"عبده موته وقلب الأسد".. كيف ساهمت "سينما السبكي" في ارتفاع معدلات الجريمة؟

السبت 19 أكتوبر 2019 | 11:27 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

الفن مرآة المجتمع ويعكس تقدم الشعوب أو تخلفها، وله دور مهم في المجتمعات، أما أن يقود المجتمع نحو الرقي، أو يقوده إلى الانحدار والهدم، من خلال اللعب على وتر القيم الإنسانية للمجتمع، وفي السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من الأفلام التي جعلت ظاهرة "البلطجة" بطولة، وأظهرت البلطجي في دور البطل، بهذه التوليفة خرجت الكثير من الأعمال الفنية التي ازدهرت خلالها شخصية "البلطجي" بصورة حملت الكثيرين على الربط بين انحدار مستوى السلوكيات والجريمة العنيفة وبين انتشار سلوكيات مستنسخة من واقع ما ينتج عبر السينما المصرية، ولعل آخرها حادث محمود البنا المعروف إعلاميا "شهيد الشهامة" بعد قتله عن طريق 3 من الذين ينسخون بلطجة السينما في الواقع.

محمد رمضان رائد سينما البلطجة

أنتجت السينما العديد من الأفلام التي تجسد دمار الأخلاق والجنس والمخدرات، مثل عبده موته، وقلب الأسد، والألماني، وغيرها من الأفلام التي لا تخلو من المشاهد الجنسية مثل "حلاوة روح"، وقد ارتبطت هذه النوعية من الأفلام بأسماء منتجين على غرار المنتج أحمد السبكي ونجله كريم السبكي.

ويربط الكثير من النقاد بين هذه الأعمال وما يحدث بالشارع من عنف وجرائم وفساد أخلاق، ولعل جريمة مقتل الشاب المصري محمود البنا التي هزت الرأي العام مؤخرا، أحد الأمثلة على ذلك الربط حيث قتل الشاب على يد محمد راجح باستخدام "مطواة قرن غزال" بعد استياء المجني عليه من سلوك راجح تجاه فتاة، وقد عبر الكثير من رواد التواصل الاجتماعي عن استيائهم من الفن الهابط الذي انتشر في المجتمع والذي يحفل بصورة البلطجي والمتحرش في البطولة، مطالبين بمقاطعة الأعمال الفنية التي تنقل مفاهيم مغايرة للقيم الاجتماعية المصرية، خاصة في ظل انتشار جرائم مماثلة.

من جانبه أوضح الدكتور جمال فروز استشاري الطب النفسي، أن انحدار مستوى الثقافة في المجتمع المصري وانتشار مثل هذه الأفلام، أدى إلى هدم الأخلاق وانعدام الضمير، وقد تسببت في نشر الكثير من العنف بشكل يومي في المجتمع وخاصة أن الأطفال هم الفئة الأكبر فى الوقت الحالي الذين يتسببون فى حالات القتل، لافتاً إلى أن الثقافة اصبحت منعدمة في المجتمع المصري.

وأضاف استشاري الطب النفسي، أن الحل الوحيد لهذه الظاهرة يكمن في الاهتمام بثقافة المجتمع، والعمل على تصليح القيم، مشيرا إلى أن عدم تدخل الدولة لحل هذه الظاهرة سيؤادي الي تدهور الوضع من السئ إلى الأسوء، ولابد من دراسة ممنهجة لمحاربة ذلك دمار القيم والاخلاق.

وأكد أن هناك ضرورة لنشر القيم الأخلاقية في وسائل الإعلام والدراما، كي تعيد نشر القيم الإيجابية، وعواقب السلوكيات الخاطئة، فلا يجب أن ينتهي مصير مجرم بأن يكون بطلاً، بل يجب أن يحصل على عقابه الرادع، حتى وإن كان ذلك في مسلسل تليفزيوني أو فيلم.