت "زينة" غارقة في دمائها، واعتبر الجناه بحكم القانون "حدث" وأفلتوا من الإعدام.

طفل يقتل صديقه بسبب الخلاف على زينة رمضان

حيث أقدم طفل على قتل صديقه بسبب خلاف على تعليق زينة شهر رمضان بالشارع، بناحية نزة الهيش في محافظة سوهاج.

وعقب تقنين الإجراءات تمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهم والأداة المستخدمة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1478 إداري المركز وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

طفل يقلد عبده موتة ويقتل اثنين آخرين

شهدت محافظة الشرقية، جريمة مأساوية حيث أقدم طفل على قتل 2 آخرين خلال لعبه بـ"فرد خرطوش"، داخل محل "سايبر"، بهدف تقليد الفنان محمد رمضان في فيلم "عبده موتة".

بسبب 15 جنيها استغلال شقة إمام مسجد في هتك عرض طفل وقتله

وفي جريمة بشعة هزت أرجاء منطقة العمرانية بالجيزة، حيث أقدم صبي على قتل طفل وهتك عرضه بسبب 15 جنيها.

وكانت البداية ببلاغ مقدم لقسم شرطة العمرانية من عمليات شرطة النجدة بوجود جثة لطفل بأحد العقارات بشارع مستشفى الصدر بالعمرانية الغربية.

خاض رجال المباحث رحلة بحث طويلة للكشف عن هوية الجاني والذي تبين من خلال التحريات أن شخص يدعى " فاروق ياسر فاروق محمد مرزوق" يبلغ من العمر 16 سنة، عاطل، ومقيم بدائرة القسم، حيث إنه استغل عدم وجود أشخاص بالشقة محل البلاغ وقام بالقفز من الشرفة التي تطل على واجهة العقار وقام باقتحام الشقة وسرقة المفتاح الخاص بها لارتكاب جريمته .

تم تحرير المحضر رقم 5406 لسنة 2016 إداري قسم العمرانية وبعرضه على النيابة أمرت بإحالة القضية لأحداث جنايات شمال الجيزة لكون المتهم حدث لا يتعدى الـ16سنة.

طفل يقتل آخر لمعايرته بضرب زملائه له.

وفي محافظة بنى سويف العام شهدت واقعة غريبة، حيث أقدم طفل على قتل آخر، بعد أن ظل يعايره بأن زملاءه في المدرسة يضربونه.

وتبين من تحقيقات الشرطة أن المدعو "مصطفى. ك"، 14 سنة، ومقيم ذات القرية ضرب الطفل القتيل بحجر كبير عقب استفزاز الطفل له أمام المارة، بسب معايرته له أن أصدقاءه يعتادون ضربه في المدرية، مما أدى إلى سقوط المجني عليه غارقا في دمائه ليلقى مصرعه فور وصوله المستشفى، تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.

شهيد الشهامة في المنوفية.

عادت قضية محمود البنا المعروفة إعلاميًا بـ"ضحية الشهامة" الذي راح ضحية الاعتداء من قبل 3 من أصدقائه بسبب معاتبته لهم بعد معاكسة فتاة، في مدينة تلا بالمنوفية، لتتصدر قائمة اهتمامات المصريين مجددًا، في تريند جوجل، بعد مطالبتهم بإعدام القاتل الرئيسي "محمد راجح".

وأصبحت القضية في موضع جدلًا واسعًا كانت بدايتها، عندما تعرض أحد الشباب ويدعى محمد راجح 18 سنة لفتاة في شوارع تلا محاولا ضربها والتقاط الهاتف منها وسط وابل من الشتائم، الأمر الذي دفع "محمود البنا" ابن الـ18 عام، للتدخل مدافعا عن الفتاة طالبا من الشاب الآخر بالابتعاد عنها.

فكتب "محمود البنا" قبل قتله على حسابه بالفيسبوك منشورا يوضح فيه أنه ليس من الرجولة الاعتداء على فتاة، لتثير غضب القاتل الذي قرر الانتقام من محمود طالب الثانوية العامة.

وبعد أيام اصطحب القاتل اثنين من اصدقائه ليطارد "محمود" ضحية الغدر في أحد شوارع المدينة حاملا مطواة معاتبا له على تدخله فحاول ضحية الغدر محمود البنا الهرب منه إلا أنه طارده هو وأصدقائه مسددين له عدة طعنات بالفخذ الأيسر فسالت دماؤه على الأرض وفروا هاربين حيث لفظ "محمود البنا" ضحية الغدر أنفاسه الأخيرة بسبب النزيف الشديد حتى وصل إلى المستشفى جثة هامدة وسط حزن الجميع.

ورصدت كاميرات المراقبة واقعة تعدي الشباب على ضحية الغدر "محمود البنا" فيما ألقت قوات الأمن القبض على أحدهم فور حدوث الواقعة بينما فر2 آخرين هاربين محاولين الاختباء خوفا من المحاكمة إلا أن قوات الأمن تمكنت من القبض عليهم عقب ساعات من جريمة القتل، وهم "مصطفى محمد مصطفى" 17 سنة، طالب، و"محمد أشرف" 18 سنة، طالب، و"إسلام عاطف" 17 سنة، طالب، وبحوزتهم أداة الجريمة المستخدمة "مطواة".

فيما قررت نيابة تلا حبس المتهمين الـ3 احتياطيا على ذمة التحقيقات عقب اعترافهم بالقتل بسبب مشادة كلامية بينهم.

قانونى يكشف عقوبة الأطفال فى القانون

وفي هذا السياق يقول أحمد الليثي، المحامي والخبير القانوني، إن قانون الطفل المصري رقم 12 لسنة 1996 نص على عدم معاقبة كل من لا يتجاوز عمره 18 سنة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة بالإعدام أو السجن المؤبد أو السجن المشدد وفقًا للمادة "111" من القانون.

وأضاف أن الوضع الحالي للقانون غير رادع تمامًا لمن هم دون السن القانوني خاصة مع انتشار جرائم المراهقين الفترة الأخيرة من قتل واغتصاب.

وأكد "الليثي" أنه في حالة قضية "شهيد الشهامة" المتهم راجح ستكون أقصى عقوبة له في ظل القانون السجن "15" عامًا.

وأشار إلى خطورة النص وضرورة تعديله خاصة في ظل ما يعاني من المجتمع خلال الفترة الأخيرة من تشجيع لارتكاب الجرائم، متابعًا: "في الوضع دا سهل جدًا أي حد يستغل الأطفال أسوء استغلال في ارتكاب جرائم القتل خاصة في المواضيع الخاصة بالشرف والثأر للهرب من طائلة القانون مقابل إعطاء الطفل مبالغ مالية ليقتل أي شخص، وفي الآخر هيتحبس كام سنة ويخرج".

وطالب أحمد الليثي، المشرع المصري بضرورة خفض سن الحدث وجعل الشخص كامل الأهلية الجنائية حال بلوغه 16 عامًا وليس 18 عامًا، أو إخراج بعض الجرائم مثل القتل والبلطجة واستثنائها من قانون الحدث ليعاقب عليها الحدث مثل الراشد وفقًا لقانون العقوبات المصري.

وأوضح أن هناك عدد من المعوقات التي تمنع وجود تعديلات في قانون الطفل أهمها أن مصر موقعة لعدد من الاتفاقيات الدولية التي لا يمكن مخالفتها أو إختراقها خاصة بأعمار الأطفال والقصر وطرق محاكمتهم.