"مكونة من 8 أفراد".. حكاية أسرة فقيرة تحلم بسقف وأثاث في سوهاج

الثلاثاء 28 يناير 2020 | 10:14 مساءً
كتب : أيمن الجرادي

منزل صغير، لا تتعدى مساحته 40 مترًا، جدرانه من الطوب الأبيض، يعلوها سقف من جريد و"أفلاق النخيل" والبوص، في اللحظة الأولى التي تنظر فيها إليه تشعر وكأنه أطلال، فالحوائط مهدمة، والسقف لا يحمي البيت، مأساة تعيشها أسرة فقيرة من 8 أفراد، تفترش الأرض وتلتحف بالسماء.

"بلدنا اليوم" عايشت حال تلك الأسرة الفقيرة، في حالة إنسانية شديدة الألم، لأسرة من 6 أبناء بالإضافة إلى الوالدين يقطنون منزل غير آدمي، ومهدد بالسقوط في أي وقت، حيث يفتقر المطبخ الريفي البسيط إلى الأدوات والمستلزمات اللازمة.

يروى "نبيل علي محمد" رب الأسرة، التي تقطن في قرية "شطوره" التابعة لمركز طهطا بسوهاج، والبالغ من العمر 40 عامًا، مأساته قائلًا:"أعيش في منزل ريفي بسيط من الطوب الأبيض، برفقة زوجتي و3 أولاد و3 بنات، مساحته ضيقة، وسقفه من النخيل والجريد، لا يحمينا من برد الشتاء أو حر الصيف، ونعاني كثيرا وتصيبنا الأمراض، وأعمل في الصيد".

وأضاف نبيل قائلا: "نشاهد الفئران والحشرات تجرى فوق رؤوسنا ليلًا ونهارًا، والعقارب تلدغ في بعض الأحيان الأطفال، فنضطر للهرولة ليلًا إلى المستشفيات لعلاجهم، وتقوم أيضا تلك الحشرات بالعبث في الطعام الذي نأكله، ولا نملك ما يكفينا من غطاء، فنلتحف بأغطية قديمة خفيفة، ونفترش بعض الأقمشة على أسره من طوب تجمعنا برفقة أبنائنا ليلًا تحت غطاء واحد نأمل أن يقينا من البرد".

وأكد "نبيل" أنه يتجرع مرارة العيش برفقة زوجته وأبنائه في منزل لا يليق، فلا يوجد به شبابيك أو أبواب سليمة ولكن جميعها مكسور وتالف، ولا يساعد على مواراتهم من أعين الناس، أو إبعاد التيارات الهوائية والأتربة عنهم، لافتا إلى أن الحمام لا باب له ويغطونه بقطعة من القماش.

والتقطت "لبنى سليمان"، البالغة من العمر 36 عامًا، ربة الأسرة الحديث قائلة: "أقوم وزوجي بتربية 6 أبناء نصفهم ذكور والنصف الآخر من الإناث، وهم علي نبيل، 15 عامًا، وقد تسرب من التعليم للعمل ومساعدة والدة في الإنفاق على الأسرة، وإيمان نبيل، 14 عامًا، بالصف الثالث الإعدادي، والسيد نبيل، 13 عامًا، بالصف الثاني الإعدادي، وشمس نبيل 6 أعوام، بالصف الأول الابتدائي، ويوسف نبيل 3 أعوام".

وأضافت أنها تتألم كثيرًا من برد الشتاء ورؤيتها لأبنائها تحت سقف غير آدمي لا يحميهم من الصقيع في الشتاء وبرودة الأرض التي ينامون عليها، أو حرارة الشمس في الصيف، وانتشار الحشرات الضارة بالمنزل مثل الأفاعي، والعقارب، والجرزان، وغيرهم.

وأكدت "لبنى" أنها تخشى موت أبنائها بسبب الصقيع ، قائله: "خائفة أولادي يموتوا من البرد"، وأن دخل الأسرة ضعيف فهي تتقاضي 580 جنيها من برنامج تكافل وكرامة، وأن دخل زوجها من بيع الأسماك غير ثابت وضئيل وخاصة أن الأسماك قليلة في النيل.

الطفلة إيمان نبيل، قالت أنها تتمنى أن يكون لها منزل كباقي الجيران، تعيش فيه برفقة أخوتها ووالديها، وأن تشعر بالدفء ليلًا، والذى يغيب عن منزلهم في الشتاء، وترتفع به الحرارة صيفًا ليكون أشبه بموقد بلدي، لعدم وجود سقف يحميهم من الشمس، وأضافت أنها تتمنى أن تعيش مثل باقي الجيران وزملائها بالمدرسة، وتناشد القلوب الرحيمة وكل ضمير حي بمساعدتهم في سقف المنزل وتزويدهم ببعض الأثاث.

أما شقيقها السيد نبيل، أكد أنه كثيرًا لا يجد الطعام الكافي وينتظر أن يساعده أهل الخير من المحيطين أو الجمعيات الخيرية بالمنطقة، ويحلم كثيرا بمنزل مثل الجيران.

وطالب الزوجين محافظ سوهاج، بأن يوجه مديرية التضامن الاجتماعي ببحث الحالة وعمل سقف للمنزل وتزويدهم ببعض الأثاث حتى يتمكنوا من العيش بسلام وبطريقة آدمية، رحمة بالأطفال الصغار وخاصة أنهم لا يملكون من الأمر شيء، وكلما يشاهدون أبنائهم تنفجر أعينهم من البكاء وقلوبهم تكتظ من الحسرة.

وأضاف الزوج أنه يتمنى من أهل الخير أيضا أن ينظروا إلى حالتهم الصعبة، بعين الرحمة والرأفة، وأن يسعوا في تحقيق أحلام أطفالي الصغار، في حياة كريمة.

سوهاج

سوهاج

سوهاج

سوهاج

اقرأ أيضا