عاجل.. كورونا يصل أفريقيا ويضرب الأسواق العالمية بهذه الخسائر

السبت 29 فبراير 2020 | 12:57 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

أكّدت نيجيريا، أمس، تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في وقت سببت المخاوف من انتشار الوباء على مستوى عالمي تراجعاً في الأسواق المالية في العالم، وحملت الحكومات على اتخاذ تدابير بالغة الصرامة، فيما بلغت الإصابات بالفيروس 83 ألفاً و670 إصابة، بينما ارتفعت حالات الوفاة إلى 2865.

ودعت منظمة الصحة العالمية جميع الدول التي لم تسجل فيها إصابات بعد إلى الاستعداد لوصول الوباء كوفيد-19، محذرة بأنها سترتكب "خطأً مميتاً" إن ظنت أنها بمنأى عنه.

وأوضحت وزارة الصحة النيجيرية أن إيطالياً يعمل في نيجيريا عاد من ميلانو في 25 فبراير، نُقل إلى المستشفى في ولاية لاغوس، بعدما كشفت الفحوص إصابته بالفيروس، ليكون أول حالة تسجل في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وأضافت الوزارة في بيان أن "المريض في حالة مستقرة، ولا تظهر عليه أعراض مقلقة".

وسُجلت أول إصابة في المكسيك، والمصاب شاب حالته مستقرة، وفق مصدر رسمي.

وأُحصيت إصابتان أخريان في الأيام الأخيرة في شمال إفريقيا، وتحديداً في مصر والجزائر. ويستغرب علماء الأوبئة نسبة الإصابات المتدنية جداً في هذه الدول الإفريقية بالرغم من تردي أنظمتها الصحية، في وقت تجاوز عدد الإصابات 83 ألف إصابة في نحو 50 بلداً.

أما في الصين التي ظهر فيها الفيروس الجديد في ديسمبر، يواصل عدد الوفيات والإصابات الانخفاض تدريجياً بفضل تدابير الحجر التي شملت أكثر من 50 مليون شخص في المناطق الأكثر تضرراً من الفيروس.

لكن دولاً أخرى باتت تشكل مصادر انتشار لفيروس كوفيد-19، مثل كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا بالدرجة الأولى.

وأعلنت بيلاروسيا، أمس، عن تسجيل أول إصابة بالفيروس لدى طالب إيراني جاء الى البلاد، الأسبوع الماضي، عبر أذربيجان التي سجلت أيضاً أول إصابة لدى روسي وصلها عبر إيران.

وأعلن مدير عام منظمة الصحة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أول من أمس، أن فيروس كورونا المستجد بلغ "نقطة حاسمة" عالمياً، مشيراً إلى أنه خلال اليومين السابقين فاق العدد اليومي للإصابات الجديدة في العالم نظيره في الصين، حيث ظهر الفيروس.

وحذر "يجب ألّا تعتقد أي دولة أنه لن تسجل إصابات على أراضيها، سيكون ذلك خطأً مميتاً، بالمعنى الحرفي. الفيروس لا يلتزم بالحدود".

وتثير بعض البلدان المخاوف، خصوصاً إيطاليا، حيث أصاب فيروس كورونا المستجد 650 شخصاً، وقتل 17 آخرين. وبات البلد منصة لانتشار الفيروس، إذ ظهرت أول إصابة بكورونا المستجد في أميركا الجنوبية (البرازيل)، وإفريقيا جنوب الصحراء (نيجيريا)، من خلال شخصين قادمين من إيطاليا حديثاً.

واتخذت روما تدابير جذرية لردع تفشّي الوباء على أراضيها، من ضمنها إغلاق المدارس وإلغاء مناسبات رياضية وثقافية، وفرض الحجر الصحي على 11 بلدة في الشمال الذي يعتبر الرئة الاقتصادية للبلد.

في الأثناء، تستعد دول أوروبية عديدة لارتفاع عدد الإصابات على أراضيها.

وأعلنت كوريا الجنوبية، البؤرة الرئيسة للوباء بعد الصين، عن 571 حالة إصابة جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات فيها إلى 2337، توفي منهم 13 شخصاً.

وأعلنت السلطات الصينية، أمس، عن 327 حالة إصابة جديدة، وهو أدنى عدد إصابات يومية منذ 24 يناير، وعن وفاة 44 شخصاً. وبالإجمال، أحصيت 78 ألفاً و824 حالة إصابة و2788 حالة وفاة في الصين القارية (من دون هونغ كونغ وماكاو) منذ بدء تفشّي الوباء.

وخارج الصين، ارتفعت الحصيلة إلى أكثر من 4000 إصابة، و60 حالة وفاة.

وتتخذ الدول تدابير جذرية سعياً لاحتواء انتشار كوفيد-19.

ففي اليابان، حيث توفي أربعة أشخاص وأصيب 200، أعلنت شركة «أوريانتل لاند» المشغلة لـ«ديزني لاند» و«ديزني سي» في طوكيو، أمس، أن المتنزهين الترفيهيين سيغلقان من 29 فبراير إلى 15 مارس. وكان رئيس الوزراء شينزو آبي قد أمر، أول من أمس، بإغلاق المدارس الرسمية لمدة شهر.

في الأثناء، طلبت منطقة هوكايدو في شمال اليابان من سكانها، أمس، عدم مغادرة بيوتهم في عطلة نهاية الأسبوع خشية من تمدد الفيروس. وسجلت في هوكايدو 63 إصابة بكورونا، أكبر عدد إصابات في اليابان.

وارتفع عدد الوفيات في اليابان إلى 10، نصفهم ركاب سابقون على سفينة رحلات فرض عليها حجر بالقرب من طوكيو.

وأعلنت روسيا، أمس، فرض قيود على دخول المواطنين الإيرانيين والمسافرين القادمين من كوريا الجنوبية إلى أراضيها.

وفرضت المحكمة العليا في كينيا وقف الرحلات من الصين، بعد توجيه انتقادات شديدة للحكومة بالسماح للمسافرين بدخول البلاد دون فرض حجر إلزامي عليهم.

وفي غرب ألمانيا، فُرض حجر صحي على نحو 1000 شخص مع ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة إلى 53 في البلاد. ويطال الإجراء مقاطعة هانزبرغ الحدودية مع هولندا، حيث أُغلقت المدارس والإدارات حتى الإثنين.

وأُلغي عرض السيارات السنوي في جنيف الذي كان مقرراً من 5 إلى 15 مارس، بعدما منعت سويسرا أي تجمعات كبرى خشية من الفيروس.

كما أُلغي معرض بازل العالمي للساعات وأُرجئ تنظيمه إلى يناير 2021.

يأتي ذلك غداة تعليق السعودية «مؤقتاً» دخول الراغبين بأداء العمرة إلى أراضيها، وكذلك زيارة المدينة المنورة.

ورغم ذلك، تثير الأرقام بعض التفاؤل، حيث إنه من 83 ألف مصاب، شفي حتى الآن 36 ألفاً و500 شخص، بحسب تعداد أجرته جامعة «جونز هوبكينز» في الولايات المتحدة، التي تجمع بيانات من منظمة الصحة العالمية ومن السلطات الصحية في كل بلد.

وفي ظلّ هذا السياق من عدم اليقين، تراجعت مؤشرات الأسهم في الأسواق الآسيوية، بعد تراجع مماثل لأسهم وول ستريت. وانخفضت بورصة شنغهاي بنسبة 3.71%، وطوكيو بنسبة 3.67%، وهونغ كونغ بنسبة 2.42% عند الإغلاق.

وفي نيويورك، انخفض كل من مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسداك نحو 3% عند الافتتاح أمس.

وشهدت الأسواق الآسيوية أسوأ أسابيعها منذ أزمة عام 2008-2009 المالية العالمية.

وواصلت أسعار النفط الانخفاض أمس، حيث انخفض سعر برنت بحر الشمال وسعر برميل خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.5%.

ويجري إعداد خطط طوارئ، خصوصاً من جانب صندوق النقد الدولي، لتقديم المساعدة للدول في مواجهة هذه الأزمة الصحية.